كفر قاسم، 64 عاما على واحدة من أبشع مجازر الاحتلال بحق الفلسطينيين

64 عاما مرت على مجزرة كفر قاسم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيونية في بلدة “كفر قاسم” في فلسطين المحتلة، يومَ قتلت وسفكت دماء عشرات الأبرياء، فقد هذه المجزرة بعدا خاصا؛ لكونها تزامنت مع العدوان الثلاثي على دولة مصر.

كان هدف المجزرة التي وقعت في 29 أكتوبر عام 1956م، ترحيل فلسطينيي منطقة “المثلث الحدودي” بين فلسطين 1948 والضفة التي كانت آنذاك جزءا من الأردن التي تقع فيها بلدة كفر قاسم، بواسطة ترهيب سكانها على غرار مذبحة دير ياسين ومجازر أخرى، حيث لم تحتمل العدد الكبير لسكان هذه المنطقة من العرب فقتلت بدم بارد خلال 1949-1956 ثلاثة آلاف فلسطيني معظمهم ممن حاولوا العودة بعد تهجيرهم إلى بلدان الجوار، وقد تولت تنفيذ هذه المجازر وحدة خاصة بقيادة أرئيل شارون عُرفت باسم “101”.

وقعت المجزرة بعد أن قررت قيادة جيش الاحتلال فرض حظر التجول على سكان كفر قاسم وقرى عربيّة أخرى متاخمة للحدود الأردنية آنذاك كخطوات تحضيرية لشن حرب على مصر، نقل قائد المنطقة الوسطى تسفي تسور الأوامر للضباط والألوية الميدانيين.

وأوكلت مهمة تطبيق حظر التجول على وحدة حرس الحدود بقيادة الرائد شموئيل ملينكي، وبقيادة مباشرة من قائد كتيبة الجيش المرابطة على الحدود يسخار شدمي الذي أعطى الأوامر أن يكون منع التجول من الساعة الخامسة مساءً حتى السادسة صباحًا.

إقرأ ايضا: بالتزامن مع مجزرة الخيانة والتطبيع السياسي، مذبحة “صبرا وشاتيلا” جرح لم يندمل منذ 38 عاما

وحسب التوثيق التاريخي للمجزرة أوعز شدمي لمالينكي بتنفيذ حظر التجول بيد من حديد، وبلا اعتقالات إنما باستعمال القوة ضد المخالفين، وحين سُأل عن مصير من لم يعلم بالحظر أجاب شدمي : “الله يرحمه”.

شكل مساء ذلك اليوم مرحلة مفصلية في تاريخ كفر قاسم والشعب الفلسطيني عامة، ففي تمام الخامسة مساء دوّى صوت رصاص كثيف داخل البلدة فصمّ آذان معظم سكانها، إثر إطلاق الجنود النار على مجموعة من الأهالي كانوا عائدين من حقول زراعتهم في المساء إلى بلدتهم، فقتلوا منهم 49 شخصا وأصابوا العشرات بجروح بالغة، بذريعة خرق منع تجول لم يعلموا بإعلانه المفاجئ.

وكان من شهداء مجزرة كفر قاسم، مسنّون و23 طفلا تتراوح أعمارهم بين 8-17 عاما، و13 امرأة، ولم يكن عدد سكان كفر قاسم آنذاك يتجاوز ألفيْ نسمة، وقد سقط عند المدخل الغربي للبلدة وحده 43 شهيدا.

س.ز/ الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى