رحلة الإسراء والمعراج تُذكر الأمة بواجبها تجاه الأقصى

تحيي الأمة الإسلامية غدا الثلاثاء 28 يناير 2025 الموافق ل27 رجب 1446هـ، ذكرى الإسراء والمعراج، المحملة بالكثير من الدروس والعبر للإنسانية جمعاء.

والإسراء والمعراج معجزة وآية من آيات الله سبحانه وتعالى، خصّ بها نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام، إكراما له وتثبيتا لقلبه الشريف، انطلقت رحلته صحبة روح القدس جبريل عليه السلام، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فصلى إماما بالأنبياء والمرسلين، ثم عرج به إلى السماوات السبع فالتقى فيها بالأنبياء، ورأى عجائب خلق الله سبحانه، ورفع إلى أعلى مقام وكلمه الله سبحانه بلا حجاب، وفي هذه الرحلة فرضت الصلاة تعظيما لشأنها وتقديرا.

وشكّلت الرحلة اختبارا وتمحيصا للمسلمين، فطبيعة الرحلة وما تضمنتـه من أمور خارقة كشفت حقيقة إيمان بعض ضعفاء النفوس، وهـذه سُنة الله تعالى مع كل من آمن، ليمـيز الصادقين من غيرهم.

وقد ذكر الله الإسراء بنبيه صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس، فقال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].

وذكر المعراج في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾ [النجم: 13 – 18].

إن أهمية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين؛ مسرى رسولهم صلى الله عليه وسلم، ومعراجه إلى السماوات العلا، يشعرهم بمسؤوليتهم نحو المسجد الأقصى، وما يتهدده من مخططات متسارعة لتهويده وطمس معالمه الإسلامية التاريخية، لصالح مشاريع تهودية تعمل على تثبيت المستوطنين بالمدينة المقدسة في محاولة لطرد سكان المدينة الأصليين وإبعادهم عن مسجدهم المبارك.

وتتزامن هذه الذكرى المباركة، بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد حرب دامية لمدة 470 يوما، وعودة النازحين إلى ديارهم بعد سنة و15 شهرا من الغياب، كما يتزامن مع الحملة المسعورة للاحتلال “الإسرائيلي” على القدس والضفة الغربية، وخاصة المسجد الأقصى مسرى رسول الله.

وهكذا، تصبح الذكرى مناسبة متجدّدة للتذكير بواجب الأمة ومسؤولياتها التاريخية في الدّفاع عن القدس والأقصى، ورفض كل مخططات العدو الصهيوني فيهما، ودعم صمود المقدسيين والمرابطين فيه بكل الوسائل.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى