مخلفات الاحتلال الإسرائيلي تكلف الغزيين حياتهم

“فجأة وقع انفجار كبير، طرت في الهواء، ووجدت نفسي بعد ذلك في المستشفى”، بهذا يلخص الشاب العشريني طلال السميري الحادثة التي أصيب بها بجروح في أنحاء جسده وفقد وعيه، جراء انفجار ذخائر من مخلفات قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وحسب الجزيرة، أنهك النزوح السميري (28 عاما)، وعندما دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ودولة الاحتلال حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، قرر العودة إلى منزله في شرق منطقة القرارة شمال شرقي مدينة خان يونس، التي كانت مسرحا لعمليات جيش الاحتلال إبان العملية العسكرية البرية الواسعة واجتياح المدينة في الفترة ما بين دجنبر وأبريل الماضيين.

وإلى جانب بقايا منزله المدمر عمل الرجل بجد على إقامة غرفتين من الصفيح والخشب والقماش، لتهيئة المكان لعودة أسرته، وبينما هو منهمك في ذلك شاهد جرافة تابعة للبلدية تعمل على مقربة منه. وقال “ذهبت لأطلب من سائق الجرافة أن يزيل الركام ويفتح الشارع لنتمكن من السير ونقل أمتعتنا، وقبل أن أتحدث معه وقع انفجار كبير”.

أصيب طلال بشظايا في ساعده وبطنه ووجهه، وفقد وعيه، ولمّا استيقظ وجد نفسه على سرير يتلقى العلاج في مجمع ناصر الطبي غرب مدينة خان يونس.

مر نحو أسبوعين على هذه الحادثة، ولا يزال طلال وعدد آخر من الجرحى الذين أصيبوا معه يتلقون العلاج في المستشفى، وبعضهم في حالة صحية صعبة استدعت دخولهم قسم العناية الفائقة، وبينهم أطفال أصيبوا بحالات بتر في الأطراف وإعاقات دائمة. 

وتشير تقديرات رسمية إلى أن جيش الاحتلال شنّ خلال حربه على القطاع نحو نصف مليون غارة، استخدم فيها حوالي 92 ألف طن من المتفجرات، نحو 18% من الصواريخ والقذائف لم تتفجر، وهي بمثابة “مصائد موت” تتربص بالمواطنين، خاصة الأطفال.

ويقول مدير عام الإمداد والتجهيز في جهاز الدفاع المدني محمد المغير للجزيرة نت إن 150 مواطنا، 70% منهم أطفال، استشهدوا، وأصيب أكثر من 300 آخرين، جراء انفجار أجسام من مخلفات الاحتلال منذ اندلاع الحرب.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى