حوادث الإسلاموفوبيا تتزايد في الغرب مع تصاعد جرائم الاحتلال في غزة

مع تصاعد العدوان الاحتلال “الإسرائيلي” على قطاع غزة منذ إطلاق عملية “طوفان الأقصى” يوم السابع من أكتوبر الماضي، تسارعت آثار عدوان الاحتلال “الإسرائيلي” وتنعكس على واقع المجتمعات الغربية، حيث ارتفعت حالات الإسلاموفوبيا بشكل ملحوظ وصلت إلى حدود التهديد بالقتل وارتكاب جرائم في حق المسلمين في أوربا وأمريكا.

الإسلاموفوبيا في بريطانيا تبلغ ذروتها بالتزامن مع العدوان على غزة

يشهد المجتمع البريطاني ارتفاعا في جرائم الكراهية، حيث تجاوزت وقائع الإسلاموفوبيا نسبة 140 في المئة في لندن وحدها خلال شهر أكتوبر الماضي.

ومع تزايد الأحداث المعادية للمسلمين، فقد رصدت وسائل الإعلام المحلية حالات عديدة في مختلف أنحاء المملكة المتحدة. ومن بين هذه الحالات، ترك رأس خنزير في موقع أحد المساجد، مما دفع السلطات إلى تكثيف دوريات الشرطة كإجراء احترازي، كما فتحت الشرطة المحلية في لانكشاير تحقيقًا في هذه الجريمة.

وأفادت تقارير إعلامية بريطانية ارتفاع حدة الهجمات المعادية للمسلمين في جميع أنحاء المملكة المتحدة، والتي شملت: محاولة إحراق مسجد في أكسفورد، واعتداء على امرأة مسلمة، وسكب الكحول على المصلين.

ويتهم النقاد وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان، بتأجيج التوترات في المملكة المتحدة عبر تصريحاتها اليمينية المتطرفة ضد المتظاهرين المطالبين بوقف إطلاق النار في غزة.

في هذا الإطار، يؤكد مجلس الإسلام في بريطانيا استعداده دعم المساجد التي قد تواجه أوضاعا أمنية صعبة، مشددا على ضرورة أن يظل المسلمون البريطانيون يقظين في ظل تصاعد حالات الإسلاموفوبيا.

داعمون للاحتلال الغاصب يهددون النائبة الأمريكية-الفلسطينية رشيدة طليب بالقتل

وفي الولايات المتحدة الأمريكية ناقشَ نشطاء داعمون لكيان الاحتلال الغاصب على منصة “إكس”، “سبل قتل” رشيدة طليب، النائبة فلسطينية الأصل في مجلس النواب الأمريكي، خلال زيارتها إلى ولاية أريزونا، الأسبوع الماضي.
ونشر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) أمس الثلاثاء، تسجيلات صوتية للنشطاء داعمي كيان الاحتلال خلال مناقشتهم احتمالات استهداف طليب خلال زيارتها أريزونا.

وفي بيان صادر عنه، قال إدوارد أحمد ميشيل نائب المدير الوطني لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، إن نشطاء داعمين لـ”إسرائيل” ناقشوا في ما بينهم على منصة “إكس”، سبل التحرش جنسيا بطليب، ومضايقتها، بل وحتى قتلها خلال زيارتها أريزونا. وأضاف أن هذا المشهد يعدّ “أحدث دليل على تصاعد الإسلاموفوبيا وكراهية فلسطين في الولايات المتحدة، وخروجها من السيطرة”.

Congresswoman Rashida Tlaib, of Michigan, spoke at Dar Ul Islah in Teaneck. Sunday, May 12, 2019Congresswoman

وكانت طليب وصلت الأسبوع الماضي إلى ولاية أريزونا لزيارة جامعتها، والمشاركة في فعالية سنوية لجمع التبرعات لصالح فرع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في الولاية نفسها. وإثر ما حدث، ألغت جامعة أريزونا مشاركة طليب في الفعالية المذكورة، فيما ألغى الفندق عقد استضافته للفعالية، ما دفع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في أريزونا لإقامتها في مكان آخر.

يأتي ذلك بعد مصادقة مجلس النواب الأمريكي، في الثامن من نونبر الجاري، على مشروع قرار يوجّه اللوم للنائبة طليب، بسبب إدانتها سياسات الرئيس جو بايدن وكيان الاحتلال حول غزة.

محامون أمريكيون يطالبون بالتحقيق في انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا

وأمام ارتفاع موجة الكراهية والاحتقان ضد المسلمين، وقّع 13 محاميا دوليا وإقليميا رسالة إلى أكثر من 100 شركة قانونية رائدة في الولايات المتحدة، مطالبين هذه المؤسسات القانونية بالتحقيق في انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا والكراهية ضد العرب والمسلمين.

وورد في الرسالة: “يخشى العرب والمسلمون وغيرهم من الأقليات بمن فيهم العديد من المحامين ذوي البشرة الملونة واليهود من الانتقام إذا أعربوا علنا عن تعاطفهم مع الوضع المأساوي للفلسطينيين، يخشى العديد من المحامين ذوي الأصول الفلسطينية أو العربية، أو الذين يعتبرون أنفسهم مسلمين، من الإفصاح عن عرقهم أو انتماءاتهم الدينية لزملائهم”.

كما أعربت جمعيات المحامين المسلمين عن أسفها للإشارة المقتضبة إلى الإسلاموفوبيا في الرسالة الأخيرة من كبريات شركات المحاماة إلى الجامعات النخبوية، حيث أصدرت بعض شركات المحاماة بيانات داعمة للاحتلال الغاصب في 7 أكتوبر، إلا أنها امتنعت عن الاعتراف بمقتل الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء بعد أسابيع قليلة.

وجاء في الرسالة التي وقعتها جمعية المحامين المسلمين الأمريكيين والجمعية الوطنية للمحامين المسلمين وغيرها من المجموعات، أن بعض شركات المحاماة جمعت مئات الآلاف من الدولارات لدعم الكيان الغاصب؛ لكنها لم تجمع أموالا للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين الأبرياء.

كما جاء في رسالة جمعيات المحامين المسلمين بتاريخ 1 نونبر إلى عمداء كليات الحقوق: “الرسالة الشاملة هي أن حياة الإسرائـ،ـيليين واليهود مهمة؛ ولكن حياة الفلسطينيين والعرب والمسلمين لا تهم”.
ودعت جمعيات المحامين المسلمين شركات المحاماة إلى اتخاذ خطوات فعالة بما في ذلك إصدار رسالة جديدة إلى عمداء كليات الحقوق حول الإسلاموفوبيا، وإدانة متساوية لمقتل جميع المدنيين، وإطلاق برامج تثقيفية حول الإسلاموفوبيا.

وزيرة الداخلية الألمانية تؤكد تنامي رهاب الإسلاموفوبيا في ألمانيا

واعترفت وزيرة الداخلية الألمانية “نانسي فيز” أمس الثلاثاء بتنامي مشكلة الإسلاموفوبيا في البلاد وتعهدت باتخاذ إجراءات أقوى لمكافحتها.

وقالت فيزر، في مؤتمر الإسلام الألماني: “في ألمانيا، كل شخص يؤيد تقريبا التصريحات المعادية للإسلام، وأنا أقول هذا بوضوح، يوجد لدينا أيضاً مشكلة الإسلاموفوبيا في ألمانيا”.

 

كما أكدت في كلمتها أمام ممثلي المجتمعات الإسلامية ومنظمات المهاجرين، إن الحكومة الألمانية على دراية بالمشكلة، مشيرة إلى دراستها توصيات الخبراء لاتخاذ إجراءات جديدة.

وقالت: “بالنسبة للعديد من المسلمين في ألمانيا، أصبح التهديد بالوقوع ضحية لهجوم ضد المسلمين حقيقة يومية.”.”لهذا تأثير كارثي على شعور الناس بالأمان، ولا يمكننا قبول ذلك”.

وأضافت: “جميع الناس في ألمانيا لديهم الحق في العيش بأمان والتمتع بالحريات الديمقراطية، وهذا يعني أننا لن نظهر أي تسامح مع العداء تجاه المسلمين والتطرف اليميني ومعاداة السامية والعنصرية وغيرها من أشكال كراهية الناس”.

و مؤخرا، قالت عدد من المجتمعات المسلمة في ألمانيا، أنّه هناك تصاعد في جرائم الكراهية ضد الإسلام منذ العدوان على قطاع غزة الشهر الماضي. ويعود ذلك إلى التغطية الإعلامية المتحيزة للتطورات الأخيرة، و الدور السلبي الذي يلعبه السياسيون اليمينيون المتطرفون في نشر الدعاية.

فرنسا تتحول حاضنة لإرهاب اليمين المتطرف

على إحدى قنوات النشر الخاصة بأقصى اليمين المتطرف على تطبيق تليغرام، أعلنت مجموعة صغيرة تسمى فرقة غينيول مسؤوليتها عن هجوم استهدف مركزا ثقافيا يحتضن فاعلية مساندة لفلسطين يوم 11 نونبر. هجوم زرع الرعب في قلوب الحاضرين وتسبّب في إصابة ثلاثة أشخاص، لكنه أعاد إلى الأذهان شبح إرهاب اليمين المتطرف.

وانتهى الهجوم بتدخل الشرطة وإلقاء القبض على مشتبه به يبلغ من العمر 26 عاماً، مع فتح تحقيق بتهمة “العنف الشديد والإهانة في الاجتماعات”، وهذا الحادث جزء من أعمال عنيفة عدّة صار يمارسها أقصى اليمين المتطرف في فرنسا ضدّ المسلمين والمهاجرين العرب.

فور تأكيد خبر الهجوم أدان غريغوري دوسيه عمدة مدينة ليون، أعمال العنف وكتب على موقع X (تويتر سابقا) أن “هذه الهجمات التي تنظمها مجموعات صغيرة متطرفة غير مقبولة”، معرباً عن دعمه للضحايا واتخاذ الإجراءات القانونية.

بدوره أدان وزير الداخلية أعمال العنف، وكتب جيرالد دارمانان على موقع X أن “التحقيق جار مع تعبئة موارد كبيرة للقبض على الجناة”.

وطالب نُوّاب يساريّون من وزير الداخلية، عبر منصة X أو من خلال المشاركة في مظاهرة احتضنتها مدينة ليون، أن “يغلق على الفور مقارّ هذه المنظمات، ويحلّ هذه المجموعات الفاشية الصغيرة”.

وتعتبر مدينة ليون مختبرا لليمين المتطرف وفي مقابل ذلك تدهور الوضع في جميع أنحاء فرنسا، مستهدفا بشكل خاص المهاجرين والفرنسيين من ذوي الأصول المسلمة. وتستمر مستويات العنف في الارتفاع، وتتعدّد حالات إحراق المنازل والهجمات المخطّطة والتهديدات والاعتداءات.

هذا النموّ في حجم عنف أقصى اليمين المتطرف في فرنسا أكّده نيكولا ليرنر، المدير العامّ للاستخبارات الداخلية المعروفة بالإدارة العامة للأمن الداخلي (DGSI)، في مقابلة نادرة أجراها مع صحيفة لوموند، نُشرت في يوليوز 2023.

وعبّر ليرنر خلال الحوار عن قلقه من “التهديد الإرهابي” الذي يمثّله أقصى اليمين المتطرف الذي يتفاقم في فرنسا منذ أشهُر عدة. وذكر أن هؤلاء يقدَّرون بألفَي شخص، وأن مصالح الأمن أحبطت 10 مشاريع هجمات إرهابية لليمين المتطرف المحسوب على النازية الجديدة منذ عام 2017.

مواقع إعلامية

 

 

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى