نشطاء يحللون دلالات طرد وفد الكيان الصهيوني من الاتحاد الإفريقي وعدم منحه صفة مراقب
تمكنت الكيان الصهيوني من التغلغل في إفريقيا عبر ربط علاقات اقتصادية وعسكرية وثقافية مع العديد من دول القارة، وبلغ هذا التغلغل إلى المستوى المؤسساتي أوجه بمنح دولة الاحتلال صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي سنة 2021، وعلى مستوى الدبلوماسي وصل ذروته بتطبيع العلاقات مع المغرب والسودان وغيرهما.
ويسعى الكيان للتطبيع الشامل عبر تنظيم قمة “النقب2” في المغرب بحضور الدول المطبعة، لتبعث الرسائل للدول المترددة قصد الإسراع بركوب قطار التطبيع الشامل للحصول على المزايا والمنافع الإسرائيلية-الأمريكية الراعية لصفقة القرن أو في المقابل تلقي التهديدات والابتزازات في قضايا مصيرية داخل الأقطار العربية والإسلامية والإفريقية.
طرد مخزي
و نجح الكيان في إقامة علاقات دبلوماسية مع عدد قياسي من دول إفريقيا، وصل إلى 46 بلدا من أصل 55 عضوا في الاتحاد الإفريقي، حسب دراسة للكاتب والباحث الموريتاني المتخصص في الشأن الإفريقي سيدي ولد عبد المالك، بعنوان “إفريقيا: التراجع العربي والنفوذ الإسرائيلي”.
وفي غمرة إنتشاء الكيانل بتحقيق مكاسب على حساب القضية الفلسطينية، فوجئت بقرار الاتحاد الإفريقي رفض منح دولة الاحتلال صفة مراقب مع انطلاق أعمال قمة الـ36 على مستوى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية، المنظمة تحت شعار “تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية” يوم السبت 18 فبراير 2023.
ويحمل الطرد عدة دلالات بالنظر إلى سياقات متعددة، لكون جاء في القمة رفيعة المستوى لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، واتخاذ ضد الوفد الصهيوني الذي كانت ترأسه شارون بارلي نائبة مدير دائرة أفريقيا في الخارجية “الإسرائيلية”، مع سرعة تنفيذه عبر تدخل أجهزة الأمن لطلب مغادرة القاعة من الوفد.
انتصار تاريخي
يقول منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة رشيد فلولي “إن واقعة طرد الوفد الصهيوني هي انتصار تاريخي للشعب الفلسطيني وتأكيد للمواقف الثابتة للدول الإفريقية من دعم الحق الفلسطيني في التحرر والاستقلال، ومن جهة ثانية اندحار للمشروع الصهيوني الذي يعمل جاهدا لتحقيق اختراق في مؤسسات الاتحاد الإفريقي بعدما تمكنت من التطبيع مع عدد من الدول الافريقية ومن بينها بلادنا مع كامل الاسف”
ويضيف في حديث لموقع “الإصلاح” إن “القرار رسالة لعزل الكيان الصهيوني الذي يمارس أبشع صور العدوان والاحتلال والإرهاب ضد المدنيين، والقرار الإفريقي يأتي في سياق حالة من الانعتاق وانتفاضة صاعدة في أفريقيا للتحرر من القيود التي تفرضها عدد من الدول الاستعمارية في القارة السمراء والتي عمل الكيان الصهيوني على التحالف معها لنهب ثروات هذه الدول واستنزاف خيراتها وإدامة حالة الفقر والتخلف بها”.
ويرى المتحدث، أن هذا الطرد بمثابة رسالة للمسؤولين ببلادنا الذين يستمرون في مسلسل التطبيع والهرولة مع الكيان الصهيوني، كي يعلنوا عن وقف التطبيع انسجاما مع قرار الاتحاد الإفريقي، موضحا أن المغرب له نفوذ كبير في أفريقيا واستمراره في التطبيع يؤثر على هذا الموقع ويتم استغلاله من طرف خصوم الوحدة الترابية وقضية الصحراء المغربية لتشويه صورة بلادنا وزعزعة علاقة المغرب بعدد من الدول.
رفض طبيعي
ويعتبر مسؤول المبادرة الطلابية لنصرة قضايا الوطن والأمة يوسف هاشم واقعة طرد وفد الكيان الصهيوني من قمة الاتحاد الإفريقي ردا طبيعا، يؤكد أن الشعوب الأفريقية ترفض هذا الكيان، محييا الدول التي ضغطت من أجل طرد الوفد الإسرائيلي من الدورة العادية الـ36 للاتحاد الإفريقي، منبها إلى الطرق التحايلية والابتزازية التي استغلالتها إسرائيل من أجل الحصول على صفة مراقب داخل الاتحاد.
ويشدد هاشم على ضرورة رفع الدول الإفريقية والعربية داخل الاتحاد من نسبة اليقظة للوقوف ضد كل اختراق من هذا الكيان، على غرار تقديم سبع دول عربية، هي الجزائر ومصر وليبيا وتونس وموريتانيا وجزر القمر وجيبوتي في 3 غشت 2021 اعتراضًا على الإجراء الذي قام به رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي بمنح عضوية لإسرائيل في الاتحاد الأفريقي.
ويرى المتحدث أن هذه الصفة تليق بدولة فلسطين، التي عرب الاتحاد الإفريقي، في نفس القمة، عن دعمه لطلبها الرامي إلى الحصول على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة، مضيفا أن تواجد دولة فلسطين كاملة العضوية في منظمة الأمم المتحدة هو الأصل بينما تواجد الكيان في المنظمة هو طارئ.
موقع الإصلاح