ترتكز على الاستقامة.. خطة تسديد التبليغ تنتقل إلى مرحلتها الثالثة

أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن تخصيصها خطبة صلاة الجمعة للتذكير بمقاصد خطة تسديد التبليغ التي انطلقت في 5 يونيو 2024، و مرت عبر مرحلتين ووصلت لمرحلتها الثالثة.

وتحدثت في المرحلة الأولى عن قضية الإيمان وعلاقته بالعمل الصالح، وأثره في النفس، وانتقلت  للحديث عن العبادات وثمراتها وأثرها في السلوك العملي للناس، وانتقلت حاليا للمرحلة الثالثة لشرح العمل الصالح الملَخَّص في كلمة الاستقامة. 

وذكرت الوزارة أن المجلس العلمي الأعلى أقدم على إطلاق خطة تسديد التبليغ لتجديد أسلوب الإرشاد، بقصد تذكير الناس بوعد الله الحق بالحياة الطيبة بشرطين: هما الإيمان والعمل الصالح.

وأوضحت في الخطبة التي يعدها المجلس العلمي الأعلى أن قصْد العلماء من هذه الخطة في ثلاثةُ أمور: أولها التذكير والشرح والمتابعة الميدانية بما تتطلبه من الإلحاح المصحوب بالحكمة، وقد بدأ تجديد التبليغ بالفعل باقتراح خطبٍ للجمعة منذ عدة شهور.

وبدأت خطبة الجمعة بشرح الإيمان وبيان مقتضياته على أنه التحقق بالتوحيد الذي يكون من أهم ثمراته تخلية المؤمن من الأنانية حتى يصبح حاله وعمله خيرا ينفعه، وينتفع به الناس، وبعد هذا الشرح للإيمان جاءت خطب تتعلق بالأركان الأربعة الأخرى؛ وهي الصلاة والزكاة والصيام والحج، وما يرتجى من ثمراتها الخيرة على الفرد والجماعة، إذ الأركان، كما هو معلوم، تقوي الإيمان من جهة، وتهيئ للعمل الصالح من جهة أخرى، والآن جاء وقت شرح العمل الصالح الملخَّص في كلمة الاستقامة.

وأكد المجلس العلمي الأعلى أن حياة المؤمن مبنية على هاتين الجملتين، تصحيحِ الإيمان وترسيخِه، ثم القيامِ بما يلزم من العمل الصالح الشاملِ لكل عملٍ وحركة أو سكون يقوم به المؤمن في حياته.

وتعتزم الوزارة شرح العمل الصالح في مواضيع مرتبة حسب الأولويات في الخطب القادمة، كون الهدف من الخطة هو التغيير في النفوس وفي السلوك، لذلك ستتناول المواضيع الحياة العملية بما فيها من ارتباط وما لها من نتائج وتبعات.

ومن بين المواضيع التي ستتناولها المرحلة الثالثة من خطة تسديد التبليغ، الحرصُ على الالتزام بثوابت الأمة في العقيدة والمذهب والسلوك وإمارة المؤمنين، والعطاءُ في سبيل الله من القليل والكثير، ومن النفس والوقت؛ وكلِّ ما يمكن أن ينفع به المؤمن أخاه، والحرصُ على أكل الحلال وعلى أداء حقوق الله، وحقوق النفس، وحقوق الغير؛ وبناءُ الحياة الأسرية على السكينة والمودة والفضل والرحمة.

كما ستتطرق الخطب القادمة لتربية الأولاد على أخلاق الدين وعلى المسئولية في الحياة، والحرصُ على تجنب التَّهلكات والإسراف بجميع أشكاله؛ وتجنب الإفساد في الأرض ومراعاة حرمات الله في جميع أنواع خلقه، ومحبة الوطن والبرهنة على ذلك بخدمته، والانخراط في الشأن العام على أساس التواصي بالحق والتواصي بالصبر؛ إضافة إلى الحرص التامّ على العمل وفق القوانين المنظمة لحياة الناس والخادمة للمصالح العامة للأمة، والعملُ بالسنة في الاقتصار على أخذ علم الدين من العلماء العدول أي غير المنتمين للأهواء.

وأوضح المجلس العلمي الأعلى أن مواضيع الخطب المذكورة لا تشمل كل أنواع العمل الصالح، ولكنها تذكُر أولوياته، والهدف من نهج العلماء أمران: أولهما توضيح مضمون الدين حول مواضيعِ الحياة العملية، وثانيهما توضيح حقيقة الدين وأنه الجمع بين العلم والعمل، مشيرا إلى أن العلم بلا عمل حجة على صاحبه، توجب عليه الالتزام بمقتضاه.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى