في يومه العالمي.. محو الأمية محرك للتنمية المستدامة
يُحتفل باليوم الدولي لمحو الأمية في 8 سبتمبر من كل عام، ويعد فرصة للحكومات ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة لإبراز التحسينات التي طرأت على معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة، وللتفكير في بقية تحديات محو الأمية الماثلة أمام العالم. وقضية محو الأمية هي عنصر جوهري في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وجدول أعمال الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
وتعزز أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة – التي اعتمدتها المنظمة في سبتمبر 2015 – هدف الحصول على التعليم الجيد وفرص التعلم في أي المراحل العمرية. كما أن غاية من غايات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة هي ضمان تعلم الشباب المهارات اللازمة في القراءة والكتابة والحساب، وإتاحة فرصة اكتسابها أمام البالغين ممن يفتقدون إليها.
وجاءت فكرة هذه المناسبة الدولية نتاج فعاليات المؤتمر العالمي لوزراء التربية الذي عقد بشأن محو الأمية في العاصمة الإيرانية طهران في يومي 18 و 19 سبتمبر 1965.
ومنذ الاحتفاء بأول يوم دولي لمحو الأمية في عام 1967، لم تزل الاحتفالات تقام في كل أرجاء العالم حيث يتاح للبلدان والشركاء الدفع قدما بجدول الأعمال الخاص بمحو الأمية على الصعد الوطنية والإقليمية والوطنية.
واليوم، أسفرت أزمة كوفيد-19 عن اضطراب مسيرة تعلم الأطفال والشباب والكبار على نحو غير مسبوق النطاق، وفاقمت أوجه عدم المساواة في الانتفاع بفرص بنّاءة لتعلّم القراءة والكتابة، الأمر الذي أثّر على نحو غير متناسب في 773 مليون شخص من الشباب والكبار غير الملمّين بمهارات القراءة والكتابة. وكان محو الأمية للشباب والكبار غائباً عن خطط الاستجابة الوطنية للأزمة التي دفعت العديد من برامج محو الأمية الأخرى إلى تجميد نشاطها المعتاد.
فقد كانت الجائحة بمثابة تذكير صارخ بالأهمية الحاسمة لمحو الأمية، التي لا تقتصر على كونه لبنة من لبنات الحق في التعليم نظراً إلى دوره في تمكين الأفراد وتحسين ظروف حياتهم من خلال توسيع إمكانياتهم كي يعيشوا الحيـاة الـتي يرون أنّهم جديرون بها. إذ يُعتبر محو الأمية أيضاً بمثابة محرك للتنمية المستدامة، فضلاً عن كونه جزءاً متأصلاً في التعليم وشكلاً من أشكال التعلّم مدى الحياة المبنيّة على أساس الإنسانية كما هو منصوص عليه في الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة. ومن هنا، يضطلع محو الأمية بأهمية مركزية كشكل من أشكال التعافي من أزمة كوفيد19-، ومحوره الإنسان.
وقائع وأرقام
- يفتقر 773 مليون شاب وبالغ إلى المهارات الأساسية في القراءة والكتابة؛;
- ليس لما يقرب من 617 مليون طفل ومراهق الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة والحساب؛
- في أثناء المرحلة الأولى من انتشار جائحة كوفيد – 19، أُغلقت المدارس مما أدى إلى تعطيل التعليم لما يقرب من 62.3 في المائة من التلاميذ في العالم، الذين يبلغ اجمالي عددهم 1.09 مليار تلميذ؛
- غابت برامج محو أمية للبالغين من خطط الاستجابة التعليمية الأولية، وبالتالي ليس أمام الشباب والبالغين الذين يفتقدون للمهارت الأساسية أو مهاراتهم ضعيفة إمكانية في الحصول على ذلك النوع من البرامج.
الإصلاح