تقرير لمعهد رويترز: المغاربة من بين أقل شعوب العالم ثقة في الإعلام
كشف تقرير جديد أن المغاربة من أقل شعوب العالم ثقة في الإعلام، حيث أن ثقتهم في مصادر الأخبار تبقى من بين أقل نسب الثقة المسجلة قياسا إلى الأسواق الإعلامية الـ47 التي شملها التقرير، وضمنها 4 إفريقية هي إلى جانب المغرب، كينيا، ونيجيريا، وجنوب إفريقيا.
ورجح التقرير السنوي الصادر عن معهد رويترز لدراسة الصحافة عن الأخبار الرقمية (نسخة 2024)، أن يكون تدني ثقة المغاربة في وسائل الإعلام، راجع إلى تحكم نخب السياسة والاقتصاد في معظم وسائل الإعلام وإلى تجنب الصحافة الخوض في المواضيع الحساسة.
وأفاد التقرير أن قناة “ميدي 1” وإذاعة “ميدي 1” تستأثران بالنسبة الأكبر من ثقة المغاربة على التوالي ب68 في المائة و65 في المائة، ضمن قائمة مغلقة وضعت أمام المستجوَبين من 15 مصدرا إخباريا (مواقع وقنوات) وطلب من عينة المواطنين الجواب عن ثقتهم فيها من عدمها.
وأشار التقرير إلى أن القنوات الأكثر مشاهدة في المغرب هي: القناة الثانية ثم الأولى ثم ميدي 1 تي في ثم الجزيرة وقنوات إخبارية عربية أخرى، كما أن الصحف الرقمية الأكثر تصفحا هي: هسبريس ثم موقع القناة الثانية ثم موقع الجزيرة ثم الأولى.
ولفت التقرير إلى أن 82 بالمائة من المغاربة يتصفحون الأخبار عبر الهواتف الذكية، فيما 79 في المائة منهم يطلّعون على المستجدات من مصادر رقمية ضمنها وسائل التواصل الاجتماعي، و60 في المائة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حصرا.
وألمح التقريرالذي ضم المغرب لأول مرة إلى قائمة البلدان المشمولة بالبحث، إلى أن المغاربة يبحثون عن الفهم والتعلم واستكشاف آفاق جديدة في ما يقرؤون أكثر مما يبحثون عن قراءة المستجدات أولا بأول.
وسجل التقرير أن المستخدمين يولون أهمية أكبر للمعلّقين والمؤثرين، وصناع المحتوى الشباب في يوتيوب وتيك توك، في حين يميلون للمؤسسات الإعلامية التقليدية والصحفيين في فايسبوك وتويتر.
ويبقى التلفزيون والإذاعة من المصادر المهمة للأخبار بالنسبة للعديد من المغاربة وفق معطيات التقرير، الذي أشار إلى أن خطها التحريري غالبا ما يتماشى مع أولويات الحكومة التي تعتبرمصدرا رسميا للأخبار، بينما عززت الدولة على مدى السنوات الأخيرة، نفوذها في قطاع البث، حيث استحوذت على حصة في العديد من القنوات الأكثر شعبية، بما في ذلك القناة الثانية 2M.
وبخصوص الصحافة المطبوعة في المغرب، يسجل التقرير أنها تواجه تحديات كبيرة، خاصة بعد جائحة كوفيد-19 التي أثرت عليها بشكل حاد ، إذ لا تتجاوز مبيعات الصحف اليومية 100,000 نسخة، بينما تحقق المجلات مبيعات تصل إلى 25,000 نسخة فقط.
وقالت ذات الجهة، أنه رغم أن الصحف المطبوعة تحصل على دعم حكومي، مشروط، مع السماح ببعض التدقيق في السياسات الحكومية، فإن معظم وسائل الإعلام المطبوعة تلتزم بقواعد غير معلنة، كما “تتدخل الدولة أيضًا في عمل المجلس الوطني للصحافة، الذي شهد استقلاله مخففًا من خلال القانون الذي تم تقديمه حديثًا رقم. 90.30”.
وارتفع عدد من يختارون تفادي قراءة الأخبار بسبب الإرهاق الإخباري، وتأثير “الصراعات المستعصية على الحل” في الشرق الأوسط وأوكرانيا، في المقابل استأثر الفيديو بمكانة أقوى كمصدر للأخبار، أساسا عبر المنصات الرقمية ( 77 في المائة) وبصفة أقل على مواقع الصحف الإلكترونية (22 في المائة).
وذكر التقرير نفسه، ثلاثة أسباب تفسر الإقبال المتزايد على الفيديو؛ هي أن الناس تثق بما يصلها دون المرور من مقص الرقيب، ويُسر الاستعمال أو تقديم منصات فيديو كيوتيوب تجربة مستخدم أفضل، والبحث عن وجهات نظر مختلفة خارج ما تنقله وسائل الإعلام التقليدية.
وأورد التقرير عددا من الرهانات التي تواجه الناشرين؛ من بينها دخول المنصات الاجتماعية في إعادة الهيكلة ،والتي يعني بها معدو التقرير تركيز شركتي “ميتا” المالكة لمنصة “فيسبوك” وحزمة تطبيقات أخرى و”إكس” على المحتوى البصري بمختلف أشكاله وأحجامه لاستبقاء المستعملين لأكبر مدة ممكنة لمواجهة المنافسة من يوتيوب وتيك توك.
يضاف إلى تلك المنصات أيضا تقليص شركة “ميتا” عرض المحتوى الإخباري إلى جانب المحتوى السياسي، وتراجعها عن دعمها للصحافة، وانخفاض عدد الزيارات المباشرة للمواقع الإخبارية الرقمية مقابل استمرار الوصول إليها عبر المنصات الاجتماعية، ومحركات البحث، والإشعارات الهاتفية وتطبيقات تجميع الأخبار.
مواقع إعلامية