دراسة: الخطاب العربي عن الذكاء الاصطناعي في الصحافة وصفي وتقني

خلصت دراسة نشرها معهد الجزيرة للدراسات أن “الخطاب العربي عن الذكاء الاصطناعي بُنِي على الفهم الوصفي ذي الطبيعة التقنية والجاهز والمستقى من الاتجاه المهيمن في الخطاب الأجنبي. لذا يبدو موحدًا وأكثر تجانسًا.
ورأت الدراسة الموسومة بـ”الخطاب العربي والأجنبي عن الذكاء الاصطناعي في الصحافة: أنماط الفهم ونماذج المقاربة”، أن هذا الفهم نجم عن تقارب في تقدير تأثير هذا الذكاء على قاعات التحرير، الذي بلغ حد الرضا عن مستوى تطبيقه في بعض المؤسسات الإعلامية العربية.
وانتقدت الدراسة هذا الفهم الوصفي لتوظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة في البيئة العربية، منبهة إلى أن علّة الخطاب العربي تكمن في مستنداته وآليات إنتاجه، أي في التموقع الإبستمولوجي لمنتجيه: الباحثون في موضوع تأثير الذكاء الاصطناعي.
وعلى العكس من ذلك، ترى الدراسة أن الخطاب الأجنبي يتسم بتنوعه؛ لأنه يتضمن تعددية التعريفات للذكاء الاصطناعي. ويتعايش فيه الفهم الوصفي ذو الطبيعة التقنية، والفهم الإشكالي ذو الطبيعة الفكرية. وقد ترتب عن هذا التنوع اختلاف في تقدير تأثير الذكاء الاصطناعي على العمل الصحفي.
كما تؤكد أن الخطاب الأجنبي عن الذكاء الاصطناعي في الصحافة يتسم بثرائه وتعدُّد دلالاته، ويرتكز على تعريفين على الأقل: الأول وصفي ذو طبيعة تقنية؛ والتعريف الثاني إشكالي-فكري ينص على أن الذكاء الاصطناعي فكرة، وبنية تحتية، وصناعة، وشكل من ممارسة السلطة، وطريقة من الرؤية أو الأيديولوجيا.
واعتمدت الدراسة لبلوغ هذه النتائج على 20 بحثا أجنبيا و20 بحثا عربيا، نشر في مجلات علمية أجنبية وعربية عن الذكاء الاصطناعي في الصحافة، خلال الفترة الممتدة من ماي 2016 إلى غاية يونيو 2024. وتعتبر هذا المتن خطابا علميا فككته الدراسة على ثلاثة المستويات: النص، والسياق، والمقاصد.