مهنيون يدعون إلى وضع حد للتشهير في الوسط الصحفي
دعا إعلاميون إلى وضع حد للتشهير في الوسط الصحفي، مشددين على ضرورة التمثل الفعلي لميثاق أخلاقيات المهنة، وتفعيل التضامن بين الصحفيين.
جاء ذلك خلال في مائدة مستديرة، نظمها المركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان وفرع الرباط للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، حول “التضامن والتشهير بين الصحافيين”، اليوم الثلاثاء 25 يونيو 2024 بمقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط
وطالب الصحفي يونس مسكين بإنهاء التشهير سواء الممارس في أوساط الصحفيين أو الممارس من الصحفيين تجاه الفاعلين في الحقل السياسي والمدني والمجتمعي، منتقدا تسليط سلاح التشهير على رقاب المواطنين والمعارضين على وجه الخصوص.
ورفض مسكين أي حديث عن صنف يسمى بــ”صحافة التشهير”، موضحا أنهما شيئان متناقضان، فإما أن تكون صحافة أو تكون تشهيرا، متأسفا من استخدام التكنولوجيات الحديثة في التشهير عوض تسخيرها من أجل التطوير.
وحث المتحدث على ضرورة الامتثال لأخلاقيات المهنة، موضحا أن قلب التنظيم الذاتي للصحافين يكمن في تنزيل ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة كما هو معروف على الصعيد العالمي، وفي ضوء التجارب المقارنة التي سبقت التجربة المغربية الفتة والتي تعرضت لانحسار اليوم.
وتساءل مسكين عن وجود إرادة سياسية من أجل تطبيق الأخلاقيات، مستعرضا تجارب سابقة رأى أن سلاح التشهير تجلى فيها بقوة، موردا تعرض مجموعة من الشخصيات الإعلامية والسياسية والحقوقية لحملة تشهير خلال القبض عليهم.
من جهته، نبه الصحفي رشد البلغيتي إلى وضعيتين مقلقتين تتجلى الأولى في تراجع النقاش في الفضاء العمومي، والثانية تتجسد في أن من يمارسون التشهير في المغرب جزء منهم هم من يترأسون بعض الجمعيات والتنظيمات المهنية.
وأرجع البلغيتي تفشي التشهير في الأوساط الصحفية إلى غياب الصحفي المثقف القادر على التحليل والتفسير والنقاش والنقد، موضحا أن هذا الصنف كان يأتي إلى الحقل الصحفي من تخصصات مثل علم الاجتماعي والاقتصاد والأنتروبولوجيا والحقوق والفلسفة.
وشدد المتحدث على ضرورة الاهتمام بالحصانة المعرفية، موضحا أن هذه الأخيرة لا يعني بها المستوى الأكاديمي وإنما الأخلاقيات، مشيرا إلى أن بعض الأسماء الصحفية التي تمارس التشهير اليوم ويكتبون بأسماء مستعارة هم من حملة شهادة الدكتوراه.