دراسة: التدوين باليد أفضل لنشاط الدماغ والذاكرة
كشفت العديد من الأبحاث والدراسات الأكاديمية مؤخرا، أن تدوين الملاحظات بالطريقة التقليدية أي باستخدام ورقة وقلم أفضل لنشاط الدماغ والذاكرة معا، وذلك عكس ما يروجه كثيرون في ظل الرقمنة الواسعة التي يشهدها عالمنا.
ويتمتع الأشخاص الذين يكتبون الملاحظات بأيديهم ويدونونها بذاكرة أفضل وقدرة أعلى على التعلم، الأمر الذي أكدته دراسة حديثة استعرض نتائجها موقع “ساينتفيك أميركا”، و قال إن دراسات سابقة أظهرت أن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل عندما يُطلب منهم كتابة رسائل أو عناصر مرئية أخرى باستخدام أصابعهم وأيديهم بطريقة لا يمكن تكرارها عن طريق النقر بالماوس أو النقر على الأزرار أو على الشاشة.
وفي الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، قام باحثون بمراقبة نشاط الدماغ لدى الطلاب الذين يدونون ملاحظاتهم، ووجدوا أن أولئك الذين يكتبون باليد لديهم مستويات أعلى من النشاط الكهربائي عبر مجموعة واسعة من مناطق الدماغ المترابطة المسؤولة عن الحركة والرؤية والمعالجة الحسية والذاكرة.
وخلُص البحث الى أن الأشخاص الذين يدونون الملاحظات بواسطة الكمبيوتر كانوا يكتبون دون تفكير، كما يؤكد رئيس فريق البحث “فان دير مير” أستاذ علم النفس العصبي في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، والذي علق بالقول: “من المغري جدا كتابة كل ما يقوله المحاضر.. إنها تدخل من خلال أذنيك وتخرج من خلال أطراف أصابعك، لكنك لا تعالج المعلومات الواردة، ولكن عند تدوين الملاحظات يدويا، غالبا ما يكون من المستحيل تدوين كل شيء؛ يجب على الطلاب الانتباه بشكل نشط إلى المعلومات الواردة ومعالجتها، وتحديد أولوياتها وتوحيدها ومحاولة ربطها بالأشياء التي تعلموها من قبل. هذا العمل الواعي للبناء على المعرفة الموجودة يمكن أن يجعل من السهل الاستمرار في المشاركة وفهم المفاهيم الجديدة”.