خطر التدنيس وتسارع بناء الهيكل المزعوم يتهدد الأقصى ودعوات للتحرك الفوري والعاجل

يعكس تنامي المعتقدات التوراتية وتوجه المجتمع “الإسرائيلي” نحو التطرف الديني والمعتقدات التوراتية لبناء “الهيكل الثالث” المزعوم مكان قبة الصخرة، حيث تتوافق الأحزاب اليهودية المشاركة بالائتلاف الحكومي على ضرورة تنفيذ فكر بناء “الهيكل” الأمر الذي أدى لتسارع رصد الميزانيات الخاصة بالتجهيزات بغية تحقيق هذا الهدف.

رصد ميزانيات لتنفيذ رؤية الهيكل المزعوم

وترسخ ذلك على بعد شهرين من انطلاق عملية طوفان الأقصى وعدوان الاحتلال الغاصب على قطاع غزة، حيث كشفت القناة 12 العبرية في تقرير مصور نهاية يوليوز الماضي، النقاب عن وجود تنسيق وتعاون بين العديد من الوزارات الحكومية لرصد ميزانيات وبذل الجهود من أجل تنفيذ رؤية ترميم “الهيكل” المزعوم في ساحات المسجد الأقصى الشريف.

ووفقا للقناة العبرية، يعلق مؤيدو تحقيق الرؤية لبناء “الهيكل” المزعوم آمالهم على “5 بقرات حمراء” تم اختيارها بعناية حسب الشروط التي تنص عليها الكتب اليهودية، حيث تم جلبها على متن طائرة من ولاية تكساس الأميركية، وأكدت القناة أن وزارة حكومية رصدت ميزانية لاستيراد البقرات الخمس وتربيتها.

الهيكل الثالث أصبح في حالة تسارع

وذهب الأستاذ الجامعي البروفسور جان بيير فيليو إلى أن مزايدة الوزراء العنصريين بحكومة “إسرائيل” تشجع ما تعرف بالمجموعات المسيحانية الصغيرة التي ترغب في بناء الهيكل الثالث في ساحة المساجد الحالية في القدس، ومع أن الواقع لم يتجاوز الخيال بعد، فإن العد التنازلي لمرتقبي الهيكل الثالث أصبح الآن في حالة تسارع.

وفي المقابل، انطلق فيليو –في زاويته بصحيفة لوموند- من كتاب “الهيكل الثالث” لمؤلفه يشاي ساريد، ليرسم صورة لما يجري وما يخطط له من إحلال الهيكل المزعوم محل المساجد القائمة في ساحة الأقصى، خاصة منذ ترقية رئيس وزراء الاحتلال “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو لاثنين من العنصريين إلى حقائب وزارية رئيسة؛ هما: بتسلئيل سموتريتش إلى وزارة المالية، وإيتمار بن غفير إلى الأمن القومي مع سلطة على “الحرس الوطني” المستقبلي.

واستعرض فيليو الكتاب الذي يستند إلى مئات الساعات من المقابلات مع ناشطين من الحركة المسيحانية من مستوطنات الضفة الغربية، الذي أخذ مؤلفه الخطابات الأخروية لناشطي “نهاية الزمان” حرفيا على محمل الجد، بعد مرور 20 عاما على اغتيال رئيس الوزراء العمالي إسحاق رابين على يد متعصب من هذه الحركات.

وأشار الكاتب إلى تأسيس حركات مرتبطة بالهيكل؛ مثل: حركة الخلاص ومجموعة “مؤمنو جبل الهيكل” ومعهد الهيكل الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالإنجيليين الأميركيين، وقد تأسس في 1992 في البلدة القديمة بالقدس، وهي تثير من حين إلى آخر بعض المشكلات بهجماتها على الحرم الشريف، وتواصل مؤامراتها من أجل هدمه وإحلال الهيكل المزعوم مكانه، حتى إن معهد المعبد جلب 5 بقرات حمر بالكامل من تكساس تنقي برمادها بعد تضحية طقسية، ساحة المساجد تمهيدا لبناء الهيكل الثالث.

غير أن التوتر في القدس زاد –كما يقول الكاتب- مع دخول الوزيرين العنصريين إلى حكومة نتنياهو، بعد أن أكثرا من التصريحات والمبادرات التحريضية، إذ زار إيتمار بن غفير ساحة المساجد 3 مرات، في 2023، وكان خلال اثنتين من هذه الزيارات الاستفزازية، برفقة الحاخام الأرثوذكسي المتطرف شمشون إلبويم الذي يدعي، باسم “إدارة جبل الهيكل”، أنه حلّ محل السلطات الإسلامية.

التيار الحريدي يحظر على اليهود اقتحام الأقصى

وقبيل بناء “الهيكل” تقضي التعاليم التوراتية حرق البقرة الحمراء على جبل الزيتون، ومن ثّم نثر رمادها قبالة الأقصى إيذانا ببدء طقوس إقامة “الهيكل الثالث” والتجهيز لصعود ملايين اليهود إلى “جبل الهيكل” (المسمى التوراتي للمسجد الأقصى).

هيكل سليمان المزعوم

غير أن المعتقد الديني التوراتي للتيار الحريدي يحظر على اليهود الصعود إلى “جبل الهيكل (اقتحام الأقصى)” حتى تحقيق شرط نزول “المسيح المنقذ” ليأذَن لليهود بذلك بعد تحقيق شرط “الطهارة” من “النجاسة الكبرى” إذ تتطلب الطهارة -وفق معتقدهم- ذبح بقرات حمراء وحرقها قبالة المسجد الأقصى، وخلط بعضها بالمياه ليتطهر اليهود، ثم نثر ما تبقى من رمادها قبالة الأقصى، وهو ما يتناقض مع معتقدات تيار الصهيونية الدينية الجديد الذي يعتبر شريكا أساسيا في الحكومة الحالية.

مسيرة القواسم غدا الخميس لتدنيس الأقصى وتنفيذ اقتحام الأكبر من نوعه

فيما تستمر جرائم الاحتلال والإبادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة، تحاول جماعات صهيونية متطرفة الاستفراد بالمسجد الأقصى في القدس المحتلة، وطرح سيناريوهات السيطرة عليه وهدمه.

وتحت مسمى “مسيرة القواسم”، منحت سلطات الاحتلال ترخيصا رسميا لتظاهرة للمتطرفين الصهاينة في القدس المحتلة يوم غد السابع من دجنبر، تطالب فيها بالسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى والقدس، وإزالة الأوقاف الإسلامية من حرم المسجد الأقصى.

ووفق المركز الفلسطيني للإعلام، أعلنت جماعة الهيكل أنها بصدد القيام باقتحام هو الأكبر من نوعه منذ زمن للمسجد الأقصى المبارك غدا الخميس، في الذكرى الشهرية الثانية لمعركة طوفان الأقصى، هادفا إلى تدنيس المسجد وإقامة الترانيم اليهودية هناك احتفالا بذكرى عيد النور اليهودي، ضاربا بعرض الحائط لكل ردات الفعل العربي والإسلامي.

حماس تدعو إلى النفير العام والرباط في المسجد الأقصى

وقالت حماس في بيان لها: إن منح حكومة الاحتلال الفاشي ترخيصا رسميا لتظاهرة للمتطرفين الصهاينة في القدس المحتلة يوم السابع من ديسمبر؛ هو محاولة خطيرة لفرض السيطرة الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك، لن يسمح بها شعبنا مهما كلف ذلك من ثمن.

ودعت حماس الفلسطينيين في الضفة والقدس والداخل المحتل، إلى النفير العام والرباط في المسجد الأقصى المبارك، والوقوف في وجه هذه المخططات الإجرامية.

وطالبت الأمتين العربية والإسلامية، والأشقاء في المملكة الأردنية، ومن منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس، إلى التحرك الفوري والعاجل، وتحمّل مسؤولياتهم التاريخية تجاه ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك، مسرى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقبلة المسلمين الأولى.

مواقع إعلامية

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى