موجة الإسلاموفوبيا بفرنسا تطال الرياضيين
يعاني الرياضيون الفرنسيون المسلمون من تضييقات كبيرة ومن عنصرية بسبب دينهم، كان آخرها منع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم للاعبين المسلمين من كسر الصيام خلال مباريات دوري “ليغ1”.
وشهدت الملاعب الفرنسية خلال شهر رمضان المبارك، تمييزا دينيا ضد اللاعبين المسلمين الممارسين في الدوري الفرنسي، على عكس باقي الدوريات التي سمحت للاعبين المسلمين بممارسة شعائرهم الدينية، بل منعت حكام المباريات من توقيف المباريات ليفطر اللاعبون الصائمون كما هو الحال مع الدوري الإنجليزي والهولندي.
واعتبر بعض متتبعي الشأن الرياضي الفرنسي، أن مظاهر التمييز العنصري والديني الذي يعيشه اللاعبون المسلمون بفرنسا، سيدفع مجموعة من اللاعبين الشباب من أصول مسلمة، إلى ترك المنتخبات الفرنسية واللعب لبلدانهم الأصلية بسبب الضغوطات التي يتعرض لها اللاعبون المسلمون مما يؤثر عليهم بشكل كبير، وهناك توجه لدى المواهب المنحدرة من أصول شمال إفريقية لتمثيل المنتخبات المغاربية انطلاقا من فترة التوقف الدولي المقبلة وهو ما حصل مع اللاعب ذو الأصول الجزائرية حسام عوار الذي أعلن عن نيته حمل قميص بلده الأصل.
وكشف الصحافي الاستقصائي رومان مولينا، أن ما حصل حقا مع اللاعب حسام عوار بعد تخوف إدارة نادي “الأولمبيك ليون” من تطرف مزعوم، والسبب هو إطالة اللاعب الجزائري لحيته لأداء مناسك العمرة. ولم يتفاجأ اللاعب السابق فاتي دودو جاك من هذا الأمر حيث كشف أنه تعرض للموقف ذاته من قبل إدارة النادي الفرنسي عندما كان ضمن صفوف فريق “أولمبيك مارسيليا”.
كما كشف صحفي استقصائي فرنسي كيف يتعامل اتحاد كرة القدم في بلاده مع لاعبي المنتخب المسلمين الذين يصومون في رمضان. وأفاد رومان مولينا بأن الاتحاد يتعامل مع لاعبيه المسلمين في رمضان بمنطق “هل تصوم رمضان؟ الأمر سهل لن يتم استدعاؤك للمنتخب”.
وسبق لعدد من الرياضيين أن واجهوا حملات تمييز واسعة تنتهك حقهم كمواطنين، فقد مُنعت سليماتا سيلا من منافسةٍ رسمية بسبب الحجاب، ومردّ ذلك إلى قانون أقرّه البرلمان الفرنسي يحظر بموجبه ارتداء الألبسة ذات الدلالات الدينية في المنافسات الرياضية.وقوبل استبعاد اللاعبة بردود فعل مستنكرة.
وعاد الجدل حول الحجاب ليتصدر المشهد في فرنسا من جديد، بعد إعلان شركة «ديكاثلون» الفرنسية، المتخصصة في بيع اللوازم الرياضية عزمها تسويق حجاب رياضي للنساء المحجبات في الأسواق الفرنسية. إلا أن الشركة الفرنسية تراجعت عن قرارها في طرح المنتج، بعد ظهور موجة كبيرة من الاعتراضات من جهات سياسية وإعلامية داخل البلد، وهجوم واسع من أوساط المعادين للإسلام.
كما رفض إدريسا غي حينما كان لاعبا لفريق باريس سان جيرمان، المشاركة في مباراة تجنباً لارتداء قميص الفريق الفرنسي الذي يحمل شعارا يدعم الشذوذ الجنسي. وبرر المدير الفني للفريق غياب نجم خط الوسط عن المباراة “بأسباب شخصية”. وطلب الاتحاد الفرنسي من اللاعب توضيح موقفه، مما اضطره إلى مغادرة الفريق والانتقال إلى إيفرتون خلال الموسم الحالي. فيما انطلقت حملات تضامنية واسعة مع اللاعب على منصات التواصل الاجتماعية.
ودُشنت آنذاك حملة دعم غير مسبوقة للنجم السنغالي على مواقع التواصل وتصدر هاشتاغ باللغة الإنجليزية على موقع تويتر “WeareallIdrissa#” أي “كلنا إدريسا” بعدما رفض خوض المباراة الماضية من الدوري الفرنسي.
ويعيش في فرنسا أكثر من 5 ملايين مسلم حسب العديد من الدراسات بهذا الشأن، مما يجعل من الإسلام الديانة الثانية في البلاد، ولكن يبقى تمثيل المسلمين في أجهزة الدولة والحكومة والبرلمان والإعلام ضعيفاً جداً، وهذا يعود لعدة عوامل، أهمها هو انتشار الخوف الشديد أو “الإسلاموفوبيا” في فرنسا على صعيد واسع.
مواقع إعلامية