دراسة تكشف دور الكراسي العلمية بالقرويين في تقريب السيرة النبوية
نشرت موقع الرابطة المحمدية للعلماء على الأنترنت دراسة علمية حول “الكراسي العلمية بجامع القرويين ودورها في تقريب السيرة النبوية المشرفة” أعدتها الدكتورة أمينة مزيغة.
وقالت الباحثة “لقد كان تأسيس الكراسي العلمية تقليدا متعارفا عليه، نظرا للإقبال الكبير من طرف الناس على طلب العلم، وكذلك حتى يتمكن كل المقبلين عليها من الاستفادة وسماع شروحات العلماء بكل سهولة ويسر”.
وأوضحت أن السيرة النبوية العطرة تمثل بوقائعها وحادثاتها المختلفة نبراسا لاستلهام أسباب الهداية والاستنارة بها واتخاذها القدوة والأسوة والمنهاج القويم الذي نسير عليه في كل صغيرة وكبيرة مصداقا لقوله تعالى: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا﴾.
وأشارت مزيغة إلى أن حاجتنا لمعرفة السيرة النبوية والإطلاع عليها تعد حاجة متجددة مهما توالت الأزمان واختلفت الأماكن والأحوال، نعود إليها في كل مرة لنغترف من بحر زاخر ليس له حد وليس له قرار، ومالنا لا نعود وليس بيننا وبين سيرة الحبيب المصطفى حجاب فهي قريبة دنية.
وقالت “لقد عُرف كرسي السيرة بكرسي ظهر الصومعة: ويعد هذا الكرسي من أهم الكراسي العلمية التي تَعاقب عليها عِلية القوم بالقرويين وهو المعني بقولهم: “كرسي مابين باب الشماعين والباب الموثقين”، ومن أقدم من عرف من أساتذته اللامعين ابن جامع الأنصاري الجياني 546هـ.
وخلصت الباحثة إلى أن علماء القرويين رحمهم الله استطاعوا القيام بالمسؤولية المنوطة بهم على أكمل وجه، وأداء الأمانه التي حملوها أجمل أداء، لحبهم وشغفهم الشديد بطلب العلم، ولحسن نيتهم، وصدق قصدهم، وسلامة سريرتهم، فكانت جامعة القرويين العامرة جامعا يقصده المصلون لأداء صلواتهم، كما كان جامعة تجذب أولئك المصلين أنفسهم بعد أداء شعائرهم الدينية لحضور جلسات العلم والفقه..