في ليلة النصف من شعبان.. ما أحوجنا إلى المغفرة

تطل علينا ليلة النصف من شعبان العظيمة المباركة، وهي ليلة المغفرة بامتياز استنادًا لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البيهقي وصححه الألباني:( في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لأهل الأرض، إلا لمشرك أو مشاحن)، فلنتفقد قلوبنا لتحقيق شرط المغفرة العامة التي هي خلاصنا من كل بلاء، في صدق إيماننا بالله تعالى وبعدنا عن كل أنواع الرياء وفي صفاء قلوبنا مع العباد من كل أمراض الشحناء.
ويقول صلى الله عليه وسلم تأكيدا على هذا المعنى: (إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه) أخرجه ابن ماجه وصححه الالباني.
إنها رحمة الله بنا أن أحيانا لنشهد هذه الليلة العظيمة، فلنغتنم فضلها وبركتها لعلها تكون المنجية بدعاء الصادقين وتضرع الصالحين المصلحين وعمل الأنقياء الأتقياء، ولا ننسى أن نقدم بين يدي ربنا صدقات خفيات تفرج هما وتدفع كربا وتيسر عسرا.
وقد ثبت أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ احتفل بشهر شعبان، وكان احتفاله بالصوم، أما قيام الليل فالرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان كثير القيام بالليل في كل الشهر، وقيامه ليلة النصف كقيامه في أية ليلة.
وإحياء ليلة النصف جماعة قال به بعض العلماء ولم يقل به البعض الآخر، وما دام خلافيا فيصح الأخذ بأحد الرأيين دون تَعَصُّبٍ ضد الرأي الآخر. وإحياء ليلة النصف من شعبان شخصيا أو جماعيا يكون بالصلاة والدعاء وذكر الله سبحانه، وقد رأى بعض المعاصرين أن يكون الاحتفال في ليلة النصف من شعبان ليس على النسقِ وليس لهذا الغرض وهو التقرب إلى الله بالعبادة، وإنما يكون لتخليد ذكرى من الذكريات الإسلامية، وهي تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى مكة، مع عدم الجزْم بأنه كان في ليلة النصف من شعبان فهناك أقوال بأنه في غيرها، والاحتفال بالذكريات له حُكمه.