مجلة أميركية تقترح إجراءات فاعلة لوقف مقتلة الصحفيين بغزة

ناقشت مجلة جامعة كولومبيا للصحافة تفاعل وسائل الإعلام الغربية مع مقتلة الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وتطرقت إلى مستوى نصرتها للزملاء المستهدفين في القطاع، مشيرة إلى الإجراءات الحقيقية المؤثرة التي يمكن فعلها، للحيلولة دون مواصلة الكيان الإسرائيلي استهداف الصحفيين.

وأيّد الكاتب في المجلة جون ألسوب، حقيقة أن المؤسسات الإخبارية الغربية فشلت في الدفاع عن الصحفيين الذين قتلهم الكيان الإسرائيلي، لافتا إلى أن رد فعل وسائل الإعلام الغربية إزاء صحفيي غزة لا يتناسب مع حجم الغضب الذي أثارته، عقب اعتقال مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال”، إيفان غيرشكوفيتش، في روسيا.

واستشهد ألسوب بما قالته كاتبة العمود في صحيفة “نيويورك تايمز”، ليديا بولغرين، بأن ردة الفعل على استشهاد الصحفيين في غزة كان في كثير من الأحيان “أكثر هدوءا” و”أكثر ميلا إلى إعطاء وزن متساو لاتهامات إسرائيل رغم عدم وجود أدلة”.

وحول تفاعل صحف أميركية كبرى مع حملة “مراسلون بلا حدود” ومنظمة آفاز، التي انطلقت أمس للفت الانتباه إلى محنة الصحفيين في غزة، يشير الكاتب إلى أن شبكة “سي إن إن” الأميركية الكبرى غطّت الحملة، لكنها لم تشارك فيها.

وأقرت افتتاحية صحيفة “واشنطن بوست” بالثمن الباهظ الذي دفعه الفلسطينيون “الذين كانوا بمثابة عيون وآذان العالم الخارجي”، وكذلك افتتاحية صحيفة “نيويورك تايمز” التي شجبت بقوة الحظر الإسرائيلي المتواصل على دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة، لكن هذه الصحف لم تشارك بالحملة.

وشارك بالحملة التي أطلقت تحذيرا عاجلا حمل عبارة “بهذا المعدل لقتل الصحفيين على يد الجيش الإسرائيلي، فإنه قريبا لن يتبقى أحد لتغطية أخبار غزة وليُعلمنا بما يجري فيها”، حوالي 270 وسيلة إعلامية في أكثر من 70 دولة ومنطقة عبر حجب وتعتيم أجزاء من الصفحات الأولى أو قطع البث.

ودعت الحملة إلى حماية الصحفيين الفلسطينيين في غزة، وإجلاء عاجل للصحفيين الذين يرغبون بمغادرة القطاع، ووضع حدّ لإفلات إسرائيل من العقاب على ما تقترفه من جرائم بحق الصحفيين في غزة، ومنح الصحافة الأجنبية حرية دخول القطاع.

كما طالبت المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات قوية، بالتزامن مع افتتاح الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال قرابة أسبوع، ودعت مجلس الأمن إلى إيقاف جرائم الجيش الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين.

وواصل ألسوب انتقاده، لافتا إلى أن افتتاحيات الصحف، ركزت كثيرا على مساعي إسرائيل لإبعاد وسائل الإعلام الخارجية عن غزة، معقبا “وهو أمر مهم يجب تسليط الضوء عليه بالتأكيد”، ولكنه جرى تأطيره هنا، جزئيا، على أنه أمر يضر بـ”قضية” إسرائيل، وفق الكاتب.

وأكد الكاتب على أن البيانات وحدها غير قادرة على تغيير أي شيء، مذكرا بمجموعة من الأفكار لعدد من الصحفيين، كانت المجلة قد نشرتها في الأسابيع الأخيرة حول ما يمكن أن تفعله المؤسسات الإخبارية الغربية لإنهاء قتل الصحفيين في غزة.

اقتراحات تضمنتها الأفكار التي وُصفت بأنها مبتكرة وغير تقليدية:

– أن يحاول الصحفيون التسلل إلى غزة دون إذن إسرائيلي
– أن يتعاون الصحفيون للوصول إلى حدود غزة مع مصر والمطالبة بالدخول
– أن يضرب الصحفيون الغربيون تضامنا مع نظرائهم الفلسطينيين.
– أن ترفض غرف الأخبار ببساطة اقتباس ادعاءات المسؤولين الإسرائيليين حتى يُمنحوا الحق في رؤية الواقع على الأرض بأنفسهم.
– وخارج إطار الصحافة، أن تفرض الحكومات الغربية عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين المسؤولين عن استهداف الصحفيين.
– توجيه تهم جرائم حرب إلى إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالاستهدافات المتعمدة على الصحفيين.

وحول النقطة الأخيرة، كانت المجلة قد فصّلت في سبل مقاضاة الكيان الإسرائيلي، وخلصت إلى أن ثمة طريقة لتحقيق ذلك، بالنظر إلى أهمية وضع الصحفيين كمدنيين، وهذا يعني أنه لا يمكن استهدافهم قانونيا طالما أنهم “لا يتخذون أي إجراء يؤثر سلبا على وضعهم كمدنيين”، وفقا للمادة 79 من البروتوكولات الإضافية لاتفاقيات جنيف، والتي تؤكد الحماية الممنوحة للصحفيين الذين يغطون النزاعات المسلحة.

عن الجزيرة نت

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى