مهرجان السينما الدولي بمراكش.. أفلام حول الشذوذ الجنسي تثير غضب الجمهور
شهدت قاعة الوزراء في قصر المؤتمرات بمدينة مراكش يوم السبت 30 نونبر 2024، حالة فوضى خلال عرض فيلم “ميلك” للممثل والمخرج الأمريكي “شون بين”.
وأثارت مشاهد علاقة بين بطل الفيلم ورجل آخر غضبا لدى فئة عريضة من الجمهور الذي حضر لمشاهدة العمل، ما أدى إلى انسحاب عدد كبير منه احتجاجا على ما وصف بـ”المشاهد المخلة بالحياء والفطرة الإنسانية الطبيعية”.
وتداول العديد من المغاربة المقطع على منصات فيسبوك وإنستغرام للتعبير عن استنكارهم لهذا المشهد، حيث انهالت التعليقات التي تتفاوت بين الاستهجان والدعوات إلى الدفاع عن القيم الاجتماعية.
كما استقبل مهرجان مراكش فيلم “كابو نيكرو” للمخرج عبد الله الطايع، الذي تدور أحداثه حول “المثلية الجنسية” و”الدعارة”، الذي عرض خارج المسابقة الرسمية، بقاعة السفراء بقصر المؤتمرات بمراكش.
وقال الطايع في كلمته التقديمية للفيلم، إنه “كرس فنه للتعبير عن هذه الفئة التي ينتمي إليها، والدفاع عن ميولاتها، خاصة وأنه عانى في طفولته وشبابه من الوحدة وعدم الاحتضان والحب، بسبب عدم تقبل اختلافه”.
وعلق الناقد السينمائي مصطفى الطالب، على عرض فيلم “كابو نيكرو” عن الشذوذ الجنسي بالقول: ”لا أعرف كيف أدرج منظمو مهرجان مراكش للفيلم الذي يعتبر دوليا، هذا الفيلم الرديء سينمائيا والمنحط إنسانيا وفكريا وأخلاقيا (لانه يشرعن الدعارة) ولا يدافع عن قضية”.
وفي تصريح لموقع “الإصلاح”، أكد الناقد السينمائي مصطفى الطالب، أن هذه ليست المرة الأولى التي يدرج فيها مهرجان مراكش الدولي أفلام تتطرق للشذوذ الجنسي، سواء كانت أفلام مغربية أو أجنبية، حيث تم عرض فيلم أزرق القفطان لمريم التوازني قبل سنتين، والذي تدور أحداثه حول رجل متزوج وشاذ جنسيا، مما خلق حينها ضجة في المهرجان.
وأضاف الطالب، أن الدورة 21 من مهرجان مراكش السينمائي، عرفت أيضا عرض فيلم مغربي فرنسي تضمن الشذوذ الجنسي وهو فيلم “البحر البعيد” وهو قصة لمهاجر مغربي سوف يلتقي برجل شرطة مثلي وسيقوده لحانة خاصة بالمثليين، وإن كان الأمر يتعلق بالمجتمع الفرنسي ففيه لقطات شيئا ما خادشة للحياء، معبرا عن أسفه لعرض الفيلم “ميلك” لمخرجه “شون بين” لأن لديه أفلام أخرى مهمة.
وتساءل الطالب أين هي رقابة المركز السينمائي المغربي، الذي يعطي التأشيرة الثقافية لكل الأفلام التي تدخل إلى المغرب ؟ أين هي وزارة الثقافة والاتصال وما دورها علما أنها هنا لا تمتثل للقانون ولا الدستور؟ ثم من يقرر بالنسبة لاختيار للأفلام، فالمدير الفني لمراكش هو فرنسي. فهل الفرنسيون هم الذين يتحكمون ويدفعون المخرجين الشباب المغاربة لتصوير هذه الأفلام؟ ومن المسؤول لكي نحاسبه؟ مضيف “بالرغم أنه مهرجان دولي لا بد من احترام خصوصية المجتمع المغربي”.
وأشار المتحدث إلى أن لجنة التحكيم يترأسها مخرج إيطالي، الذي منعت تركيا فيلما له في مهرجان السينما باسنطبول هذه السنة، يعرض للمثلية والشذوذ الجنسي، متسائلا لماذا نقبل نحن بهذه الأفلام في مهرجان دولي مع العلم أن أغلب مشاهديه من المغاربة والفرنسيين.
يشار إلى إلى أن المثلية الجنسية تعد جريمة بموجب المادة 489 من قانون العقوبات المغربي، التي تنص على أنه “يعاقب بالسجن من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وبغرامة من 120 إلى 1000 درهم، إلا إذا كان الفعل يشكل جريمة أشد، كل من ارتكب فعلا فاحشا أو غير طبيعي مع شخص من نفس جنسه”.
موقع الإصلاح