هيئة حقوقية تنتقد الغلاء المعيشي واختلالات تأهيل المناطق المتضررة من الزلزال

دعا المكتب التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان الحكومة إلى تسريع معالجة الاختلالات والبطء في تنزيل برنامج إعادة تأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز، في ظل المعاناة التي تعيشها هذه الساكنة خاصة مع موجة البرد والثلوج والتساقطات.
وجدد منتدى الكرامة في بيان صدر أمس الإثنين حول التطورات الحقوقية الدولية والوطنية، مطالبته بمزيد من الاهتمام بتنمية العالم القروي والمناطق الجبلية في أفق تحقيق العدالة المجالية وضمان الولوج المتكافئ إلى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وعبر منتدى الكرامة لحقوق الإنسان في البيان الصادر عن اجتماعه العادي يوم الأحد 9 مارس 2025، على قلقه البالغ من الغلاء المعيشي الذي تعرفه جل المواد الاستهلاكية الأساسية وفي مقدمتها المواد الطاقية خلال السنوات الأخيرة.
وأكد أن أشكال الهشاشة التي تضرب بنية النظام الاقتصادي المبني على المزج بين السلطة والثروة وضعف المبادرة الحرة والمجازفة والاحتكار المالي والاقتصادي من طرف فئات قليلة، وطغيان القطاع غير المهيكل وتطور نظام الريع؛ زادت من حدة التفاوت الطبقي بالمغرب وخنقت القدرة الشرائية لدى فئات عريضة في المجتمع، وهو ما يدعو للقيام بتغييرات جذرية فيما يخص توزيع الثروات ببلادنا.
وثمن المنتدى قرار أمير المؤمنين بإلغاء شعيرة النحر يوم عيد الأضحى لهذا العام، وفي هذا الصدد اعتبر المنتدى بأن هذا القرار هو قرار حكيم جاء لإنقاذ ما تبقى من القطيع الوطني بسبب تحديات مناخية واقتصادية أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداده، وكذا رفعا للحرج عن المواطنين الذين يشهدون ارتفاعا غير مسبوق في أسواق اللحوم وما يرتقب من ارتفاعات مهولة لأثمنة الأضاحي بسبب ضعف الرقابة على الموردين والتجار.
كما اعتبرت الهيئة الحقوقية أن هذا القرار جاء بسبب السياسات الحكومية التي لم تنجح في حماية القطيع الوطني وحماية المستهلك من تعدد الوسطاء والمضاربين، وهو ما يدعو لفتح تحقيق معمق نزيه وشفاف حول الدعم الموجه لتوريد المواشي واللحوم الحمراء، وحول مخطط المغرب الأخضر البرنامج المسؤول عن هذه النتائج، وترتيب الجزاءات على ضوء ذلك.
وسجل منتدى الكرامة استمرار التضييق على حرية تأسيس العديد من الجمعيات وحرمان بعضها من وصولات تجديد مكاتبها، واستهداف بعض الجمعيات الحقوقية وحرمانها من تنظيم بعض أنشطتها وكذا استعمال السلطات العمومية للقوة غير المبررة في تفريق بعض التجمعات والمظاهرات، في الوقت الذي ارتقى فيه الدستور بمكانة المجتمع المدني ومنحه أدوارا دستورية جديدة.
وعلى المستوى الدولي، دعا المنتدى المنتظم الدولي ولا سيما البلدان الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى الضغط على دولة الاحتلال للالتزام ببنوده؛ كما استهجن دعوة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى تهجير مواطني غزة عن أراضيهم بغرض ضمها وتحويلها لمنطقة سياحية، بل وتهديدهم بالكامل في سابقة من نوعها، مقابل ضعف التعاطي العربي والإسلامي معه.
وشجب منتدى الكرامة بأشد العبارات كل أنواع الجرائم التي يقوم بها الكيان الصهيوني الغاشم في الضفة الغربية من تدمير وتقتيل واستيطان، وبنفس العبارات ما تقوم به قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية من ممارسات تصب في صالح الكيان المحتل. وأكد على ضرورة حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وتحرير كافة أراضيه، ويدعو الدول العربية والإسلامية وجميع الضمائر الحية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه في محنته في مواجهة الكيان الاستعماري المجرم.