توفيق يؤطر محاضرة “الصيام بين التقوى والرشد” في إطار برنامج الحركة لشهر رمضان

أكد الدكتور محمد عز الدين توفيق أن فريضة الصوم جاءت للمؤمنين، أي الذين آمنوا بالغيب الذي وراء عالم الشهادة، أي آمنوا بالله وكتبه ورسله وملائكته ويوم لقاءه، وآمنوا بأن الدين مزرعة الآخرة.

وأضاف عضو المكتب التنفيذي خلال محاضرة في موضوع :”الصيام بين التقوى والرشد”، أن المسلم مطلوب منه أن يجيب على سؤالين عن كل عمل يقوم به سؤال: لم فعل ذلك؟ وكيف فعله؟؟ وأن جواب السؤال الأول مرتبط بالمقاصد والأسرار، وجواب السؤال الثاني مرتبط بالأحكام والفتاوى، أي النية والكيفية، فآيات الصيام جمعت بين فقه الحكمة وفقه الأحكام، وهكذا ذكرت التقوى في أول آيات الصيام وفي آخرها وتوسطتها آية :”وإذا سألك عبادي عني فإني قريب” وجاء فيها ذكر الرشد، ومقاصد الصيام مرتبطة بهاتين الكلمتين.

وأشار المحاضر أن لعلكم تتقون تفيد الوقاية من الأمراض والذنوب والنار، حيث يقوى لدى الإنسان الثقة في أنه يقدر أن يتوقف عن فعل أشياء يرغب فيها ويشتهيها، وتزيد ثقته بإرادته وهي بداية صلاحه .

أما الرشد فله معنيان : الأول مرتبط بالجسد ونموه حيث يودع الإنسان مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد، والرشد الحقيقي هوا. لذي يجعل من الصوم طريقا، فكثير من الناس كبار في السن ولكن تصرفاتهم وتفكيرهم لا يترجم السن الذي هم عليه. الثاني : الرشد الذي يقصده القرآن وهو الذي يقابله الغي “قد تبين الرشد من الغي”، والغي هو عندما يكون الإنسان ضعيف الإرادة ضعيف الشخصية يسقط عند أبسط إغواء، وعكسه بعد النظر والرزانة والتؤدة.

فالراشد لسانه وراء عقله وتصرفاته راشدة، ودور الصوم في تثبيت الرشد لدى الإنسان يكون  في رمضان عندما يسمع المسلم أن الحسنة بعشر أمثالها، وأن من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وأن كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، فهو يزيد لديه تقدير للوقت وللمال، حيث يصبح راشد في إنفاقهما، خاصة حينما يسمع “أياما معدودات”، وهكذا يعلمه الصوم قيمة الوقت وقيمة المال، ويتعلم طرائق لحسن إنفاقهما واستثمارهما.

يذكر أن المحاضرة التي نظمت بالمقر المركزي للحركة بالرباط في 11 ماي 2019، هي الأولى في إطار برنامج الحركة الخاص بشهر رمضان المبارك، والذي اختير له شعار :”التعاون على ترشيد التدين والتشارك في ترسيخ قيم الإصلاح”، وسيعرف تنظيم محاضرات وندوات وأنشطة متنوعة.

س. ز / الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى