حرق المصحف ومنع الصلاة.. تصاعد الإسلاموفوبيا بإيطاليا بعد صعود اليمين المتطرف

أعلنت جمعية دار السلام الثقافية الإسلامية في مونفالكوني الإيطالية، أن عامليها فوجئوا مؤخرا بظرف مجهول المصدر يحتوي على صفحات محروقة من المصحف الشريف، مما أثارمخاوف المسلمين الذين يعيشون بهذه المدينة الساحلية المطلة على البحر الأدرياتيكي.

وكشفت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية أمس الأحد أن الاعتداء جاء بعد وقت قصير من قيام عمدة مونفالكوني آنا ماريا سيسينت (اليمينية المتطرفة) بحظر الصلاة بالمبنى الواقع في شارع دوكا داوستا.

ويتجاوز عدد سكان هذه المدينة 30 ألف نسمة في بلد يعاني من انخفاض سريع في معدل المواليد. ويعزى النمو السكاني بالمدينة إلى حوض بناء السفن المملوك لشركة “فينكانتيري” العملاقة، التي أدت استعانتها بالعمالة الخارجية على مدى العقدين الماضيين إلى تدفق أعداد هائلة من العمال الأجانب، معظمهم من بنغلاديش.

وارتفعت أعداد المجتمع البنغالي المسلم في مونفالكوني بشكل كبير بعد التحاق أقارب العمال بهم من خلال برامج لمّ شمل الأسرة -التي ترغب عمدة المدينة في تقييدها- ومن خلال أطفالهم المولودين في إيطاليا. ويقدر تعداد المسلمين البنغاليين بنحو 6 آلاف و600 نسمة من إجمالي سكان مونفالكوني، أي ما يعادل 22% من إجمالي السكان، وفقا لأرقام قدمتها “سيسينت” خلال مقابلة مع صحيفة “ذا أوبزيرفر” البريطانية.

ويقدرعدد المسلمين في إيطاليا بحوالي 2.6 مليون نسمة، وهو ما يشكل 4.3% من السكان، ويحمل 44% منهم الجنسية، بينما يحتفظ الباقون بجنسيات البلدان التي ينحدرون منها.

ومنذ فوزها بولايتها الأولى عام 2016، تتبع سيسينت أجندة معادية للإسلام في البلدة الواقعة بمنطقة فريولي فينيتسيا جوليا (شمال شرق) بالقرب من خليج تريستا. وعام 2022، أعيد انتخاب سيسينت السياسية المدعومة من حزب “الرابطة” بزعامة ماتيو سالفيني، وحزب “إخوان إيطاليا” الذي تقوده رئيسة الوزراء  جيورجيا ميلوني، والذي يتبنى سياسة مناهضة للهجرة.

وكانت إحدى سياسات سيسينت الأولى إزالة المقاعد الموجودة بالساحة الرئيسية، بزعم أنها كانت تستخدم بشكل أساسي من قبل المهاجرين. و منعت المسلمات صيف 2023 من ارتداء البوركيني (زي للبحر أكثر احتشاما) على الشاطئ. كما حاولت الحد من عدد الأطفال الأجانب بالمدارس في حين تم إلغاء لعبة الكريكت -التي تحظى بشعبية كبيرة بين البنغاليين- من المهرجان الرياضي.

وفي نونبر 2023، فرضت سيسينت حظرا على الصلاة بمبنى جمعية دار السلام الثقافية الإسلامية، والمركز الثقافي الإسلامي في المدينة بدعوى أن المسلمين انتهكوا قواعد التخطيط الحضري لأن المباني كانت مخصصة للاستخدام التجاري وليس للعبادة.

وجاء قرار الحظر إثر اقتراح تقدمت به جماعة “ميلوني براذرز” الإيطالية التي طالما انتقدت “الأسلمة” في أوروبا لإغلاق مئات أماكن صلاة المسلمين غير الموجودة بالمساجد على مستوى البلاد.

وفي 23 دجنبر 2023، احتج نحو 8 آلاف شخص ضد هذه الخطوة وضد حملة سيسينت المناهضة للإسلام، والتي يعتقد الكثيرون أنها تستخدم لتعزيز صورتها على أمل خوض الانتخابات الأوروبية في يونيو 2024.

مواقع إعلامية

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى