الاحتلال يستعمل التجويع سلاحا لمعاقبة المدنيين بغزة والاضطرابات العقلية ترتفع في صفوف الاحتلال

ما زالت تداعيات معركة طوفان الأقصى والعدوان الوحشي على قطاع غزة تتوالي مع محاولة كيان الاحتلال الغاصب استخدام التجويع؛ كسلاح لمعاقبة المدنيين الفلسطينيين والإمعان في سياسة التهجير والأرض المحروقة في ظل استمرار الدعم الأمريكي والغربي للجرائم النازية للاحتلال.

وفي مقابل ذلك، كبّدت المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام الاحتلال “الإسرائيلي” منذ السابع من أكتوبر خسائر فادحة أدت إلى سقوط عدد من القتلى من الجنود العدو وتهجير معاكس في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمستوطني الكيان الغاصب هربا من رشقات المقاومة.

وظهرت خسائر الاحتلال واضحة للعيان، حيث وثقها إعلام المقاومة عبر مشاهد حية دفعت حكومة نتن ياهو إلى الإقرار بها، كما تزايدت الضغوطات من أهالي أسرى المستوطنين لإطلاق عوائلهم عبر احتجاجات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في حين ارتفع منسوب الأمراض النفسية في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين.

يتناولون الحشائش والطعام منتهي الصلاحية

حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء من أن الاحتلال “الإسرائيلي” يستخدم التجويع سلاحا لمعاقبة المدنيين الفلسطينيين.

وأكد المرصد الحقوقي أن أكثر من 71% من عينة دراسة أجراها في قطاع غزة، أفادوا بأنهم يعانون من مستويات حادة من الجوع، في ظل استخدام الاحتلال الغاصب التجويع سلاحا لمعاقبة المدنيين الفلسطينيين.

وأظهرت نتائج الدراسة أن 98%؜ من المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم يعانون من عدم كفاية استهلاك الغذاء، بينما أفاد نحو 64% منهم؜ بأنهم يتناولون الحشائش والثمار والطعام غير الناضج والمواد منتهية الصلاحية لسد الجوع، حسب التقرير.

ورصدت الدراسة أن “معدل الحصول على المياه، بما في ذلك مياه الشرب ومياه الاستحمام والتنظيف، يبلغ 1.5 لتر للشخص الواحد يوميًا في قطاع غزة، أي أقل بمقدار 15 لترا من متطلبات المياه الأساسية لمستوى البقاء”.

كما تناولت الدراسة “تداعيات سوء التغذية وعدم توفر مياه صالحة للشرب، إذ قال 66% من عينة الدراسة؜ إنهم يعانون أو عانوا خلال الشهر الحالي من حالات الأمراض المعوية والإسهال والطفح الجلدي”.

ونقل المرصد الأورومتوسطي شهادات لأطباء عن ارتفاع في معدل الوفيات بالسكتات القلبية والإغماء في مناطق مدينة غزة وشمالها، والتي تشهد تدهورا أشد بالأزمة الإنسانية ومعدلات الجوع.

وأنذر التقرير من أن حرب التجويع (الإسرائيلية) اتخذت منحنيات في غاية الخطورة، بما في ذلك قطع كافة الإمدادات الغذائية وقصف وتدمير المخابز والمصانع والمتاجر الغذائية ومحطات وخزانات المياه.

كما عمد الكيان الغاصب حسب المرصد الحقوقي، إلى استهداف المولدات الكهربائية ووحدات الطاقة الشمسية التي تعتمد عليها منشآت تجارية ومطاعم ومؤسسات مدنية من أجل الحفاظ على الحد الأدنى الممكن من عملها.

60% من مستوطني الاحتلال مرضى بالتوتر الحاد بسبب طوفان الأقصى

وفي سياق آخر، كشف دراسة عرضتها جامعة يافا، عن إصابة 60% من المجتمع (الإسرائيلي) باضطرابات التوتر الحاد، بعد عملية طوفان الأقصى.

وقالت سفيتلانا فيزالينسكي المشرفة على الدراسة من جامعة يافا، لصحيفة “يديعوت أحرنوت”، إن المعدل المذكور من حالات التوتر الحاد غير مسبوق عبر مختلف الحروب التي دخلتها (إسرائيل).

وأوضحت الدراسة أن المصابين بالتوتر الحاد الذين تعنيهم الدراسة هم من غير المتأثرين مباشرة بالحرب، إذ لم يسقط أحد أقاربهم بين القتلى أو تعرضت ممتلكاتهم للدمار ضمن عملية طوفان الأقصى.

وذكرت الدراسة أن من أعراض التوتر الحاد: “الاكتئاب، والكوابيس، ومحاولات الهروب من الواقع، وأعراض جسدية كتسارع ضربات القلب وكثرة إفراز هرمونات التوتر“. وتابعت الدراسة أن التوتر الحاد قد يؤدي لمرض اضطراب ما بعد الصدمة. وأشارت إلى أن الشباب هم أغلب ضحايا التوتر الحاد منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى.

ما زالت تداعيات معركة طوفان الأقصى والعدوان الوحشي على قطاع غزة تتوالي مع محاولة كيان الاحتلال الغاصب مع المجازر والجرائم ضد الإنسانية وال

وتوافقت الدراسة، مع إجراء دراسة من جامعة تل أبيب تقارن بين مستويات التوتر بين عملية طوفان الأقصى وحرب صيف 2014، إذ ارتفعت معدلات التوتر الشديد إلى 7% لصالح طوفان الأقصى والتوتر المتوسط بنسبة 19%.

يذكر أن الدراستين أفادت إحداهما بإصابة 40% من (الإسرائيليين) بالاكتئاب منذ بداية طوفان الأقصى، بينما كشفت الثانية عن إصابة 30% باضطرابات ما بعد الصدمة.

كما كشفت دراسة عن أبعاد الضرر النفسي الذي لحق بالأهل أنفسهم، الذين هم على الخط الأول والمكشوف للحرب فى غزة لدى أبنائهم الصغار. ويعاني حوالي 66% من الآباء حاليا من مستوى متوسط ​​إلى مرتفع من الاكتئاب، مقارنة بـ 44% وقت فيروس كورونا.

أكثر من 2800 جندي (إسرائيلي) مصاب باضطرابات عقلية يخضعون للتأهيل منذ 7 أكتوبر

من جهة أخرى، كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أنّه تم علاج أكثر من 2800 جندي في قسم إعادة التأهيل التابع لوزارة “الدفاع” الإسرائيلية، منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”.

وقالت الصحيفة إن “18% من هؤلاء الجنود يعانون من صعوبات في الصحة العقلية واضطرابات ما بعد الصدمة”.

وبحسب البيانات التي قدمت خلال جلسة لجنة الصحة والرعاية الاجتماعية، فإن عدد الجرحى أعلى من عدد الجرحى الذي نشره “الجيش” الإسرائيلي رسمياً، والذي أبلغ عن أرقام أقل بكثير من البيانات التي قدمتها المستشفيات التي تعالج الجنود.

ووفقا للبيانات، فإنه تم تعريف 91% من المرضى على أنهم مصابون بإصابات طفيفة، و6% بإصابات متوسطة و3% بإصابات خطيرة، وأفيد أن 48% من المرضى أصيبوا في أطرافهم.

تقارير إعلامية

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى