محمد يتيم يكتب: عودة لمقترح الحاجة لقراءة علمية جماعية للتجربة الحركية والحزبية

على إثر ما تم نشره على لسان الأستاذ عبد الإله بن كيران من معطيات ترتبط بمرحلة من مراحل تطور العمل الإسلامي في المغرب، وخاصة ما يرتبط بقرار الانفصال عن الشبيبة الإسلامية وتأسيس الجماعة الإسلامية، ثم جمعية الجماعة الإسلامية التي تم الإذن للأستاذ عبد الإله بن كيران بتأسيس إطار قانوني جمعوي؛ يؤطر أعضاء وهيئات التنظيم التي قررت الانفصال عن الشبيبة الإسلامية بسبب اختلاط المواقف، ويتمايز عن بعض المواقف التي ظلت تصدر باسم تنظيم الشبيبة، وفي انتظار اتضاح الصورة واستقرار الأوضاع التنظيمية الداخلية.

وبناء على تلك المرحلة وما بعدها من تأسيس حركة التوحيد والإصلاح، وولوج العمل السياسي من خلال بوابة الحركة الشعبية الدستورية -التي كان يرأسها الدكتور عبد الكريم الخطيب- مرورا بالمشاركة البرلمانية، والانتقال للمعارضة ثم المشاركة الحكومية في صيغتها الأولى وصيغتها الثانية وتجربة رئاسة الحكومة.. وما يرتبط بذلك من معطيات وما ترتب عن ذلك من قراءات، لا زلت على رأيي المتعلق بالحاجة إلى قراءة تاريخية علمية، تضبط الروايات وتمحصها وتغربلها من أجل امتلاك قراءة جماعية مشتركة أو شبه مشتركة.

وإذا لم يكن ذلك ممكنا مائة بالمائة، فلا أقل من الاقتراب منها أو تقديم الروايات المختلفة عند الحاجة، وذلك بالرجوع لمختلف من عاش هذه التجربة أو شارك فيها من الأحياء. وفيما ذكره الأستاذ عبد الإله لن كيران عدد من المعطيات الصحيحة وأخرى تحتاج إلى إعادة النظر أو المراجعة، أو الاستماع الروايات ووجهة نظر أخرى بالرجوع لعدد من عايش هذه التجربة أو أسهم فيها من قبيل الدكتور سعد الدين العثماني، والأستاذ العربي لعظم، والأستاذ العربي بلقايد، والأستاذ عبد العزيز بومارت، والدكتور محمد الأمين بوخبزة، والدكتور عبد الرحمن اليعقوبي وغيرهم، مما سيمكن بعد ذلك المؤرخين من إعادة تركيب الصورة الأقرب إلى الحقيقة، أو على الأقل تقديم القراءات المختلفة عند الاختلاف أو التعارض في القراءات.

وكنت منذ قد دعوت إلى مبادرة للقيام بهذه المبادرة، وتقدمت المقترح إدراجها في إحدى دورات المجلس الوطني.. وتقدم بعض الإخوة من أعضاء مكتب المجلس الوطني بسحب هذا المقترح خشية أن ينجر المجلس الوطني لنقاشات قد تؤثر على سير أشغاله .. وبناء على ذلك، لا زلت على رأيي في أن يقدم الحزب بمبادرة من قيادته الحالية في وضع آلية لاعادة قراءة تجربة الحزب التنظيمية والسياسية بما لها وما عليها.

وبالمناسبة لم يجد القرآن حرجا في تسجيل عدة وقائع من تاريخ التجربة الإسلامية الأولى على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بما في ذلك بعض الأحداث الأليمة التي وقعت، وكانت لها آثار قاسية (غزوة أحد) أو استهداف النبي صلى الله عليه وسلم من خلال استهداف بعض أزواجه فيما يعرف بحديث الإفك ، وما تنزل في القرآن الكريم من آيات هادية إلى منهج تلقي الأخبار وآلية تمحيصها.. وهو ما سينتج فيما بعد عدة علوم منهجية للتعامل مع الخبر رواية ودراية، وإخضاع الروايات التاريخية من جهة ثانية لمنهج النقد التاريخي وقواعد علم العمران وتبلور علوم الرواية والدراية!!

وفي انتظار ذلك، فلا بأس أن يبادر عدد من الإخوة القياديين لتقديم قراءاتهم وشهاداتهم، مما سيمكن من إغناء الصورة وتمكين الدارسين والمراقبين الخارجيين من تكوين صورة متكاملة. ولعل الله ييسر لي ظروف الإسهام في هذا العمل وأيضا عدد من الإخوة الذين عاشوا هذه المرحلة والمراحل التي تلتها بعد إعلان الوحدة بين بعض مكونات الحركة الإسلامية وبعد مباشرة تجربة العمل السياسي المؤسساتي بما لها وما عليها..

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى