ذ حسن الإفراني يكتب المجلس التربوي: الصناعة الثقيلة أو ثغر الثغور (7/4)

لم المجلس التربوي؟

1 – الحوافز الإيمانية (تتمة)

إن مجالس التزكية إحياء لسنة من السنن العظيمة التي غايتها التأليف بين أعضاء الجماعة المسلمة، والتفقه في الدين، ومدارسة شؤون المسلمين، وقبل هذا وذاك الفضل والجزاء الأخروي العظيم الذي يناله من يحضرها.

فرسول الله صلى الله عليه وسلم تشويقا وتحبيبا لهاته المجالس يقول فيما أخرجه مسلم في صحيحه في الذكر والدعاء والتوبة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛”…وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده.”؛

وأخرج مسلم في صحيحه في الذكر والدعاء والتوبة من رواية معاوية رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: “ما أجلسكم؟” قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا. قال:”ألله ما أجلسكم إلا ذاك؟” قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك. قال “أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني بأن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة.”؛

وفي المسند عن أنس بن مالك قال: كان عبد الله بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحابه يقول تعال نؤمن بربنا ساعة. فقال ذات يوم لرجل فغضب الرجل؛ فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “يرحم الله ابن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة عليهم السلام.”؛

وأخرج مسلم في صحيحه في الذكر والدعاء والتوبة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلا يتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم، وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء-قال- فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك. قال: وماذا يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنتك. قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا أي رب. قال: فكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك. قال: ومم يستجيرونني؟ قالوا: من نارك يا رب. قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا. قال: فكيف لو رأوا ناري… قالوا: ويستغفرونك -قال- فيقول قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا -قال- فيقولون: رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم، قال فيقول: وله غفرت. هم القوم لا يشقى بهم جليسهم.”؛

وأخرج الترمذي في الدعوات عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قال: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر”.

خلاصات:

  • إن من الثمار التي تخص هاته المجالس، تحصيل السكينة والرحمة ومباهاة الملائكة والمغفرة؛
  • العبد الخطاء والأمة العاصية تشفع لهم مجالسة الصالحين ولو لحظة ليكونوا من المغفور لهم؛
  • إننا نعرف مهاما تخص ملائكة بعينهم، لكننا نغفل عن أن لمجالس التزكية ملائكة تخصها، فهم لا يقومون إلا بهاته المهمة التي خصوا بها؛
  • إجمالا نعرف رياض الجنة إما في مقابر الصالحين أو في الآخرة، وكثيرا ما نغفل عن رياض الجنة في الدنيا والتي هي مجالس التربية والتزكية والذكر.

أبو عبد الرحمن

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى