في رسالته إلى فرنسا، اتحاد المسلمين يدعو إلى الحوار البناء، ونبذ العنصرية والكراهية والإهانة لأي أحد

وجه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القره داغي رسالة  إلى عقلاء العالم، وإلى الرئيس الفرنسي ماكرون، والشعب الفرنسي المتحضر، تحت عنوان: “تعالوا إلى المبادئ الإنسانية والأخلاقية المشتركة والحوار ونبذ العنصرية والكراهية والإهانة لأي أحد”، حيث أكد فيها على أن إثارة الكراهية والعنصرية التي تصنع الشقاق والفراق ليست من الحرية الشخصية لأن آثارها خطيرة على الجميع، فيجب أن تتوقف الحرية عندما تصل إلى المساس بالآخر في كرامته ومشاعره ولا توجد في الإسلام مشاعر أقوى من مشاعر المسلمين نحو رسولهم محمد صلى الله عليه وسلم، بل نحو جميع الأنبياء، فهم يحبونه أكثر من أنفسهم. وكذلك يحب المسلمون جميع الأنبياء وعلى رأسهم إبراهيم، وموسى وعيسى عليهم السلام، ولا يفرقون بينهم فقال تعالى (( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله)) سورة البقرة 285.
الحوار البناء

دعا  الأمين العام إلى الحوار والحوار البنّاء، وهو حوار العقلاء والحكماء بالحكمة وبالتي هي أحسن، وهذا هو الحل الوحيد لعلاج كل القضايا الدينية والفكرية والإنسانية. وإلا فإن مقابل الحوار الخراب والدمار والصراعات والحروب التي يصبح الجميع فيها خاسرين.

فقد دخلت أوروبا خلال النصف الأول من القرن 20 في حربين عالميتين راح ضحيتهما عشرات الملايين من البشر، ودمرت أوروبا ، وذلك بسبب الظلم والشوفينية، والنازية، والصراعات المادية .
إن الإسلام هو دين الرحمة للعالمين، تضيف رسالة الإتحاد العالمي للمسلمين، ودين الأمن والأمان فلا يجوز أن يوصف بالشوفينية، والإرهاب، فهذا افتراء مفضوح علمياً لكل من يفهم شيئاً من القرآن، وأنه دين الفطرة( التي فطر الناس عليها) ولذلك ينتشر على الرغم من كل هذه التحديات.
وحملت رسالة الاتحاد رحاء في أن يتفهم الفرنسيون  “ديننا بأن تعرفوا و تفرقوا بين الحريات التي هي للجميع، ومنها حق الانتقاد وتوجيه الانتقاد، وبين الإساءة و الإهانة والازدراء بالمقدسات الدينية، فالرسومات المسيئة هي إهانة وإساءة لأنها ليست حقيقة، ولا نقداً علمياً”.
البحث عن حل مشترك
أكد الاتحاد العالمي للمسلمين في هذه الرسالة على ضرورة البحث عن حل ، فصراحتنا، تضيف الرسالة،  مبنية على ديانتنا الداعية إلى المحبة للخير لكل الإنسانية ، إننا على موقف واحد من كل جريمة تحصل سواء أكانت تمس المسلمين أم غير المسلمين، وأن الاتجاه إلى ربط الإسلام بأزمة ما وتوصيف الدين الإسلامي أو أي دين سماوي آخر بأنه إرهابي فإن هذا يسيئ اليه ويدعم المتطرفين بين المجتمع.. كما إن تخويف الناس من المساجد والمسارعة إلى إغلاقها لا يحل مشكلة …إن محاسبة المسلم على اللحية والمرأة المسلمة على الحجاب وفقدان التكافؤ الاجتماعي وسيادة معايير مزدوجة لن يصل إلى حل…
وأعلنت رسالة الاتحاد على جاهزية تامة لتعميق التسامح والتصالح بين المسلمين في فرنسا وبين غيرهم ،،ويسرنا، تضيف الرسالة،  أن يبدأ حوار بناء بين المسلمين والحكومة الفرنسية وصولاً إلى تعميق السلم الأهلي والمجتمعي الذي يعود بالرخاء على كل الشعب الفرنسي.
إن القضايا الفكرية لن تحل إلا بالفكر العميق والفهم الدقيق والأسلوب الراقي، والعمل الهادف الهادئ، فلا يعالج بالإثارة والخطابات الشعبوية التي تثير العواطف وتخدم الإرهاب اليميني، والإرهاب المنسوب إلى الإسلام زوراً وبهتاناً.
ضبط النفس والتعقل
طالبت الرسالة المسلمين بضبط النفس والتعقل وعدم ربط فعلة المجرمتين والاعتداء على المسلمتين بالطعن بأي دين وكذلك نطالب الحكومة الفرنسية بموقف ثابت ومن دون أي ازدواجية في التعاطي مع التجاوزات القانونية وفق ديانة الجاني فهذ أمر لن يقدم حلاً ولسوف يسهم في تكوين أجواء الاحتقان بين أبناء المجتمع الفرنسي ويزيد في الكراهية والعنصرية .
قد قضى النبي صلى الله عليه وسلم حياته كلها في كفاح للدفاع عن حقوق الإنسان الأساسية..،والحق في أن يكون كل إنسان حراً في اختيار عقيدته الدينية، وألا يكره إنسان إنساناً على تغيير دينه، وأن لكل إنسان حرية تغيير عقيدته الدينية إلى أي عقيدة أخرى كما يشاء. موقفنا الثابت والرافض لهذه الاعتداءات الوحشية، ولكل عمليات القتل أيا كانت ديانة الجاني أو الضحية.
إن الاستحقاقات الكبيرة لا يمكن تأجيلها وبات لزاماً على عقلاء المجتمع الدولي وحكمائه من السياسيين والمثقفين والإعلاميين والقيادات الدينية والفاعلين في مؤسسات المجتمع المدني، تحمل المسؤولية والاجتهاد في رسم خطط العمل التربوية والثقافية والدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية للحد من أي تطرف من أي جهة كان …
الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى