بوعلي يحلل دلالات تحدث الذكاء الاصطناعي باللغة العربية
عنونت بعض كبريات الصحف ووكالات الأنباء العالمية تقرير لها بـ”الذكاء الاصطناعي يتحدث اللغة العربية”، وذلك بعد قيام شركات التكنولوجيا العملاقة بإدراج اللغة العربية ضمن قائمة اللغات التي يدعمها تطبيق محادثة الذكاء الاصطناعي.
وأضافت شركة “غوغل” اللغة العربية إلى تطبيق محادثة الذكاء الاصطناعي التابع لها “بارد”، بعد كان التطبيق يدعم فقط الإنجليزية واليابانية والكورية، ومع مرور الوقت وضعت الألمانية والهندية والإسبانية، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأتاحت شركة OpenAI المطورة لبرنامج الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي” للجمهور العربي إمكانية التخاطب باللغة العربية، فأصبح “شات جي بي تي” قادرا على التحدث بالعديد من اللغات إلى جانب الإنجليزية، ومنها اللغة العربية والإسبانية والفرنسية والألمانية.
كسر التهميش
وإن كان يظهر أن الشركات العالمية تهتم باللغة العربية والجمهور العربي من الناحية الربحية من الوهلة الأولى إلا أنها على الأقل تبعدها من دائرة التهميش التي تعيشها في أوطانها العربية، وحسب رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية فؤاد بوعلي فهذه الشركات “تدرج اللغة العربية كلغة من اللغات الهامة في هذا الإطار”.
وتعتبر اللغة العربية إحدى اللغات الرسمية للأمم المتحدة منذ صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 18 ديسمبر 1973. واعتمدت اليونسكو اليوم العالمي للغة العربية عام 2012 للاحتفال بهذه اللغة سنويا، إذ يتكلم بها يوميا ما يزيد على 450 مليون نسمة من سكان المعمورة ويتعاطف معها المسلمون.
ويقول بوعلي في تصريح لموقع “الإصلاح” إن “كل التقارير العالمية تؤكد على أن اللغة العربية هي لغة المستقبل. لغة المستقبل بالنسبة لشعوب المنطقة وبالنسبة للعالم بأكمله”، مشيرا إلى وجود مجموعة من الأهداف التي تفرض الاهتمام باللغة العربية والإقبال عليها.
مستقبل واعد
وعدد المتحدث من هذه الأهداف ما هو ديني، وما هو اقتصادي، وما هو السياسي، قائلا “عندما نلاحظ هذا الاهتمام نتيقن بأن اللغة العربية بخير ومستقبلها بخير، لكن للأسف هذا التهميش الذي تعانيه في دولها، وهذا الحصار لا علاقة له بالجانب اللغوي بقدر ما له أبعادا أخرى تتعلق بمحاولة إلغاء ما تحيل عليه هذه اللغة من قيم ومعارف، ومن قيم إنسانية وقيم إسلامية”.
ورأى بوعلي أن من الطبيعي أن يبدأ الاهتمام باللغة العربية في برامج الذكاء الاصطناعي، موضحا أن اللغة العربية لغة المستقبل ولها أهمية على الصعيد العالمي، لذلك يتم الاهتمام بها في البرامج الحاسوبية والبرامج الرقمية التي تتطور سواء في الشرق أو في الغرب، وتدرج هذه المؤسسات والشركات اللغة العربية كلغة من اللغات الهامة في هذا الإطار.
وسبق أن دعت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة إلى العمل على إدماج التكنولوجيا في تعليم اللغة العربية، ورصد الجوائز القيمة في مجال الترجمة والترجمة الفورية المتصلتين بأعمال المنظمات الدولية، وتأهيل الدبلوماسيين لغويا.
امتداد عالمي
وحذر من الخسارة إذا تم تضيع اللغة العربية، التي قال إنها “أعطتنا بعدنا الإستراتيجي وبعدنا الهوياتي، وفي نفس الوقت أعطتنا قيمتنا في الوجود داخل الحضارة الإنسانية”، موضحا أن هذه الحضارة أصبحت تعترف يوما بعد يوم بأن هذه اللغة لها من المقومات الحضارية والقيمية والعلمية ما يتيح لها أن تكون لغة الحضارة الإنسانية، ولغة مستقبل الوجود الإنساني.
في الوقت الذي كشفت فيه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عن انقراض مئات اللغات واللهجات، استطاعت اللغة العربية الامتداد والانتشار، وهكذا نجد أنها تعد اللغة العربية اللغة الأسرع نموا في عدة دول بما فيها الغربية.
الإصلاح