دراسة تسلط الضوء على أعلام وأدباء العدوتين الرباط وسلا

نشرت الرابطة المحمدية للعلماء دراسة علمية حول “أعلام وأدباء العدوتين الرباط وسلا” أعدتها رشيدة برياط، باحثة بمركز علم وعمران، وهي سلسلة تتبع شخصيات علمية وثقافية طبعت تاريخ العدوتين.
وتقفت الباحثة عند محمد بن عبد السلام بن أحمد بن محمد الرباطي، الذي اشتهر هو وكتابه التاريخي باسم الضعيف، هذا الكتاب الذي يتحدث عن الدولة العلوية منذ نشأتها إلى منتصف عهد المولى سليمان، لذلك كان من جملة الشخصيات التي درسها ل. بروفنسال في “مؤرخو الشفا”.
وأوضحت الدراسة أن هذه الشخصية ولدت في الرباط عام 1752م، ودرس فيها بجد، وأخذ التأريخ عن أبي القاسم السجلماسي، ثم رحل في طلب العلم يجوب آفاق المغرب، وهكذا نجده في تطوان يأخذ من عبد الرحيم الحايك في مدرسة وقاش، ثم في فاس بمدرسة الشراطين التابعة لجامعة القرويين.
وأضافت أنه كان له اعتناء بالنساخة وبالتقييد خصوصا فيما يرجع لتاريخ الحوادث الوقتية، والوقائع الدهرية، وناهيك بتاريخه الضعيف المشهور بلقبه، فإنه ما ترك شاذة ولا فاذة رآها أو سمعها إلا وقيدها مع صدق اللهجة والتحري في النقل، فما شئت من مواعظ مبكية، ومن خرافات مضحكة ملهية.
كما توقفت الدراسة عند شخصية محمد الحفيان الشرقاوي، موضحة أنه رحل من بلده في طلب العلم إلى مراكش، فأخذ القراءات وأحكامها عن ابن عمه الولي الصالح الأستاذ المبرز سيدي محمد بن عبد السلام الشرقي، وسمع شيئا من الحديث، ثم رحل إلى فاس فأقام بها مدة، وقرأ بها على غير واحد من مشايخها.
وأوردت الدراسة ما جاء في كتاب إتحاف المطالع: “وفي ليلة الجمعة العاشر من رمضان عام خمسة وسبعين ومائتين وألف توفي محمد دعي الحفيان الشرقاوي الرباطي، إليه انتهت رياسة علم التجويد والقراءات في وقته بالرباط، توفي ببلده ودفن بالزاوية المعطوية”.
وسلطت الدراسة الضوء على شخصية محمد المسناوي مرينو الأندلسي، وهو معدل الرباط، ومؤقت جامعة الأعظم، الشيخ الفقيه، الفرضي المؤرخ المعجم اليحسوبي، موضحا أن له تاريخ الدولة العلوية ينقل عنه الضعيف الرباطي في تاريخه، كان موقتا بالجامع الكبير بالرباط.
وأضافت الدراسة أنه عين في تاريخ 1174هـ، من بين العدول في خراج المرسى على يد رئيسها الحاج عبد الرحمن بركاش، ولم يزل هكذا متقلبا من وظيف إلى وظيف مرموقا بعين التكريم والتشريف، إلى أن توفي بمقره من الرباط عام 1207هـ رضوان الله عليه.
واستحضرت الدراسة شخصية أحمد بن عبد السلام ملين الرباطي، وهو القاضي أبو العباس السيد أحمد ملين الأندلسي الرباطي، كان رحمه الله من أجل العلماء الملازمين للتدريس، الجانحين للتحرير والتحبير والتحقيق، أخذ عن الكثير من علماء فاس.
واوضحت أن أحمد بن عبد السلام ملين الرباطي أخذ عنه حماعة من أبناء الرباط كالعلامة القاضي أبي خامد البطاوري، وأبي العباس جسوس والمفتي الكبير الجيلاني ابن إبراهيم وسواهم من طلبة الرباط ونجبائه.
وتوقف عند شخصية أحمد ابن الفقيه الجريري البرهوني السلاوي، وهو من بيوتات سلا الماجدة علما وفضلا ومجدا، من أصل أندلسي.. وهو ابن المحقق القاضي الحاج إبراهيم ابن القاضي محمد الجريري البرهوني، تسلسل القضاء في بيتهم.
وتشير الدراسة إلى أنه كان إماما من أئمة العلم وشيخا من شيوخ المعرفة وجبلا من جبال الدين التي يعز ظهيرها في كل زمان ومكان، وكان يعطي الدليل العملي على صحة ما نقرؤه في كتب السيرة والتاريخ من أوصاف الصحابة والتابعين والعلماء العاملين.. كما سلط الضوء على شخصيات أخرى في سلسلة.