دراسة: المغرب يحتل المرتبة 33 عالميا من أصل 246 دولة تنتج البلاستيك الملوّث للبيئية.

صنفت دراسة بريطانية حديثة حول التلوث البلاستيكي، المغرب كمساهم كبير في التلوث البلاستيكي ، حيث احتل المرتبة 33 عالميا من أصل 246 دولة منتجة للبلاستيك الملوّث للمنظومات البيئية.

ولم تتوان الدراسة العالمية المنشورة بداية شتنبر الجاري- التي أنجزها باحثون من جامعة ليدز البريطانية، – في وضع المغرب ضمن الدول الأكثر رميا للبلاستيك في البيئة.

وكشفت الدراسة أن المغرب أنتج 385 ألفا و558 طنا من البلاستيك الملوث للبيئة خلال عام 2020، حسب أحدث المعطيات التي توفرت لمُعدّي الدراسة. ويعد هذا الرقم ضئيل مقارنة بالهند، التي سجلت أعلى معدل تلوث بلاستيكي عند 9.3 مليون طن

وتأتي هذه الدراسة هذا في غضون استمرار تداعيات النقاش العمومي الذي لم يخفت بعد، على إثر ترخيص وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، لاستيراد مليونين ونصف مليون طن من النفايات المنزلية والعجلات المطاطية من دول أوروبية.

وتتفاقم مساهمة المغرب في التلوث البلاستيكي بسبب استيراده للنفايات المنزلية والإطارات المطاطية من الدول الأوروبية. وأعلنت الوزيرة مؤخرا عن استيراد 980 ألف طن من النفايات المنزلية من فرنسا، و31 ألف طن من إسبانيا، وأكثر من مليون طن من بريطانيا، و60 ألف طن من السويد، و100 ألف طن من النرويج.

ويبقى المغرب ثاني دولة في العالم مستهلكة للبلاستيك ومشتقاته، بعد الولايات المتحدة الأمريكية، بما يعادل 120 ألف طن سنويا، فيما يستهلك الفرد المغربي في السنة معدل 900 كيس بلاستيكي الشيء الذي يؤدي إلى مشاكل صحية وبيئية.

النفايات البلاستيكية.. كارثة تهدد البيئة

وتشير الأرقام إلى أنه في كل سنة يرمى عالميا أكثر من 20 مليون طن من البلاستيك، بما يعادل نحو 1770 حمولة شاحنة يوميا. وهذه الأرقام مرشحة للارتفاع إذا لم تطرح سياسات واقعية وحلول منطقية للأمر، ولعل أكثرها نجاعة هو ما يفكر فيه بعض الخبراء البيئيون، بحيث يجري وقف إنتاج البلاستيك، وهو أحد مشتقات النفط، الذي يعد في حد ذاته أحد أنواع الوقود الأحفوري المسؤولة عن أزمة المُناخ.

ويلوّث البلاستيك كل ركن من كوكب الأرض، وقد شقَّ طريقه إلى القطب الشمالي وأعماق المحيطات وأقصى حدود الغابات البعيدة. لقد وصل إلى مناطق لا تخطر على البال ولا يعرف أحد كم من الوقت سيستغرق البلاستيك المُشتقّ من النفط ليتحلّل (إذا كان قابلاً للتحلّل في الأساس)، لكن الجميع يعلم أن تسربه إلى الطبيعة كفيلا بأن يجعل منه مادة من الصعب جدّا التخلّص منها بسهولة.

وكان الإنتاج العالمي من البلاستيك في عام 1950 بالكاد يبلغ مليونَي طن، لكن بعد ثلاثة عقود وتحديدا عام 1980، تضاعف حجم هذا الإنتاج نحو 40 مرّة، ليصل إلى 75 مليون طن.

وينتج حاليّا أكثر من 460 مليون طن سنويّا من البلاستيك، ونحو 95% منه عبارة عن بلاستيك أولي، في حين لا ينتج إلا 5% فقط من البلاستيك الذي يعاد تدويره بسبب تكاليفه وصعوبة إنتاجه، وكل هذا لا ينعكس بشكل جيد في سعره باختصار، تعدّ هذه الأيام عصر البلاستيك المتجدد.

وتأتي هذه البيانات من تقارير مختلفة أعدّتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، التي يحذر خبراؤها من سيناريو سلبي إذا لم تتغير السياسات، ففي عام 2040 سيصل إنتاج البلاستيك إلى 765 مليون طن عالميّاً، ولن يعاد تدوير إلا بنسبة 9%، وفي عام 2060 ستصل كمية الإنتاج إلى أكثر من 1.2 مليار طن، منها 11.6% فقط من البلاستيك المعاد تدويره.

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى