د خالد الصمدي يكتب: ماذا ربح المغرب بتأسيس شعب الدراسات الإسلامية؟
سؤال أجابت عن بعض جوانبه الندوة التي نظمتها شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة شعيب الدكالي بالجديدة ، بمشاركة ثلة من خبراء هذه الشعبة وقيدوميها وأساتذتها الجدد، وطلبتها احتفالا بالذكرى الأربعين لتأسيس هذه الشعبة المباركة، التي انطلقت من كلية الآداب جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1981 قبل تعميمها على مختلف الجامعات المغربية بعد ذلك.
وتخرج من الشعبة مئات العلماء والأساتذة الباحثين الفضلاء الذين لبوا حاجة الوطن في التأطير الديني داخل الوطن وخارجه، والتربية والتعليم والثقافة والإعلام والشؤون الاجتماعية، والأسرة والعدل والقضاء والخارجية وغيرها من القطاعات الحيوية، التي تزخر بخريجي هذه الشعبة الذي يجمعون في تكوينهم بين العلمي بين الهوية والتنمية.
ونوقشت مئات الأطروحات الجامعية وحققت مئات من الذخائر العلمية التي كانت مخطوطة فخرجت إلى حيز الوجود ، وأسست عشرات مراكز ومختبرات البحث العلمي وتكوينات الماستر والدكتوراة بجميع مؤسسات التكوين والبحث بالجامعات المغربية ومراكز التكوين التربوي ، ومدت جسور التواصل بينها وبين مختلف التخصصات الإنسانية والاجتماعية والعلمية والصحية والقانونية ،وأسست جمعيات متخصصة لهذه الغرض لقاء للعلوم والمجتمع ، ونظمت المئات من المؤتمرات العلمية الوطنية والدولية، وعقدت شراكات من جامعات ومراكز بحث ومؤسسات دولية متخصصة، فرفع بذلك أساتذتها من خبراتهم وتجربتهم في التكوين والبحث.
وتخرج من الشعبة آلاف الأساتذة من مدرسي مادة التربية الإسلامية ومدرسي مواد التعليم الأصيل ومواد التعليم العتيق ، وزودت المجالس العلمية ومندوبيات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعشرات الأطر المؤهلة للتأطير، وتدبير الشأن الديني بما يتطلبه هذا المجال من وسطية واعتدال، وصيانة لثوابت الأمة والذود عنها بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ، وأتقن عدد من خريجيها اللغات الأجنبية فكانوا جسرا للحوار بين الثقافات والحضارات.
وتخرج من هذه الشعبة آلاف الطلبة الأجانب من مختلف الدول العربية ومن الدول الإفريقية ومن بلاد شرق آسيا ماليزيا وإندونسيا وبنغلادش وباكستان ، ومن دول أوربا وبلاد البلقان فكانوا خير سفراء للمغرب في هذه البلدان يعرفون بتاريخه الديني والحضاري ومؤسساته العلمية وخصوصياته السياسية والدينية والحضارية.
ولا تزال هذه الشعبة بحول الله شجرة طيبة توتي أكلها كل حين بإذن ربها ، ويسعى الجيل الجديد من الأساتذة المؤطرين بها الى تجديد مسارها، وتطوير عرضها البيداغوجي والتكويني والبحثي حتى تستجيب للتحديات القيمية والتكنولوجية والتواصلية المعاصرة، وتستمر في أداء مهمتها العلمية في ترسيخ ثوابت الوطن الجامعة والاستجابة لحاجاته في جمع متوازن بين الهوية والتنمية.
رحم الله عددا من المؤسسين الذين غرسوا فسيلة هذه الشعبة وسقوها بجهودهم؛ تنظيرا وتاطيرا فقضوا نحبهم على هذا الدرب المنير، وبارك الله في عمر وصحة الأستاذ المؤسس صاحب الفسيلة الأولى الاستاذ الدكتور محمد بلبشير الحسني، وبارك الله في جهود الخلف العدول من الأساتذة الباحثين العاكفين في هذا المحراب بحثا وتأطيرا وتكوينا، وكل التمنيات لهذا الصرح العلمي الذي تشرفنا بأن كنا و ولا زلنا نعتز بأننا أحد لبناته، بمزيد من العطاء الموفق خدمة لوطننا وثوابته وأمتنا وأسسها وحضارتها والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.