قياديون في”التوحيد والإصلاح” يناقشون أسئلة المشروع الإصلاحي في ظل التحولات الراهنة

شاركت ثلاثة قيادات من حركة التوحيد والإصلاح في ندوة “أسئلة المشروع الإصلاحي في ظل التحولات الراهنة”، المنظمة في إطار “مبادرة تميز للشباب” أول أمس السبت 17 غشت 2024.

واعتبر المهندس عبد الرحيم شيخي عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، أن تأسيس حركة التوحيد والإصلاح  يتجاوز 50 سنة، مشيرا إلى أهمية التركيز على مكسب التراكم الذي تم قبل الوحدة المباركة أي قبل سنة 1996.

وأضاف الرئيس السابق للحركة  في كلمته بعنوان: “أية قراءة يمكن تقديمها في الكسب الإصلاحي لحركة التوحيد والإصلاح منذ التأسيس الى اليوم؟” أن أول كسب  إصلاحي أغنى تجربة الحركة هو تنوع الروافد، وتعدد مكوناتها مما أعطاها تجارب غنية واختيارات وأطر وكفاءات متنوعة، بالإضافة إلى توحيد العمل الإسلامي من خلال اندماج تنظيمي لحركتين إسلاميتين قائمتين بناء على ثلاث أسس وهي: المرجعية العليا للكتاب والسنة، القرار بالشورى الملزمة، والمسؤولية بالانتخاب.

وأوضح المتحدث أن للحركة مكاسب أخرى أهمها:

كسب تصوري وفكري، لأن حركة دائمة النقد والمراجعة والتجديد وهي من الحركات القليلة التي انتبهت للمقصد العام للحركات الإسلامية وحولته من التركيز من مطلب إقامة الدولة إلى مقصد إقامة الدين. وعلى مستوى التجديد في النظرة إلى قضية المرأة من خلال المرجعية الإسلامية وتحريرها من النظريات الوافدة، ثم إشراكها في مختلف مناشط الحياة ومن ضمنها الحركة سواء تصوريا وعمليا. وأيضا ما يتعلق بالحرية والشورى والديمقراطية وتم فيها اجتهاد تصوري وعملي مهم.

وأكد شيخي على كسب منهجي من خلال 3 أمور انتبهت لها الحركة :

  • الرسالية بمفهوم الحركة حيث انتقل تصورها لنفسها باعتبارها جماعة بديلة إلى تنظيم له رسالة يؤديها في المجتمع ، الأصالة المغربية باعتبار ارتباطها بالوطن والخصوصية المغربية ومن خلال تجارب واختيارات المغاربة وأبرزها على مستوى التدين.
  • السننية، والتي من بينها عناصرها التدرج من خلال تحقيق المكاسب الإصلاحية في المجتمع
  • المؤسساتية، فالحركة عمل جماعي منظم مؤسساتي، عملها مبني على التطوع والالتزام بقوانينها الداخلية

وينضاف إلى ماسبق -يضيف شيخي- الكسب المتحقق على مستوى مداخل الإصلاح:

سواء في المجال السياسي أو النقابي أو العمل المدني والهوية والقيم، حيث كانت الحركة حاضرة دوما في قضايا الهوية والمرجعية والقيم وأيضا في قضايا سيادة البلاد واستقرارها، وأخرى متعلقة بالمرجعية الإسلامية كمدونة الأسرة والتعديل الدستوري، وعلى المستوى ما يعرفه بلدنا من تحولات الربيع الديمقراطي فقد كان للحركة حضور قوي وازن باختيار ثابت ونهج كبير يحافظ على الدولة والوطن والمجتمع وهو ما عبرت عنه بالنداء الديمقراطي.

وأشار شيخي إلى التخصصات والتي قطعت فيها الحركة مسارا طويلا، وكسبت فيها كسبا كبيرا، وأصبح لهذه التخصصات حضور مهما سواء كان عملا نسائيا أو خيريا أو طفوليا، وأيضا على المستوى النقابي، كما كان لها كسب كبير في اختيارها للتمايز التنظيمي مع حزب العدالة والتنمية، من حيث الخبرة والتجربة وما قدمته للبلاد برغم بعض السلبيات.

من جهته، أكد رشيد العدوني نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، على ضرورة الوقوف على التمييز بين المشروع الإصلاحي والتنظيم الإصلاحي، فلكل تنظيم مشروع في حين أن المشروع يمكن أن يكون له أكثر من تنظيم، مشيرا إلأ ان الحركة تميز مشروعها بمداخل إصلاحية متعددة، والتي تلتقي في مشروع إصلاحي واحد.

وأضاف العدوني، أن التنظيم الناجح هو الذي يتقن تخصصه على أن يكون متكاملا مع باقي مداخل الإصلاح، وهو مبدأ الحركة الذي صاغته بشعار ” التعاون على الخير مع الغير”، مشيرا إلى أن فكرة التكامل أصيلة في مرجعية الإسلام، مؤكدا أن الحركة ليست بديلا عن المجتمع وإنما جاءت لتعزز مواضع الخير الموجودة فيها مع وجود فاعلين آخرين يساهمون في نفس المشروع الإصلاحي تسعى الحركة للتكامل معهم.

وأشار المتحدث إلى تحولات وتحديات كبيرة استجابت لها الحركة :

– التحول المرتبط بالقيم وتأثيرها الفردي وهي اليوم – أي القيم – عرضة لهجمات متعددة تستهدف الفطرة السليمة للإنسان، في بعدها العقدي أو الاجتماعي أو النفسي والثقافي…، في ظل سطوة الماديات والشهوات من خلال تأثير الرقمنة والذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن الإنسان المعاصر أصبحت له احتياجات تربوية وقيمية جديدة، وهذا ما دعا الحركة لكي تتجاوب من خلال تقديم عرض تربوي وتزكوي، وتفعيل الفضاءات التربوية ومنظومة التزكية داخل الحركة.

– التحول الفكري والمرتبط بأسئلة مجتمعية مقلقة حول قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وقيمية تحتاج لإجابات علمية وفكرية، مشيرا إلى أن الحركة نفسها تحتاج لتطوير فكري وعلمي وشرعي من خلال اجتهاد وتجديد في هذه القضايا وأيضا في قضايا الحركة الداخلية.

– التحول المجتمعي وسؤال العمل، والمرتبط بسنة التدافع، بين الخير والشر وبين الإصلاح والفساد، من خلال استحضار قضايا المجتمع كالإلحاد والشذوذ وتحولات الهوية والقيم وقضايا الوطن والأمة، وكلها ساحات للتدافع والعمل والمبادرة.

واعتبر العدوني أن المشروع الإصلاحي للحركة يروم تحقيق أفق تحريري سواء للإنسان أو المجتمع أو للأمة، وأفق تجديدي من خلال تجديد دماء الأمة، ثم أفق نهضوي، من خلال المستويات الثلاث السالفة الذكر.

وركزت كلمة مصطفى العلوي رئيس منظمة التجديد الطلابي في محورها الأول على تاريخ حركة التوحيد والإصلاح، وكيف أنها تميزت عن باقي الحركات الإسلامية في العالم، فكان للعقل الحركي خصوصية بفضل الواقع السياسي والموضوعي في المغرب، كما أثبتت وفائها للثوابت التي اختارتها عن طواعية في أدبياتها.

واستعرض العلوي بعض نقاط ضعف الحركة تجلى أولها في البعد التكتيكي أو تنزيل التصور على أرض الواقع، فمن الضروري أن تشتغل على تطوير وسائل القوة الناعمة وتتجاوز ضعفها في مجالات المعرفة والاستثمار والإعلام والثقافة، وهو العطب الذي تتشارك فيه الحركة مع باقي الحركات الإسلامية، ثم ما يتعلق بتدبير العلاقة بين الدعوي والسياسي3.

واعتبر العلوي أن الأطروحة كانت متميزة وفيها إبداع، إلا أنها لما اختُبرت على أرض الواقع وقع نوع من الخلل في عدد من المحطات السياسية، وأثر تقلب الظرفية السياسية في موقف المشروع، كما تعثر في حركية الأفكار عند الحركة خاصة في الخمس عشر أو العشر سنوات الأخيرة حيث عرف إنتاج الكتب والمقالات المؤسِّسة نوعا من الضمور.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى