دراسة تستعرض إسهام حاضرة سبتة في العلوم الكونية

نشر مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية دراسة حول إسهام حاضرة سبتة في العلوم الكونية من إعداد مصطفى مختار، باحث بمركز علم وعمران.
وقال الباحث “أسهمت حاضرة سبتة، بوصفها دار علم، في تنمية العلوم الكونية، بشكل تكاملي، خلال العصر الوسيط، موضحا أن من بين هذه العلوم علم النبات الذي كان من علمائه بها الشريفُ الإدريسي صاحب “الكتاب الجامع لصفات أشتات النبات”.
وأوضح الباحث في دراسته، أن ابن البيطار يبدو أنه قد اعتمده في كتابه عن النبات، وأن أبا الخير الإشبيلي في كتاب “عمدة الطبيب في معرفة النبات” قد استثمره خلال حديثه عن ما اشتهر في سبتة وأحوازها من النباتات ذوات الخواص العلاجية.
وشدد على أن علم النبات كان له دور في تنمية علم الطب بسبتة، مثل ما كان لبعض الخزانات العامة (خزانة الجامع العتيق شرقي صحنه نموذجا) والخاصة (خزانة الطبيب علي بن هلال الحضرمي مثلا) دور آخر في رواج العلم الأخير الذي ألف في بعض رجاله محمد الحضرمي السبتي كتاب “بلغة الأمنية ومقصد اللبيب فيمن كان بسبتة في الدولة المرينية من مدرس وأستاذ وطبيب.
وسرد الباحث عددا من أطباء هذه الحاضرة أمثال محمد بن عبد المنعم الصنهاجي الحميري، بحسب قول العدل أبي عبد الله الزيات: “كان يقرئ الطلبة في المجلس الواحد دولا في علوم شتى”. ويروى عنه أنه كان ماهرا في الشطرنج، مرجحا أن ذلك دال على إتقانه لعلم الرياضيات.
وأضاف أن من أطباء سبتة علي بن يقظان السبتي، وأحمد بن عتيق ابن خلف المالقي، حسن التصرف في الطب، وأحمد بن محمد الجذامي، الماهر في الطب، ومحمد الشريشي، العارف بصناعة الطب علما وعملا، صاحب حانوت الصنعة برحبة الوزان من سبتة.
كما أورد منهم محمد ابن مقاتل، البصير بالطب، وتلميذه الطبيب محمد بن مبارك الأزدي، ومحمد الجياني، العارف بالطب والمهندس البصير، حانوتُه بالسوق الكبير من سبتة يستقبل فيه أهل العلل وأصحاب الأمراض، والطبيب محمد المعز الصنهاجي، الموثق بسماط العدول منها.
ومنهم الطبيب محمد بن مروان المعافري، كثير الاطلاع على كتب الطب، وناظر خزانة الجامع العتيق بسبتة، والتي استفاد طلبة الطب من كتبها العلمية بسبب إفادة المترجم وإرشاده، والطبيب يحيى بن أحمد التجيبي الذي جمع كتاب “تكملة الأغراض في مزاولة الأمراض”…
وتوقف الباحث عند طبيبات المغرب، بحاضرة سبتة أمثال للا عائشة بنت الشيخ محمد ابن الجيار، محتسب الحاضرة نفسها، عارفة بالطب والعقاقير، كما توقف عند أسماء اليهود المغاربة الذين لهم إسهتم علمي أمثال يوسف بن يحيى السبتي، له كتاب شرح فصول أبقراط في الطب وقوانينه.