دراسة تكشف تشكل مدرسة مغربية خالصة في حضن جامعة القرويين
أشارت دراسة علمية نشرتها دورية “أسطور” الصادرة عن المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات إلى “تشكل مدرسة مغربية حقيقية/خالصة في حضن الحاضرة العلمية فاس وجامعتها القرويين“.
وعزت الدراسة المنشورة تحت عنوان “تاريخ المغرب الثقافي والديني في الفترة الحديثة” تشكل هذه المدرسة إلى انسداد المجال الثقافي في الغرب الإسلامي قبيل نهاية القرن الخامس عشر، لما سقطت العدوة الشمالية، واستقبل المغرب آخر موجات المهاجرين الأندلسيين، ووصل الأتراك إلى المغرب الأوسط.
وأورد معد الدراسة أستاذ التعليم العالي لطفي بوشنتوف أقوال مؤرخين وكتاب أمثال محمد المنوني الذي قال عن البداية نفسها: “من هذا العصر تبتدئ الجامعية الحقيقية للقرويين “، مضيفا أن الباحثين غارسيا – أرينال وفرناندو ميديانو تبنيا مفهوم مدرسة فاس، وأضافا أنها ولدت فعلا في العصر المريني.
وقال بوشنتوف إن التراكم المهم الذي تحقق اليوم في الدراسات المخصصة لتاريخ المغرب الحديث من مدخل المنظومة المعرفية فكرًا وثقافة، والذي أنتج إلى حد الآن فهما “وطنيا ” لماضي المغرب من منطلق “الخصوصية”، يسمح بتدشين جيل جديد من الأوراش البحثية، يُعيد قراءة المتن الببليوغرافي المتاح، ولا يُكرّر بالضرورة ما تم التوصل إليه من نتائج وخلاصات.
واقترح ثلاثة أوراش منها إعادة تفكر ما وصمت بـ”الكتابات الكولونيالية، خصوصًا في جانب بعض المقاربات النظرية والفرضيات القبلية التي أثارت في السابق تحفظ الجيل الأول من الباحثين المغاربة، والتي منها ثنائيات إسلام شعبي – إسلام محافظ، تصوّف شعبي – تصوف سُنّي، تدين البادية – تدين المدينة ثقافة العوام – ثقافة الخاصة العرف الشرع، بلاد السيبة – بلاد المخزن … إلخ.
وقال الحاصل أن تاريخ المغرب في العصر الحديث في حاجة ملحة إلى المقاربات الأجنبية، وتزداد حدة هذه الحاجة مع عطب تملك اللغات الأجنبية عند الباحثين الشباب، وإلا كيف نُعمّق الفهم مثلا في الفكر المغربي في الزمن الحديث وتداعياته المجتمعية والسياسية من دون الاطلاع على كتب جاك بيرك عن “اليوسي” وداخل بلاد المغرب و”العلماء المؤسسين والمتمردين في بلاد المغرب”.