وفاة الداعية والأديب السوري عصام العطار

توفي الداعية السوري البارز عصام العطار في مدينة آخن بألمانيا، يوم الجمعة 3 ماي 2024، عن عمر يناهز 97 عاما، لينضم إلى كوكبة الراحلين من العلماء والأدباء والمفكرين بعد سنوات من العطاء والتضحية فداء للدين ودفاعا عن المستضعفين.

ولد الفقيد عصام العطار -رحمه الله، في مدينة دمشق، عام 1345هـ/ 1927م، في أعقاب الثورة السورية، من أسرة عريقة تهتم بالعلم والفقه والحديث. حيث توارثت (أسرة العطار) التدريس والخطابة في المسجد الأموي في دمشق لعدة قرون. 

وقد شكل الراحل مدرسة فريدة في العطاء والتضحية بالفكر والممارسة ونال في ذلك أبشع أنوع الإيذاء وصل إلى حد اغتيال توأم روحه في الكفاح وزوجته شريكته في الحياة والنضال من طرف النظام السوري في مهجرها بألمانيا مقر منفاها.

وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في نعيه “لقد فقدت الأمة شخصية إسلامية فاضلة، ورجلاً مخلصاً في دعوته لله عز وجل، ولوطنه وأمته ورسالته، نسأل الله العلي القدير أن يغفر له، ويرحمه ويتجاوز عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس.. إنه نعم المولى ونعم المجيب”.

وكتب الداعية عصام البشير مقالا في نعيه للعطاء بعنوان “الأستاذ عصام العطار الريح المرسلة بالخير”، جاء فيه “وأخيرا انطفئت الومضة، وأغطش الليل وهوي الكوكب الساطع وارتحل الشيخ أبو أيمن عصام العطار القامة السامقة، والقلعة الشامخة، والقائد الفذ والمفكر المسدد، والخطيب المفوه والشاعر الأديب”.

وأضاف البشير “كان الأستاذ أبو أيمن امتدادا لجيل العظماء من قادة العمل الإسلامي المعاصر، ووضع بصمات مباركة لا تخطئها عين فاحصة، وترك أثرا مفعما بالحيوية في أجيال معاقبة، وكان مرفوع الرأس، عالي الهامة لم ينحن لطاغية، بل صدع بالحق ولقي في ذلك من عنت الغربة المتوحشة”.

وأوضح البشير أن من الامتحانات التي أصابت العطار هي استهداف زوجته الشهيدة أم أيمن، قائلا “فما لانت له قناة ولا وهنت له عزيمة، بل واصل المسير وواجه المصير في جد وعزيمة وفضل ومثابرة. جسد نموذجا نادرا من الوفاء لأسرته وخلف في ذلك ميراثا من النثر والنظم”.

وأوضح البشير أن العطار كان مرتفعا عن الخلاف، منصفا لمخالفيه، يبسط يده لكل حوار هادئ وتعاون على البر والتقوى، ثاويا يحمل هموم أمته ودعوته في سعي منبسط وأمل فسيح، منشدا:

يا شام يا أرض المحبينا ** هان الوفاء وما هان الوفا فينا

نحيا علي البعد أشواقا مؤرقة ** لا الوصل يدنو ولا الأيام تسلينا

إنا حملناك في الأضلاع عاطفة ** وصورة من فتون الحسن تسبينا

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى