مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح يؤكد مواقفها الثابتة ويدعو لاحترام قيم المغاربة وهويتهم

عبر مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح عن قلقه إزاء بعض التراجعات في المسار السياسي ببلادنا، وبعض المؤشرات السلبية في المجال الحقوقي وكذا بعض شبهات الفساد في مختلف القطاعات الحيوية.

وشدد المجلس الشورى في بلاغ له عقب نهاية أشغال أول دورة عادية له في مرحلة 2022-2026 على الموقف المبدئي والثابت لحركة التوحيد والإصلاح في الدفاع عن الوحدة الترابية وفي مقدمتها الصحراء المغربية وسبتة ومليلية وكل الجزر المحتلة.

كما أكد المجلس انخراط الحركة في ورش مراجعة مدونة الأسرة من خلال إحداث لجنة خاصة بالموضوع، والتأكيد على ضرورة استحضار سمو المرجعية الإسلامية كما ورد في خطاب الملك بمناسبة عيد العرش سنة 2022.

ودعا مجلس الشورى إلى ضرورة حماية المواطنين والمواطنات في ظل غلاء الأسعار، لافتا في الوقت نفسه إلى بعض مظاهر الارتباك والارتجالية التي طبعت تدبير ملف منظومة التربية والتعليم، وإقرار مجموعة من الإجراءات بدون سند قانوني خاصة ما يتعلق بلغات التدريس ومجال البحث العلمي والتعليم العالي.

وطالب المجلس في بلاغه باحترام قيم المغاربة وهويتهم، وعدم المس بها في مجالي الإعلام العمومي وبعض الأنشطة الفنية والثقافية، وتعزيز مظاهر الهوية المغربية الأصيلة المنسجمة مع روح الدين الإسلامي والهادفة إلى إصلاح المجتمع.

واستنكر البلاغ نفسه كل مظاهر التطرف ومعاداة الدين الإسلامي في الغرب والعالم في ظل الممارسات العنصرية المتعلقة بإحراق وتمزيق المصحف الشريف، مدينا في الوقت نفسه جرائم الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين وأراضيهم المغتصبة، مجدد رفض الحركة لكل أشكال التطبيع مع الكيان المذكور.

 

وفي ما يلي النص الكامل للبلاغ: 

انعقد بحول الله وتوفيقه مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح في دورته العادية يومي السبت والأحد 13 و14 رجب 1444 هـ الموافق لـ 4 و5 فبراير 2023م، في أجواء تربوية وأخوية وشورية متميزة. ويأتي انعقاد المجلس بعد سلسلة من المحطات التنظيمية بدءا بالجمع العام الوطني السابع الذي انتخب قيادة جديدة للحركة وصادق على مخطط استراتيجي جديد، مرورا بباقي الجموع الجهوية والإقليمية والمحلية، والتي تم فيها والحمد لله تجديد الهياكل التنظيمية الجديدة المسيرة للحركة.

وقد تدارس مجلس الشورى مجموعة من القضايا المتعلقة بعمل الحركة في ظل استحضار السياقات الوطنية والإقليمية الجارية، مستهلا أشغاله بكلمة تربوية توجيهية تلتها كلمة افتتاحية لمنسق مجلس الشورى وانتخاب أعضاء منسقية مجلس الشورى، ثم كلمة لرئيس الحركة بسط فيها الوضعية العامة للحركة ومختلف الأوراش التي تشتغل عليها قيادة الحركة، كما قدم الكاتب العام للحركة عرضا عن مشروع البرنامج السنوي ومشروع الميزانية لهذه السنة، وقد تمت المصادقة عليهما في نهاية أشغال المجلس.

وإذ ينوه المجلس بالدينامية الجديدة التي تعرفها مختلف هيئات الحركة، وانخراطها الفاعل في ترسيخ قيم الإصلاح في المجتمع، فإنه يؤكد على ما يلي:

1. موقفه المبدئي والثابت في الدفاع عن الوحدة الترابية وفي مقدمتها الصحراء المغربية وسبتة ومليلية وكل الجزر المحتلة، واستعداده للانخراط في كل المبادرات الرامية إلى تعزيزها، ومناهضة كل النزعات الداعية إلى التجزئة والانفصال، ودعوته إلى تغليب منطق العقل وقيم الأخوة والحوار والتعاون وحسن الجوار بين الشعبيين المغربي والجزائري وكل شعوب المنطقة.

2. رفضه لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني وتحذيره من العواقب الوخيمة لهذا المسار على الدولة والمجتمع، مع تجديد دعوته إلى تدارك الأمر ووقف كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني المحتل.

3. انخراط الحركة في ورش مراجعة مدونة الأسرة من خلال إحداث لجنة خاصة بالموضوع وتأكيده على ضرورة استحضار سمو المرجعية الإسلامية كما ورد في خطاب الملك بمناسبة عيد العرش سنة 2022م.

4. قلقه إزاء بعض التراجعات في المسار السياسي ببلادنا وبعض المؤشرات السلبية في المجال الحقوقي وكذا بعض شبهات الفساد في مختلف القطاعات الحيوية، ويلفت الانتباه إلى ضرورة حماية المواطنين والمواطنات في ظل غلاء الأسعار، كما ينبه المجلس إلى بعض مظاهر الارتباك والارتجالية التي طبعت تدبير ملف منظومة التربية والتعليم وإقرار مجموعة من الإجراءات بدون سند قانوني خاصة ما يتعلق بلغات التدريس ومجال البحث العلمي والتعليم العالي.

5. دعوته إلى احترام قيم المغاربة وهويتهم وعدم المس بها في مجالي الإعلام العمومي وبعض الأنشطة الفنية والثقافية، وتعزيز مظاهر الهوية المغربية الأصيلة المنسجمة مع روح الدين الإسلامي، والهادفة إلى إصلاح المجتمع.

6. استنكاره لكل مظاهر التطرف ومعاداة الدين الإسلامي في الغرب والعالم، في ظل الممارسات العنصرية المتعلقة بإحراق وتمزيق المصحف الشريف.

7. مناصرته لجميع القضايا الإنسانية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث يدين المجلس جرائم الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين وأراضيهم المغتصبة، كما يستنكر المجلس بشدة تدنيس المسجد الأقصى المبارك، والسياسة الصهيونية الممنهجة لتهويد القدس الشريف، ويدعو الدول العربية والإسلامية والمنظمات الإسلامية والدولية المعنية للقيام بواجبها في هذا الإطار.

وفي الختام، يجدد المجلس عزم الحركة على مواصلة عملها الدعوي والإصلاحي في مختلف مجالات اشتغالها مستحضرة التحديات التي تواجه بلدنا المغرب في ظل التحولات العالمية الراهنة، كل ذلك، انسجاما مع رؤية ورسالة الحركة القائمة على إقامة الدين وترسيخ قيم الاستقامة والإصلاح، كما تدعو كافة هيئاتها وأعضائها إلى الانخراط الجاد في التأطير الفكري والتربوي والانفتاح على كافة فئات المجتمع.

” إِنُ اُرِيدُ إِلَّا اَ۬لِاصْلَٰحَ مَا اَ۪سْتَطَعْتُۖ وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلَّا بِاللَّهِۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُۖ “

وحرر في الرباط يوم الأحد 14 رجب 1444 هـ الموافق لـ 5 فبراير 2023م.

إمضاء: رشيد فلولي
منسق مجلس الشورى

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى