دراسة تكشف وجود فجوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية بالمغرب

توصلت دراسـة جديدة إلى وجود فجوة بنيويـة ومعرفيـة بين الصحافـة والعـلوم الاجتماعيـة بالمغرب، تكرسها تمثّلات متوجسـة من الطرفين، وضـعف الحوار والتواصل المؤسسي. ويتسم التكوين الصحفـي بغلبـة البعد التقني وتهميش البعد النظري، مما يضعِف الأداء التفسيري والتحليلي للممارســة الصحفيــة.

الدراسة جاءت في إطار ورقة بحثية أجراها الباحث أنس الشعرة بعنوان” الصحافة والعلوم الاجتماعية في السياق المغربي: واقع العلاقة ومتطلبات التغيير” وذلك في إطار برنامج زمالة معهد الجزيرة للإعلام، أشرف عليها الباحث بمركز الجزيرة للدراسات محمد الراجي.

وذهبت الدراسة التي أنجزها الباحث الحاصل على ماجستير التواصل السياسي من المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط إلى أن البــعد المعرفــي هو المـهيمن علـى تعاطـي الصحـفيين مـع العـلوم الاجتماعية، ويمكن تعـليل ذلك بسيـاق معالجـة المعلومـة وتطويرها؛ إذ يُمـارس ذلك دوًرًا أسـاسًّيًا فـي الفـهم.

وأكد الباحث أن الرافد المعرفي وتطوير أبعاده وتجلياته على مستوى الكتابة أو البحث من أهم الأبعاد التي تنعكس علــى الممارسة المهنية وجودتها؛ فالكتابة الصحفية بأجناسها المختلفة (خصوصا الكبرى) تتطلب مواكبة وثيقـة لما يُكَتَب في السياسة والاقتصاد وفي المجتمـع، من دراسات وأبحاث لهــا تأثير مباشر علــى جودة المضامين الإعلامية، وهذا يـفسّر أن هناك تأثيرا وتأثّرًا بين الجانبين؛ إذ لا مجال للانفصال فــي ظل المواكبة والممارسة والاستثمار.

وتوصلت الدراسة إلــى ضرورة إصلاح جذري لـلتكوين، يَدمـج العـلوم الاجتماعيـة بشكل منهجـي دون طمس استقلاليـة الحقـلين، فـي إطار تعاون تكاملي يـعِيد الاعتـبار للمعرفة في العمل الصحفي.

وسعت الدراسة، إلى تشخيص الفجوة بين المقاربات الأكاديمية والممارسات المهنية في الصحافة المغربية، مع التركيز على ضعف التكامل بين المعرفة السوسيولوجية وأداء الصحفيين.

كما تناولت الدراسة المنشورة في معهد الجزيرة للدراسات العوامل المؤثرة في سوق العمل الصحفي، مثل الحوافز الأكاديمية والاقتصادية ودورها في رسم برامج التكوين وتخصصات الصحفيين الجدد.

وأوصت الدراسة، التي أُنجزت ضمن مبادرة زمالة الجزيرة، بضرورة تطوير برامج تدريب الصحفيين لتشمل مفاهيم العلوم الاجتماعية، وتعزيز أسس التعاون بين الجانبين بهدف الارتقاء بمستوى التحليل وفهم الواقع المجتمعي في قطاع الإعلام المغربي.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى