تصاعد الدعوات الدولية لمقاطعة وتجميد أنشطة “إسرائيل” بالمحافل الرياضية العالمية

تزايدت الدعوات والضغوط على الاتحادات الرياضية الدولية واللجنة الأولمبية للمطالبة بتجميد مشاركات الاحتلال الإسرائيلي داخلها، جراء جرائم الإبادة الجماعية والمرتكبة في قطاع غزة منذ السابع أكتوبر 2023.
وأطلقت مجموعة من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني حملة دولية تطالب اتحادات كرة القدم الأوروبية بمقاطعة منتخب الكيان الإسرائيلي ومنع لاعبيه من المشاركة في البطولات المحلية والقارية.
وتم تتويج الحملة بإطلاق لوحة إعلانية ضخمة في ميدان “تايمز سكوير” الشهير في نيويورك، تحمل شعارا صريحا: “إسرائيل ترتكب إبادة جماعية — اتحادات كرة القدم: قاطعوا إسرائيل”.
ووافقت الشركة المالكة للوحة على نشر الرسالة، بحسب وكالة “رويترز”، وذلك بعد استنادها إلى تقرير صادر عن لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، خلص إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جرائم قد ترقى إلى مستوى “الإبادة الجماعية” في غزة — وهو ما نفاه الكيان المحتل بشدة ووصفت التقرير بـ”المزيف والمسيء”.
وتستهدف الحملة اتحادات كرة القدم في 9 دول أوروبية، هي: بلجيكا، إنجلترا، فرنسا، اليونان، أيرلندا، إيطاليا، النرويج، اسكتلندا، وإسبانيا، وتدعوها إلى اتخاذ إجراءات رسمية ضد المنتخب الإسرائيلي وفرض حظر رياضي عليه.
طالب أسطورة كرة القدم الفرنسية ومانشستر يونايتد إيريك كانتونا، بتعليق عضوية الكيان الصهيوني في الاتحاد الدولي فيفا، وذلك خلال مشاركته في فعالية خيرية أقيمت في إنجلترا، دعما لفلسطين وجمعا للتبرعات لصالح المتضررين من العدوان المتواصل على قطاع غزة.
وشهدت الفعالية، التي أقيمت تحت شعار “معا من أجل فلسطين”، حضور عشرات المشاهير من عالم الفن والرياضة، الذين اجتمعوا في ملعب (ويمبلي) الشهير بالعاصمة البريطانية لندن، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف الحرب والاعتداءات المستمرة
إسبانيا تهدد بالانسحاب من مونديال 2026 حال تأهل إسرائيل
ألمح مسؤولون إسبان إلى إمكانية انسحاب بلادهم من نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك الصيف القادم في حال مشاركة إسرائيل في البطولة.
وأشارت صحيفة “ماركا” الإسبانية، أمس الأربعاء، إلى أن باتكسي لوبيز، متحدث “المجموعة الاشتراكية” في كونغرس البلاد، ترك الباب مفتوحا أمام احتمالية الانسحاب من بطولة كأس العالم لكرم القدم 2026 القادمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن لوبيز صرح بهذه الكلمات خلال ظهوره أمام وسائل الإعلام بعد الجلسة العامة للكونغرس، وقال: “سأتحدث عن الاحتجاجات على الإبادة الجماعية فيما يتعلق بسباق الدراجات لا فويلتا والعواقب التي ترتبت على ذلك”.
وأكد أن على الهيئات الرياضية المختصة استخدام سلطة النقض “الفيتو” ضد إسرائيل؛ وإن لم يكن ذلك ممكنا، فسيطالبون بانسحاب إسبانيا، وهو أمر قد يحدث حتى في كأس العالم للرجال 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
ويحتل الكيان الإسرائيلي حاليا المركز الثالث في مجموعتها المؤهلة، لكن لديها فرصة حقيقية لحجز مقعد في الملحق على الأقل حيث تتخلف حاليا بست نقاط عن النرويج، متصدرة المجموعة.
ويتأهل بطل المجموعة فقط إلى كأس العالم تلقائيا، مع إمكانية حصول صاحب المركز الثاني على مكان في الملحق اعتمادا على النتائج في المجموعات الأخرى.
اللجنة الأولمبية الدولية ترفض معاملة إسرائيل مثل روسيا
في المقابل، أثار موقف اللجنة الأولمبية الدولية جدلا واسعا بعد إعلانها عدم نيتها استبعاد الرياضيين الإسرائيليين من المنافسات العالمية، مؤكدة أن الموقف يختلف تماما عن حالة الرياضيين الروس.
وأكدت اللجنة الأولمبية الدولية أنها لن تتخذ قرارا باستبعاد الرياضيين الإسرائيليين من المنافسات الدولية على غرار ما حدث مع الرياضيين الروس، موضحة أن اللجنة الأولمبية الوطنية الإسرائيلية ملتزمة بالميثاق الأولمبي.
ونقلت صحيفة “ماركا” الإسبانية عن بيان اللجنة: “اللجنتان الأولمبيتان لإسرائيل وفلسطين معترف بهما من قبلنا، وهما تتمتعان بحقوق متساوية، كما أنهما تلتزمان بالميثاق الأولمبي، ونواصل التعاون معهما لتقليل تأثير الصراع الدائر على الرياضيين”.
كما أشار البيان إلى أن وفدي إسرائيل وفلسطين عاشا في أجواء سلمية داخل القرية الأولمبية في باريس خلال دورة الألعاب الماضية.
وجاء هذا الموقف ردا على دعوة رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، الذي طالب بإبعاد الرياضيين الإسرائيليين عن البطولات، معبرا عن استغرابه من التمييز في التعامل مع روسيا وإسرائيل، حيث تم إقصاء الرياضيين الروس إثر العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، بينما يواصل الإسرائيليون المشاركة بلا قيود.
إلغاء طواف إسبانيا للدراجات رفضا للمشاركة الإسرائيلية
نزل إلى شوارع مدريد الأحد الماضي أكثر من 100 ألف متظاهر مؤيد للفلسطينيين في المرحلة الأخيرة لطواف إسبانيا للدراجات الهوائية، في ذروة تحركهم الذي بدأ قبل 3 أسابيع احتجاجا على مشاركة فريق إسرائيلي، وانتهى بالدخان والغاز المسيل للدموع.
واقتحم متظاهرون يلوحون بالعلم الفلسطيني ويرددون شعارات مؤيدة لغزة، الحواجز في شارع غران فيا الشهير في وسط العاصمة ودخلوا إلى مسار السباق.
وحاول عناصر الشرطة الذين انتشروا بأعداد كبيرة ضد المتظاهرين مطلقين الغاز المسيل للدموع بعدما غرق الطواف في الفوضى. وأفادت المتحدثة باسم ممثلية الحكومة المركزية في منطقة مدريد بأن عدد المشاركين في التحرك الاحتجاجي في العاصمة الإسبانية “تخطى 100 ألف”، معلنة توقيف شخصين.
وحشدت السلطات 1100 عنصر شرطة في أوسع عملية انتشار في العاصمة منذ قمة حلف شمال الأطلسي في العام 2022، غير أن هذه التعزيزات عجزت عن احتواء الاختراقات الأمنية على طول المسار الذي كان يفترض أن يمر بمعالم رئيسية في مدريد مثل متحف برادو للفنون وساحة سيبيليس حيث تجمعت الشرطة محاولة وقف تقدم التظاهرة.