تدمير موقع أثري لتحويله لضيعة للبطيخ يصل البرلمان

نقل برلمانيون قضية تخريب موقع أثري من 200 نقش صخري في إقليم زاكورة، وتحويله إلى ضيعة لزراعة البطيخ الأحمر “الدلاح” إلى البرلمان. وكانت القضية لقيت استهجانا من لدن ساكنة الإقليم قبل أن تمتد موجة الاستنكار إلى أرجاء المملكة بعد تداولها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتقدت النائبة البرلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب خديجة اروهال “تخريبُ موقع النقوش الصخرية “واخير” بجماعة كتاوة، في إقليم زاكورة، والمكتشَف من قِبَل باحث فرنسي، والمسجل في فهرس مواقع النقوش الصخرية لمديرية الثرات الثقافي، وذلك من خلال الأشغال المرافقة لإنشاء ضيعة فلاحية خاصة بالبطيخ الأحمر”.

وأكدت أروهال في سؤال كتابي لوزير الشباب والثقافة والتواصل حول “التخريب الذي يتعرض له موقع النقوش الصخرية (واخير) بجماعة كتاوة بإقليم زاكورة”، أن هذا الموقع كان يضم نقوشا صخرية منجزة بأسلوب “تازينا” ذات القيمة الثقافية والحضارية والتاريخية التي لا تُقدر بثمن، ولم يتبق بعد التخريب سوى ثلاثة نقوش من أصل أكثر من 200 نقشا”. 

وقالت النائبة البرلمانية “اعتباراً لكون الفنون الصخرية تُشكل إرثاً ثقافيا وطنيا وإنسانيا، وبالنظر إلى فداحة ما تتعرض إليه مواقع النقوش الصخرية في عدة مواقع أثرية، نسائلكم، عن التدابير التي سوف تتخذونها من أجل صون هذا الإرث اللامادي وحمايته من كل أشكال العبث والإضرار به”، منبهة إلى أعمال تخريبيىة في مواقع أثرية متعددة، مثل أكدز، وتيزي، ومكاربية، وتامسهالت، بإقليم زاكورة، وموقعيْ إوراغن وبوكركور بإقليم الراشيدية.

من جهتها، انتقدت النائبة البرلمانية عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بمجلس النواب نعيمة الفتحاوي ما وقع بالموقع الأثري “واخير” بجماعة كناوة بضواحي زاكورة تدميرا متعمدا، بسبب الأشغال المرافقة لإنشاء ضيعة فلاحية خاصة بزراعة البطيخ الأحمر، ما تسبب في طمر الغالبية العُظمى من نقوش الموقع المسجل في فهرس مواقع النقوش الصخرية.

وقالت الفتحاوي في سؤال كتابي آني وجهته إلى كل من وزير الفلاحة ووزير الثقافة،  “إن هذه الأفعال غير المسؤولة، خاصة وأنه لم يتبق بالموقع موضوع السؤال سوى ثلاثة نقوش صخرية فقط من العدد الأصلي الذي كان يقارب المائتين مما يمكن اعتباره كارثة أثرية، تساهم في تخريب جزء مهم من التراث المادي الوطني والإنساني، وتُلحق الضرر بالمواقع الأثرية المغربية وتفقدها قيمتها العلمية والتاريخية”.

وطالبت الفتحاوي بالكشف عن الإجراءات العاجلة التي ستتخذها الوزارات المعنية لوقف مسلسل التخريب الذي تسارعت وتيرته بشكل مقلق يهدد التراث الأثري، بالمناطق المحتضنة له، وعدم احترام مقتضيات القانون 22-80 اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ التاريخية واﻟﻤﻨﺎﻇﺮ واﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻤﻨﻘﻮﺷﺔ واﻟﺘﺤﻒ اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﻌﺎدات.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى