رمضان بصيغة ” المؤنث”.. حينما يكون العبور إلى الجنة مؤنثا – كلثوم بندية

تنساب الليالي في تتال متسارع، وتدور الايام دورة كاملة، فيقف على العتبة ضيف خفيف الظل، فلا يمكث طويلا، بهي الطلعة فيضيء بأنواره عتمة الزمان والمكان، عظيم النفع فيحمل في طياته كل خير وبشر وإحسان، خصه العظيم المنان بالبشارات والفضائل حتى تمنى كل لبيب عاقل لو كان هو كل الزمان وكل المكان؛ إنه رمضان، الشهر الذي تحل بحضرتهمواكب الرحمة والغفران، وتنعقد لضيافته أعراس القرآن وتستدير حلق الذكر بكل تائب آيب، يحمل بين جناحيه قلبا جريحا، أعياه النبض حبا لدنيا مهلكة زئلة، وجسدا متعبا من السعي فيما لا ينفعه، وروحا سجينة قد ضيقت عليها الخناقأمنيات وأهواء حلقت به في الأحلام حتى إذا استفاق هوت به حقيقتها إلى واقع موحش لا يليق بروح تركت في الماضي بعضا منها في الجنة وتتوق للعودة إليه.

إنه الشهر الذي نافس الشهور فامتاز عليها بالكرامات والفضائل، إذ خصه المولى جل وعلا بنزول القرآن، فقال عز من قائل:}شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان) {البقرة:185(، وتعددت خصائصه وفضائله، ومهدت فيه طرق الخير وزالت عوائقه وموانعه حتى تحفز للخير كل مريد وحبس عن الشر كل شيطان مريد، مصداقا لما أخبر به نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، في حديث أبي هريرة رضي الله عنه إذ يقول: “وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة”رواه الترمذي.

أخبار / مقالات ذات صلة

لا شك سيدتي أن قلبك يطير شوقا إلى استقبال هذا الضيف، فلطالما وطأت البيت لأضيافك الكرام، وبسطت لهم موائد الجود والإحسان تعبيرا عن أصالة طبعك ودماثة خلقك، فكيف فضيف يأتي في أقدامه كل الخير، ويهديك صد العتق من الهلاك في الدار الأخرى ويحرر روحك الجميلة من الارتهان للدنيا وملهياتها، بل يمد أمامك جسور العبور نحو الفلاح في الدنيا والآخرة، كيف إذا لا تسلكينها وتنافسين بنات جنسك في عبورها؟؟ ويؤكد عليك بأن بعضا منها هو خاص بك أنت وحدك سيدتي والبعض الآخر تسلكينه إلى جانب أخيك الرجل، وبرغم انشغالاتك الخاصة اجعلي شعارك هذه السنة: تكاليف خاصة أجور مختلفة ومضاعفة

قلبك سيدتي أول الجسور: بالقلوب تكون النجاة في الآخرة وبها يكون العبور إلى الجنة، فرب العزة يقول (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)[1].. ما بقي لاستقبال الضيف إلا ساعات قليلة، فكما تهبين لتهييء البيت وتزيينه، وتحويله إلى عش لطيف لاستقبال زائريه، هذا قلبك محل نظر الله إليك، فانظري إلى محل نظر الله، هو أصل الصلاح فيك ومنتهاه، منه تعبر روحك إلى حقيقتها، فإما إلى سماء عالية، وإما إلى أرض سحيقة، هو محل المعركة بينك وبين الشيطان، وكل ما يصدر عنك من أعمال فهو ثمرة ما استقر في هذا القلب، أليس يقول عنه الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: “وفي الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله”، ولأجل ذلك كانت سلامته شرط دخول الجنة، فاعبري إليها عبره، هو أول جسورك، أقبلي على رمضان بقلب الأنثى الرقيقة الوديعة التي لا تقوى على أن يحمل قلبها شركا بله كفرا ولا نفاقا، لا تتحمل أن يحمل للناس حقدا ولا بغضا، بل تحمل قلبا حريصا على كل طيب وجميل؛ إيمان وامتنان للخالق رب الأرض والسماوات،وحب الخير للخلق، وعزما فريدا على السير في الدنيا بأخلاق الصالحات القانتات العابدات.

قلبك جسرك الأول فتعهديه تخلية من كل سيء و رديء، فالشر أبدا لا يليق بطهارة قلبك، وتحلية؛فالإيمان وحده هوما يجعله في أكمل أحواله، ولا يليق بك القلب الغافل اللاهي، بل أنت جديرة بقلب حي يقظ، إيقاع نبضه على ضبطت على ترانيم العبودية لله سبحانه.

أسرتك جسر عبور: سيدتي مهما زينوا لك التمركز حول ذاتك وجعلوا منك امرأة مستقلة ولا تحتاجين أحدا، غير أن جمال الجوهرة يكون وسط العقد، كينونتك لا تكتمل إلا وسط أسرتك، تتقاسمين مع أفرادها تفاصيل الحياة، حلوها ومرها، تتقاسمون معا الحب والمودة والرعاية والخدمة، تنسجين معهم خيوط علاقة أفقية أو عمودية، سواء مع والديك وإخوتك، أو مع زوجك وأبنائك وسائر أفراد عائلتك الصغيرة والكبيرة، وكما لا تحبين أن يدخل الضيف على علاقات متوترة، فكذلك رمضان ليس أقل من أضيافك من الناس، إنه ضيف يتفقد رحمك، يوثق متانة علاقاتك، بل يشهد على ذلك ويسجل التنقيط المناسب بمعايير مختلفة عن باقي الأيام، فهل ترضين العبور إلى الجنة والتوق إلى المغفرة برحم مقطوعة، وبلابر بالوالدين، ولا قيام بحق زوج، ولا حسن رعاية للأبناء؟؟

اجعلي رمضان سيدتي يطرق بابك وجسر أسرتك ذلول للسير عبره، من خلال رعايتك هذه العلاقات، فلكل علاقة منها أجر عظيم في غير رمضان، فكيف ورمضان يوثقها وتشهد أيامه ولياليه على إحسانك إليهم فيها، فبينهم فقط يمتاز معدنك، وتعلو قيمتك ويزداد ألق أخلاقك بمحبتهم، ورعايتهم والصبر عليهم، وتجميل القول لهم وقد تعبرين جسر العبور إلى جنتك بمقابلة الإساءة بالإحسان تشحنين طاقات عطاءاتك من منبع الاحتساب، وكلما اشتد عليك الأمر عظم الأجر، شعارك: “إني صائمة”، ولست حريصة على العبور عبر الجسر وحدك، فلا معنى أبدا للعبور الموحش وحدك، أنت حريصة على أن تصحبي معك كل أحبتك، وحريصة على الاحتفاظ بكل علائقك الأسرية، وحيث هذا الحرص تتم رعايته بتقاسم الطاعة معا، وإعداد مجالس القرآن الأسرية، وحيث أنت الباعث على استثمار وقت اجتماع العائلة خاصة وقت الإفطارلتعميق الروابط وجعل المائدة منصة حوار وتواصل بامتياز، كما يمكن تنظيم زيارات عائلية ناجحةيكون الود والصلة ومعرفة الفضل لأهله أساس اجتماعها، لا تقاسم موائد الطعام والقلوب متنافرة…وغير ذلك من الإبداعات الراعية لتماسك الاسرة والداعمة لاستقرارها.

رمضان يهذب طبعك، ويصقل قدراتك، وينمي مهاراتك التواصلية فتكونين من خلاله بالفعل” الجوهرة” والأسرة معبرك إلى الجمال والألق، وعينك على الجنة…

مطبخك سيدتي جسر عبور: يعتبر الإعداد للإفطار من الفترات المهمة من الزمن الرمضاني، وتقومين سيدتي عادة بتوسط مطبخك لتكوني أكثر الناس فوزا بأجر تفطير الصائمين، كأنما هو أجر جاء بصيغة “المؤنث”، وحيث يبحث بعضهم عن صائم خارج أسوار البيت تجعلين أنت أفراد أسرتك أول المفطرين عندك، تصنعين طعامهم بحب فتعبرين إلى قلوبهم، فيسهل عليك بعدها توجيهها، وتزرعين فيمن حولك قيم البذل والخدماتية، وقد تجعلين المطبخ فضاء للتعاون وتعليم الصغار بعض المهارات التي يحتاجونها، مطبخك قد تحولينه إلى فضاء للعبادة فلا تدخلينه إلا ذاكرة لله، ولا تقضين وقتك فيه إلا مستغفرة، ومستثمرة لوقتك كاملا على أكمل وجه، هو مجرد مطبخ لإعداد الطعام وتحولينه بعون الله إلى فضاء تعبدي بامتيازوفضاء تكويني أيضا وفضاء تواصلي.

هكذا تجعلينه جسرعبور يمكنك من استثمار زمن أنت ملزمة –بحكم العادة- على التواجد فيه زمنا غير قصير، إلى زمن يستوعب أعمالا صالحة ومختلفة المقاصد، غير أن هذا العمل ارتبط بسلوكات ومستجدات استحدثها الناس تعويضا منهم عن صيام يوم كامل، واستعدادا ليوم آخر، وأخرجت هذا العمل إلى حال المبالغة في الإعداد شكلا ومضمونا، حيث ينبغي الحذر من أن يسرق منك هذا الفضاء بكل أدواره ليتحول إلى فضاء للتبذير بكل أشكاله سواء في الوقت أو المال.

ليكون جسرا آمنا لك ولأسرتك التي تتقاسمه معك احرصي على استحضار النية، والوعي بالأدوار التي قد يلعبها هذا الفضاء، والحرص على التوازن دون إسراف أو تقتير، ولا شك أنك تملكين من الفطنة وحسن التدبير ما يجعلك تبدعين لتجعليه من مسالك العبور إلى الجنة.

عبادتك جسر عبور: سيدتي الغالية إن غاية فرض الصيام هي التحقق من التقوى (لعلكم تتقون)، والصوم من أهم العبادات الباعثة على التقوى، خاصة أنه يشتمل على حزمة عبادات مترابطة ومتناغمة، وبشكل متكرر يضمن تكرارها تعويد النفس عليها والتدريب عليها، فأسلمي قيادك لرمضان يعيد ترتيب حياتك، فانت بعد زيارته لم تبقي كما كنت قبله، تهيأت لك كل أسباب الفلاح فيه، وأحيطت عبادتك بسياج يصونها فقد صفدت الشياطين ودفعت عنك الموانع وتخففت من بعض مشاغل الدنيا من أجل التفرغ لهذه العبادات وللتدريب عليها، فهي فرصة سانحة لسلوك جسر العبادة سلوكا يعبر عن مدى سعيك إلى التقوى، ويعبر عن صدق نواياك التي عقدتها سابقا وصرفتك الملهيات.

أقبلي سيدتي على الصوم كمدرسة لبلوغ التقوى، وحددي برنامجا يستوعب عباداتك وسط التزاماتك، فأيام شهرك غالية، فإنها إذا انصرفت لم تعد إلى يوم القيامة، وساعات يومك وعاء لصناعة العبورإلى الجنة، فلا تضيع أنفاسك في الفارغات ولا تضيع طاقتك في التفاهات.

برنامج عبادتك سيدتي حافل تتقلبين فيه بين صلاة وقراءة قرآن وذكر، وفي تفصيل أدائها تمام الخضوع والاستسلام للخالق رب العالمين، من محرابك بالليل يشع نور الإيمان والتقوى، لا تفوتين فرصة لسقي القلب من غيث الوحي قراءة وفهما وتدبرا… تعقدين مجالس الذكر فرديا، وبين أفراد أسرتك وبين صويحباتك وجيرانك.. إلى غير ذلك من الفضاءات التي يصلها صدى أثرك

أيام العذر جسر عبور: وتأتي عليك أيام العذر فيغمرك إحساس غير طيب، فكأنما تحسين بالحرمان من شرف إكرام الضيف، كأنما تحسين بانتقاص من طاعة تسعد قلبك وتعزز قربك من خالقك، يسقط عنك أداء الصلاة الفرض وقيام الليل وفي كل ذلك من الحلاوة في شهر رمضان ما لا يعدله حلاوة طاعة أخرى في غيره، فكيف تجعلين من هذه الأيام والليالي جسر عبور إلى الجنة، بدل أن تكون زمنا مستقطعا من رمضان؟

اعلمي سيدتي بأنك قد حبست عن طاعتين فقط كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله حين سئل عن نقصان دين المرأة بقوله (أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟) وبقيت ساحة الطاعة واسعة لكل طالبة للقرب من مولاها، ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخذري رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال: “يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثرأهل النار، فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير.ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن، قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل، قلت بلى، قال فذلك من نفصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قلن بلى، قال: فذلك من نقصان دينها.

إذا استندنا إلى الحديث الشريف أعلاه فإن الرخصة أعطتك على منهج الله وليس ضعفا في خضوعك لله وأخذا بشريعته، تؤجرين على هذا الانصياع والطاعة، فهو ربك وخالقك، ويعلم ما يصلح شأنك ولا ينتقص من خلقتك ولا من دينك شيئا، ويؤكد هذا قول الله عز ودل في كتابه العزيز: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما)[2]،وحيث تضيق الفرصة بالوقوف عند التفصيل الدقيق لما جاء في الحديث والوقوف عند الحكمة من كل ذلك.

فالحديث قد ذكر بأن هذا النقص الحاصل يستدرك، ويجبر بطاعات أخرى تجعلك شقيقة الرجل ورفيقة العبور إلى الجنة ومغفرة وأجر عظيم كما أكدت الآية الكريمة، وهذا هو الأهم، فيكون شغلك في أيام العذر انشغال بكل العبادات الأخرى التي بقيت ساحتها شاسعة أمامك تختارين منها ما يناسب ظروفك وأوضاعك، فتقدمين للضيف اجتهادا في قالب آخريجعله يبسط أمامك جسور عبور مستحقة، من مثل ما جاء به التوجيه في الحديث الشريف (الصدقة وإنصاف العشيرقولا وعملا والقول الحسن)، فإذا صام الناس صومي أنت عن كل قول قبيح وكل فعل لا ينسجم  مع صفاء سريرتك، ورغبتك في اللحوق بركب الصائمين، وإذا أقام الناس الصلاة، فأقيمي الدين في باقي تفاصيل حياتك، واجعليه قائما في نفوس المحيطين بك، واملئي ذلك الوقت بالذكر وقراءة القرآن…

كثير من النساء تغفل عن العبادة في أيام العذر وتنشغل بأمور أخرى تجعلها لا تستفيد من هذه الأيام والليالي، وقد تكون ليالي فاضلة كالعشر الأواخر،  لذا صوني ضيفك من السرقة ولا ترغبي عنه إلى انشغالات تنتقص من حفاوتك بك وإكرامك لك، وعيشيه بالطول والعرض شعارك: رمضاني أنفاس فلا يضيع منها واحد، وإذا سقطت عني عبادة لعذر فلي لعبادة أخرى عزمة  وهمة.

تنظر الثقافات إلى اختلافك عن الرجل من زوايا مختلفة، فتجدين نفسك في ثقافات قديمة أشبه بالشيطان، ولا يقبل منك قول أو عمل، وكل ما تفعلينه هو نثر للشر فقط[3]، و ثقافات أخرى ترفعك إلى مرتبة الآلهة وغير مطلوب منك أن تفعلي ولا أن تقولي فأنت طاهرة مقدسة حتى لو أتيت من الأفعال ما قد يكون قبيحا، وثقافات لم تنظر إليك إلا من خلال شكلك فاعتبرتك محل المتعة وسفير الغواية والإغراء، ومرة أخرى ما عليك إلا أن تتمايلي وتميلي، وغير لائق بك أن تقولي أو تفعلي…إلى غير ذلك من الزوايا غير المنصفة لك ولإنسانيتك وتكوينك الذي يشابه تكوين الرجل شكلا، ولا يختلف عنه إلا في جوانب كانت الحكمة منها أنه “الاختلاف الذي يحقق التكامل والتناغم”، في الإسلام أنت شقيقة الرجل في الأحكام والتكاليف ورفيقة السير والمسارعة إلى الفلاح في الدنيا والآخرة وما الاختلاف إلا زيادة تمييز لكليكما لعبور جسور تعزز التكامل، فإن سابقك فكوني منافسة قوية ولا ترضي دون همته، ولا ترضيا معا دون الفوز بالمراتب العلا من الجنة.

رمضان يبني أمامكما جسورا مشتركة، ويخصك بجسور-لك خاصة- تعبرين منها أنت وبنات جنسك، فهل تسلكين؟ وزمن العبوردقيق وقد يكون حاسما، فهل تسارعين؟

 

***

[1] سورة الشعراء، الآية: 89

[2]سورة الأحزاب، الآية: 35

[3]المرأة في الحضارة الإغريقية محتقرة ومهينة، قال عنها فلاسفة هذه الحضارة: أرسطو طاليس:” إن المرأة رجل غير كامل، وقد تركتها الطبيعة في الدرك الأسفل من سلم الخليقة”، واعتبرها سقراط بأن وجودها أكبر منشإ ومصدر للأزمة في العالم، فهي تشبه شجرة مسمومة، حيث يكون ظاهرها جميلا، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالا”

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى