هكذا أتم الحجاج المغاربة مناسك حجهم

أنهى الحجاج المغاربة مناسك الحج لعام 1440هـ يوم الخميس 15 غشت 2019م، بعد أن قضوا ثلاثة أيام بمنى بعد يوم النحر، ويومين للحجاج المتعجلين، بعد طواف الإفاضة وطواف الوداع. وهو ما يعني أن أولى رحلات عودة حجاجنا بدأت يوم الجمعة الماضي 16 غشت إلى أرض الوطن.

إن ما ينتظر حجاجنا الميامين ـ والذي بلغ عددهم 32 ألف حاج وحاجة، منهم 22 ألفا ضمن التنظيم الرسمي، و10 آلاف مع وكالات الأسفار ـ  هو أن تسهم هذه الفريضة في تقوية نجاحات  المسلمين فهما وسلوكا، وتبرز الصورة الحضارية لسلوك المسلم في وطنه وبلده وأهله… 

إن نجاح حج حجاجنا الميامين يقاس بمدى انشغالهم بمقاصد الحج، وغاياته النبيلة في الارتقاء بإيمانهم وترشيد سلوكهم، وتهذيب ذوقهم،  وهو يبعد  القلب والعقل من الانشغال بسفاسف الأمور وصغائرها التي يمكن أن يتعرض لها الحاج في حجه؛ دون إغفال الموقف الحازم الذي من خلاله يجب محاسبة كل من أخل بالتزاماته وتعاقداته في توفير شروط الراحة والسلامة لحجاجنا الميامين، حتى نعين حجاجنا في الانشغال بخالقهم، والارتواء من معينه، والاستئناس بصحبة شواهد حياة  ومكان الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة والمدينة.

وعلى افتراض أن ما تعرض له “بعض” الحجاج المغاربة من ضعف  بعض الخدمات المقدمة لهم من قبل الجهات المعنية بذلك؛ مقارنة مع السنة الماضية 1439هـ، والذي لا يمكن تبريره، أو التغاضي عنه، بهدف البحث عن  مكمن الخلل، لمعالجته حتى لا يتكرر في المستقبل، فإنه يمكننا القول على أن الحجاج المغاربة كانوا في الحدث، وقدموا دروسا كبيرة في التضحية ونكران الذات، والوفاء لأخلاق المسلمين في العفو والسماحة والتعاون والايثار والكرم وسط مليونين و489 ألفا و406 حاجا وحاجة لهذه السنة… وغالبية أهل مكة والمدينة، وعمال الفنادق والتجار يذكرون هذا للمغاربة ويحمدونه لهم.

إن أسباب نجاح حج الحجاج المغاربة لهذا العام، فيه شيء من شدة حبهم لآل البيت، وبيت الله الحرام، والمدينة المنورة، وتعظيمهم لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقديريهم للأرض التي أكرمها الله بنزول وحيه عليها…فالمغاربة تميزوا في حجهم وسيلة وغاية، وأبدعوا حتى أثناء عودتهم إلى بلدهم، في تحبيب مقام الحج عند إخوانهم وأخواتهم المغاربة، وزرعوا الشوق في نفوسهم لإعادة ترشيح أنفسهم للظفر برقم في لائحة المنتقين بالقرعة… فالطلب والاقدام على الحج يضاعف العرض أكثر من عشر مرات.. وهذه منة وفضل من الله على أهل المغرب.

صالح النشاط

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى