لشهب يقارب سرديات فيلم “النكبة” لاستثمارها في الترافع لصالح القضية الفلسطينية

قدم المهندس نور الدين لشهب الفيلم الوثائقي “النكبة” لمخرجته روان الضامن بطريقة مختلفة في محاولة للانتقال من تمليك القضية الفلسطينية إلى تملك أدواتها، وذلك خلال عرض قدمه صباح اليوم الجمعة أمام فوج طوفان الأقصى المستفيدين من برنامج تكوين الأطر في القضية الفلسطينية بمركز التكوين بالرباط.

البرنامج الذي يأتي في دورته الرابعة خصص مائدة مستديرة لمناقشة الفيلم الوثائقي “النكبة” الذي أنتجته قناة الجزيرة سنة 2008 باللغة العربية والمترجم بعشر لغات، كما يعد أول فيلم عربي ترجم للغة الإشارة.

ويرى المحاضر أننا كمشتغلين في القضية الفلسطينية ليس لدينا الوقت للبحث عن مادة الفيلم كما فعلت المنتجة روان الضامن لكن لدينا إمكانية الاشتغال على مادة الفيلم واستثمارها لهدم السرديات الكاذبة للاحتلال بوثائق وشهادات ووقائع موثقة.

ويبين أن الفيلم يتحدث عن مرحلة معينة وهي حدث النكبة والفكرة الأساسية للمخرجة هي أن النكبة لم تبدأ فقط سنة 48 لكنها بدأت قبل ذلك وهي مستمرة إلى الآن، وبالتالي لدينا سبب وجودي لاستمرار نضالاتنا وكفاحنا ضد الاحتلال “الإسرائيلي” والغطرسة الغربية.

سرديات الفيلم

وينقسم الفيلم إلى أربعة أجزاء مجموعة مدتها 200 دقيقة، واستغرقت روان الضامن في عمر 27 سنة في إنتاج الفيلم الوثائقي حوالي سنتين تقريبا ستة أشهر منها اشتغلت فيه خارج البيت بحثا عن الوثائق والشواهد التي تدحض عددا من السرديات والأكاذيب التي روجها الاحتلال الإسرائيلي طيلة عقود.

ويتناول الجزء الأول من الفيلم الوثائقي “النكبة.. خيوط المؤامرة” بدايات النكبة الفلسطينية وكيف أنها لم تبدأ عام 1948، بل بدأت عام 1799، حينما حاصر نابليون بونابرت أسوار عكا ودعا “يهود” العالم للقدوم إلى فلسطين.

ويغطي الجزء الثاني “النكبة.. سحق الثورة” الحقبة بين عامي 1936 و1947، ويبين كيف تم تجريم المقاومة الفلسطينية أيام الانتداب البريطاني، وكيف تم ترك الثورة الفلسطينية دون قيادة فاعلة.

كما طرق الجزء الثالث لموضوع التطهير العرقي وبين أن التهجير الرئيسي وقع في النصف الأول من 1948، فنصف الفلسطينيين الذين أصبحوا لاجئين طردوا من منازلهم في ماي 1948.

فيما تطرق الجزء الرابع والأخير من السلسة إلى التهام الاحتلال لأراضي فلسطين وتطهيرها عرقيا، والتعطيل المتواصل لأي قرار أممي لصالح الفلسطينيين، وكيف أن تل أبيب تخفي أي معلومات تتعلق بكيفية وقوع النكبة.

وثيقة تاريخية حية

ويذهب لشهب إلى أن الفيلم يتم اعتماده كوثيقة دراسية للجامعات التي تشتغل على هذا النوع من التدريس بالوسائط المتعددة (الميلتيميديا)، كما يمكن البحث عن أساليب كثيرة للاستفادة من الوثائقي وكيف يبني سرديته المناقضة للسردية الغربية.

واعتمدت مخرجته عن قصد على شهادات حية وجمعت بين الوثيقة الأرشيفية، والوثيقة الحية سواء بالنسبة بمؤرخين عاشوا الأحداث أو مؤرخين اشتغلوا على الأحداث. وعند تحليل الشخصيات التي قدمت الشهادات تظهر قيمة الاشتغال الكبير على المادة الحية.

ونوه المتحدث إلى أن الفيلم الوثائقي يعتمد على الوقائع لكن سردها لا يعني أنه واقعي مائة بالمائة كما أن الفيلم في أحداثه يجب أن يحتوي على الدراما بغرض التعاطف مع السردية، لذلك فعمق الفيلم هي قصة وفي كل سردية توجد هناك قصة.

الأسئلة العشرة

وعرض لشهب عشر أسئلة تمكن المشتغل في القضية الفلسطينية من تحليل فيلم وثائقي تاريخي سياسي أولها ماهية نية المخرجة من الفيلم وثانيها كيفية بناء الوثائقي أو تفكيك الروايات السياسية، وثالثها الإطار الأخلاقي للفيلم الوثائقي، مؤكدا على أن الأسئلة الثلاثة الأولى أساسية ولا يمكن الاستغناء عنها.

ويستعرض لشهب باقي الأسئلة لتحليل الفيلم الوثائقي حيث تتمثل في السياق التاريخي والسياسي، والبنية السردية، والخيارات الأسلوبية والجمالية، وكيفية استخدام الشهادات والمقابلات، والتأثير العاطفي للفيلم على المشاهد، إضافة إلى الاستقبال النقدي والعام للفيلم الوثائقي، ودور الفيلم الوثائقي في المجال العام.

ويقترح المهندس لاستثمار السرديات والوثائق التي ذكرها في الفيلم والأساطير والأوهام التي عمل على هدمها وتحويلها إلى موارد من خلال مقالات تحليلية أو بحوث أو لقاء من شهود الفيلم الوثائقي الذين لا زالوا على قيد الحياة للتواصل وطرح أسئلة حول أهم المواضيع المطروحة.

كما عرض من خلال ذلك منصة مجانية للأفلام الوثائقية الفلسطينية (ريمكس فلسطين) للاستفادة من مقاطع قصيرة وترويجها في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التوعية بالقضية والإسهام في استيعاب السرديات ومواجهة الأساطير والأوهام.

يذكر أن المبادرة المغربية للدعم والنصرة و”أكاديمية باب المغاربة” أطلقا في 30 دجنبر 2023 الفوج الأول من برنامج تكوين الأطر في القضية الفلسطينية (فوج طوفان الأقصى) الذي وصلت إلى دورته الرابعة، تحت شعار “الوعي سبيل التحرير”.

موقع الإصلاح 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى