دراسة ألمانية: المغرب ضمن الدول الأكثر تديّنا في العالم
أظهرت نتائج استطلاع أجرته منصة “ستاتيستا” الألمانية حول الإيمان والمعتقد في العالم، أن التدين يحتل مكانة قوية في المجتمع المغربي. ويعكس هذا الواقع العميق تاريخا دينيا غنيا وتراثا ثقافيا متجذرا في البلاد.
وتشير النتائج إلى أن المجتمع المغربي، يعتبر الدين جزءا لا يتجزأ من حياته، حيث يتمسك الكثيرون بالقيم والتقاليد الدينية في حياتهم اليومية، و يعكس ذلك تمسك المجتمع بالقيم الدينية في تعاملاتهم وتصرفاتهم اليومية.
كما تعتبر نتائج الاستطلاع أن الدين يلعب دورا بارزا في حياة العديد من الأشخاص حول العالم، وبخاصة في بعض الدول التي يتراوح فيها مستوى التدين ما بين 80% و99%.
وتبرز نتائج هذا الاستطلاع تعقيدات المشهد الديني في المغرب، حيث تظهر الحاجة إلى فهم عميق للتوازن بين التدين والتطور الاجتماعي والثقافي، بهدف بناء مجتمع متماسك يعتمد على القيم الدينية والمبادئ الحديثة في آن واحد.
وتتوافق نتائج هذه الدراسة مع دراسات سابقة؛ أبرزها ما أظهرته استطلاعات رأ، حول معدلات الالتزام الديني بالعالم العربي (2021-2022)، التي كشفت أن عموم الشعب المغربي لا سيما فئة الشباب، أصبحوا أقل إقبالا على اعتبار أنفسهم “غير متدينين‘‘، بعد أن سجلت هاته الصفة أعلى مستوياتها خلال سنة 2019، فضلا عن تزايد نسبة المغاربة الذين يستمعون للنصوص الدينية بشكل يومي من 34% إلى 53%، خلال نفس الفترة.
كما ارتفعت في الأربع سنوات الأخيرة نسبة المواطنين المغاربة الذين يقولون إنهم متدينون، وذلك حسب ما كشف عنه استطلاع حديث لـ”البارومتر العربي” صدر في نفس الشهر العام الماضي.
كما قامت وزارة الشباب والرياضة في 2019 بإنجاز دراسة حول “الشباب والدِّين” شملت 3000 شاب مغربي من مختلف جهات المملكة كعينة تمثيلية. والتي أكدت على أن الدِّين يشكل معطى أساسيا في تحديد هوية الشباب المغربي، وأنَّ هؤلاء الشباب اليوم أكثر تدينا من الجيل السابق، ويتوفر على معرفة دينية أكثر من الأجيال السابقة.
وخلصت الدراسة إلى أن ما يرتبط بالتديُّن في جواب على سؤال إلى أي حد تعتبر نفسك من الشباب المتدين تطبيقا لا قولا؟ كانت الإجابة بأن 89 بالمائة من الشباب قالوا بأنهم متدينون وينفذون العبادات، و25 بالمائة من 89 بالمائة قالوا بأنهم جد مطبقين للعبادات والتعاليم الإسلامية، و22 بالمائة منهم قالوا إنهم مطبقون، و42 بالمائة قالوا بأنهم يطبقون العبادات والتعاليم الإسلامية إلى حد ما، أما 11 بالمائة من الشباب المكملة لـ 89 بالمائة فقد اعترفوا بأنهم شباب غير متدين، ومنهم 7 بالمائة مستعدون لتنفيذ هذه التعاليم، و4 بالمائة منهم لا يصلون ولا يتقيدون بشيء.
كما كشفت دراسة سابقة أنجزها المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة حول “الشباب والتدين في المغرب“(همت الشباب المتراوحة أعمارهم مابين 15 و35 سنة في 12 جهة) على بروز معطيات جديدة تخص طبيعة الحراك الخاص بطبيعة التدين لدى الشباب المغربي، أبرزها:
- أولا: أن الدين يشكل معطى أساسيا في تحديد هوية الشباب المغربي.
- ثانيا: ضعف التأطير الديني الرسمي الموجه لشريحة الشباب.
- ثالثا: محدودية التأطير المدني الذي يستهدف الشباب.
- رابعا: وجود توتر حاصل بين جانب المعتقد لدى الشباب والتمثلات، وجانب الممارسات السلوكية.
- خامسا: هناك شبه إجماع على استنكار الظواهر الصادمة للشعور الديني.
- سادسا: دور القرآن في المؤسسة الدينية غير الرسمية الأكثر حيازة لثقة الشباب.
وأظهرت نتائج الدراسة، أن الدِّين يشكل جزءا أساسيا من الحياة الخاصة والحياة العامة لدى 79 بالمائة من الشباب المغربي، وأن الشباب المغربي يتفق بنسبة 71 بالمائة على أن الدِّين يمتلك حلولا اقتصادية لمشاكل اليوم، فيما اعتبر 57.5 بالمائة من شريحة الشباب أن الدِّين يمتلك حلولا على الواجهة السياسية.
أما بخصوص المعرفة الدينية، فكشفت الدراسة أن المسجد والأسرة مازالا يشكلان القناة الأساسية للمعرفة الدينية لدى الشباب المغربي، ويأتي الإنترنيت و التلفزيون والجمعيات الدينية في مراتب تالية.
من جهة أخرى، كشفت الدراسة على أن الشباب المغربي ضد كل السلوكيات الاجتماعية المخالفة لمعتقداته، مثل الشذوذ الجنسي، أو الإفطار العلني في رمضان، إذ أعلن 96 بالمائة من الشباب أنهم ضد الإفطار العلني في رمضان، و92 بالمائة غير متفقين مع ظاهرة الشذوذ الجنسي.
موقع الإصلاح