تقدير استراتيجي يوصي بممارسة الضغط على أمريكا للتأثير في موقفها من الحرب على غزة

أوصى تقدير استراتيجي جديد بممارسة أعلى درجات الضغط على الولايات المتحدة للتأثير في موقفها من الحرب على غزة، نظرا لأهمية دورها وتأثيرها في تحديد مسار المواجهة. واستثمار العوامل الضاغطة على موقف الإدارة الديموقراطية داخليا وخارجيا خلال مرحلة الانتخابات.

واقترح التقرير بعنوان “محددات السياسة الأمريكية تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة واتجاهاتها المستقبلية” الصادر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تبنّي مقاربة متوازنة في قراءة السلوك الأمريكي من الحرب ومن التنبؤ باتجاهاته المستقبلية خلال الفترة القادمة.

ودعا مركز الزيتونة في تقريره إلى تجنب المبالغة في رفع سقف التوقعات، والرهان على تأثير مبالغ به لتأثير الخلافات بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو على مسار الحرب وعلى خيارات الموقف الأمريكي بخصوصها. وفي الوقت ذاته، يجب عدم تجاهل تأثير المتغيرات الآنية التي قد تؤثر في سلوك إدارة بايدن بتأثير المصالح الانتخابية والسياسية. حيث إن إمكانية التأثير في المتغيّرات السياسية الآنية هو المتيسر والممكن في ظلّ صعوبة التأثير في المحددات الاستراتيجية التاريخية والمستقرة.

كما طالب التقرير بمواصلة دعم المقاومة وتعزيز صمود حاضنتها الشعبية، باعتبار ذلك العامل الأكثر تأثيراً في مسار المعركة، وفي التأثير على مواقف الأطراف الإقليمية والدولية من المعركة.

ويتوقع التقرير مواصلة الولايات المتحدة دعم أهداف الحرب على غزة والحرص على حماية الكيان الغاصب وتأمين مصالحها، ويرجح أن يستمر الخلاف والتصعيد التدريجي بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو بسبب ارتفاع كلفة سياسات نتنياهو ويمين الاحتلال الإسرائيلي على الحزب الديموقراطي ومصالحه الانتخابية، في سياق الافتراق ما بين الحسابات الاستراتيجية والجيوسياسية للولايات المتحدة وبين الحسابات السياسية والانتخابية للحزب الديموقراطي، وكذلك في ظلّ تزايد التدخلات الأمريكية في الشأن الإسرائيلي والتأثير الإسرائيلي في الحسابات الداخلية الأمريكية.

ويُرجّح التقرير بموازة مواصلة الجهود لاحتواء إيران ومحاصرتها، أن تشهد المرحلة القادمة مزيدا من الضغوط الأمريكية على حركات المقاومة لإضعافها وتفكيكها على كل المستويات، والعمل في الوقت ذاته على إعادة تشكيل الوعي العربي، وإثارة الإشكاليات الفرعية كالصراعات الطائفية والإثنية، من أجل إضعاف المنطقة وتخفيف الضغط على “إسرائيل”.

ويتوقع أن تواصل الولايات المتحدة العمل على تحقيق هدفها بضمان السيطرة على النفوذ في المنطقة وقطع الطريق على روسيا والصين وحرمانهما من الاستثمار في المواجهة لتعزيز حضورهما في المنطقة، عبر مواصلة احتكار طرح المبادرات للخروج من الأزمة الحالية. و أن تسعى لإعادة حالة الهدوء وخفض التصعيد في المنطقة، بما يُجنّبها الاستنزاف في جبهات متعددة مشتعلة، ويتيح لها التفرّغ لمتابعة الحرب في أوكرانيا وإدارة التنافس مع الصين في ساحات أكثر أهمية

كما يُرجّح أن تواصل الولايات المتحدة جهودها فلسطينيا وعربيا خلال الفترة القادمة، لضمان تغيير الواقع السياسي في قطاع غزة وإقصاء حركة حماس عن إدارته في مرحلة ما بعد الحرب، عبر تعزيز دور السلطة في القطاع، ومحاولة إقناع الأطراف العربية، وربما تركيا أيضاً، بلعب دور في الترتيبات الأمنية المستقبلية.

موقع الإصلاح

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى