مساهمة المغرب في البناء الإفريقي – نورالدين قربال

وجه جلالة الملك خطابا إلى القمة 31 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في نواكشط شهر 7/ 2018. أكد فيه على أن إفريقيا أرض خصبة للكفاءات والمواهب. والمغرب مساهم فعال في تقدم إفريقيا وتسريع تنميتها، والاستغلال الرشيد لمواردها. ومن المؤشرات إنشاء منطقة التبادل الحر القارية. وهو إطار متميز لتنشيط المبادلات. وفضاء مندمج لتعزيز القدرة التنافسية لساكنة تقدر بأكثر من مليار مستهلك.

إن الإصلاح المالي والمؤسساتي لإفريقيا مؤشر على تحول كبير ومستدام. مما حتم بناء مؤسسات فعالة تعتمد على الحكامة المثلى. ولن يتم هذا إلا بمواجهة العراقيل والصعوبات خاصة الفساد. هذا الأخير له أبعاد أخلاقية، ومعنوية واقتصادية خاصة على مستوى الأكثر فقرا. الفساد انحراف بالاختيار الديمقراطي وقيمته الغالية. كما هو انحراف بسيادة الحقوق والقانون. وبذلك يفضي إلى تردي جودة العيش. والأخطر من ذلك أن الفساد مساعد على تفشي الجريمة المنظمة والإرهاب وانعدام الأمن.

إن واقع إفريقيا يثبت أن هناك استثناءات مما سبق ذكره التي أصبحت قدوة في محاربة الفساد. والمغرب صادق على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد سنة 2007. كما تم تطوير الترسانة المؤسساتية والقانونية. لأن للفساد نتائج مدمرة. ومنذ 2015 وضع المغرب استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد، مع إحداث لجنة وطنية. ثم الارتقاء إلى الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها. والتي لها دور التتبع المتعدد الأبعاد تنفيذيا وقضائيا.

يجب أن ننسى زمن إفريقيا الثغور والمحميات التجارية والتعرض للنهب. كل هذا يفرض اليوم بناء وعي جماعي، والإدارة الحازمة. لأن الفساد ليس قدرا محتوما على إفريقيا، ومحاربته من الأولويات، لأنه أكبر عائق للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. مما يتطلب من الجميع الالتزام السياسي الصادق، من أجل محاربته. بناء على تعاون بين السلطات التنفيذية والمدنية، وربط الأقوال بالأفعال.

بعد عرض أهم الأفكار الواردة في نص الخطاب الملكي، والتي تشكل خريطة طريق لبناء السيادة الإفريقية، فإننا نتأسف لما تقوم به بعض الأطراف من ممارسات تعيق الوحدة الإفريقية خاصة على مستوى التدخل في الشؤون الداخلية. والتشويش على المسار التنموي بالقارة الإفريقية. والمغرب يخطو خطوات مهمة في تطوير علاقاته الشمولية مع الأشقاء الأفارقة. رغم التغييرات الجيوستراتيجية التي يعرفها العالم خاصة على مستوى القطبية الدولية التي تستهدف القارة.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى