رفض عربي واسع لتصريحات ترامب ونتنياهو عن تهجير الفلسطينيين من غزة
![](https://alislah.ma/wp-content/uploads/2025/02/تهجير-الغزاويين-780x470.png)
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في لقائه مع السيناتور الأمريكي كريس فان هولن اليوم الإثنين 10 فبراير 2025 موقف مصر الثابت بشأن رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأوضح عبد العاطي أن هناك توافقا عربيا كاملا حول هذه القضية، مشددا على ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه والتمسك بها. وتحدث عن “الدور المحوري الذي تلعبه مصر في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث، بالإضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل مكثف ومتسارع”.
وشدد الوزير المصري على أهمية البدء في مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، معربا عن رفض مصر القاطع لأي خطط قد تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين، مع ضرورة إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية؛ يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويحقق للشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير.
وفي سياق متصل، استنكر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن “شراء وامتلاك غزة”، ووصفها بأنها تصريحات عبثية وتعكس جهلا عميقا بفلسطين والمنطقة.
وقال الرشق في تصريح صحفي اليوم الإثنين، إن “غزة ليست عقارا يُباع ويُشترى، وهي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة”، مشددا على أن التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية تاجر العقارات، وصفة فشل، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سيفشل كل مخططات التهجير والترحيل. وختم بقوله “غزة لأهلها، وهم لن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948”.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية أمس الأحد 09 فبراير 2025 رفضها تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن إقامة دولة فلسطينية على أراضي المملكة، مشددة على أنها “تستهدف صرف النظر عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين بغزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي”.
وقالت الخارجية السعودية في بيان لها، إن “الشعب الفلسطيني صاحب حق في أرضه، وليسوا دخلاء عليها أو مهاجرين إليها، يمكن طردهم متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم”.
وفي ردها على نتنياهو، أضافت: “هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بها، ولا تنظر إلى أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة أساساً”، وأن “هذه العقلية المتطرفة المحتلة دمرت غزة بالكامل وقتلت وأصابت 160 ألف فلسطيني، أكثرهم أطفال ونساء، دون أدنى شعور إنساني أو مسؤولية أخلاقية”.
من جهتها، أدانت حركة حماس أمس الأحد، التصريحات الصادرة عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بشأن اقتراحه إقامة دولة فلسطينية على أراضي المملكة العربية السعودية.
واعتبرت حماس في تصريح صحفي، هذه التصريحات “عدائية بحق المملكة وشعبنا الفلسطيني، وتعكس نهجا استعلائيا، وعقلية استعمارية تتجاهل الحقوق التاريخية لأصحاب الأرض”. وأثنت على الموقف السعودي الرافض لهذه التصريحات غير المسؤولة والوقحة، التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الأعراف الدبلوماسية.
وأكدت حماس تقديرها لموقف المملكة الثابت ضد أي مخططات تهدف إلى تهجير شعبنا الفلسطيني، ودعمها المستمر لقضيته العادلة وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على أرضه.
وفي السياق ذاته، أدانت وزارة الخارجية القطرية بأشد العبارات تصريحات رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بشأن إقامة دولة فلسطينية في الأراضي السعودية.
واعتبرت الخارجية في بيان لها أمس الأحد، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي خرقا سافرا للقانون الدولي، وانتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة، مجددة رفضها القاطع لدعوات التهجير القسري للفلسطينيين التي من شأنها إعاقة فرص السلام وتجدد المواجهات، وداعية المجتمع الدولي إلى التصدي بحزم للاستفزازات الإسرائيلية.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن مقترح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالسيطرة على قطاع غزة و”التهجير القسري” للفلسطينيين يشكل “تهديدا خطرا” للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال عراقجي إن “مخطط التهجير القسري لأهالي غزة مؤامرة استعمارية تهدف إلى محو فلسطين”، مؤكدا أن هذا يشكل “تهديدا خطرا لاستقرار المنطقة وأمنها”، مؤكدا على ضرورة اتخاذ موقف موحد وقوي من قبل الدول الإسلامية لمواجهة هذه المؤامرة التي تستهدف مصير الشعب الفلسطيني .
من جانبه، أكد الرئيس التركي الطيب أردوغان على أن “لا أحد يستطيع إخراج سكان غزة من وطنهم الأبدي، الذي عاشوا فيه منذ آلاف السنين”، مضيفا أن “الإدارة الأمريكية الجديدة، وتحت ضغط من اللوبي الصهيوني، وضعت مقترحات غير مقبولة على جدول الأعمال، لكن من وجهة نظرنا، هذه الأفكار لا تستحق حتى النقاش. إنه عبث كامل”.
وأشار أردوغان إلى الوضع الإنساني في غزة، موضحًا أنه “بعد الإبادة الجماعية التي استمرت 471 يومًا، بدأت عمليات تبادل الأسرى والمعتقلين، كما بدأت المساعدات تتدفق إلى القطاع المحاصر منذ 15 شهرا”، لكنه حذر من “خطط أكثر غدرا وغير إنسانية لدى الإدارة الإسرائيلية”.
واستنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط “بأشد العبارات” تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية في السعودية، مؤكدا أن المنطق الذي تستند إليه هذه التصريحات، هو “منطق مرفوض، بالإضافة إلى أنها تعكس انفصالا تاما عن الواقع”.
وأشار بيان صدر أمس الأحد عن المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية إلى التأكيد على أن الدولة الفلسطينية “لن تقوم سوى على أرض فلسطين التي احتلت عام 1967، وعاصمتها القدس، وإقليمها هو الضفة الغربية وقطاع غزة، بلا انفصال بينهما”، مضيفا أن أي أفكار أخرى حول التهجير أو تصفية القضية الفلسطينية لا تعدو أن تكون “أضغاث أحلام، أو أوهام، لا وجود لها إلا بأذهان من ينطقون بها”.
وكالات