بوعلي: الهجوم على المعلمين والأساتذة هو هجوم على قيم المجتمع

 لا ينبغي أن نتصور الهجوم الأخير الذي تقوده بعض الأصوات الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي على المعلمين والأساتذة، إلى متى نحاول النيل من رجال التعليم؟ هكذا تساءل  الباحث  فؤاد بوعلي في تدوينة له نشرها أمس الاثنين، وأضاف أن هذا الهجوم هو جزء من مسار الهجوم على المدرسة العمومية وتجريم رجال التعليم وتحميلهم مآسي المنظومة ومآزقها وأزماتها..ولا يتوقف الأمر عند خرجات بعض الصحافيين بل يمكن مراجعة البرامج التنشيطية المختلفة لنر حجم التندر والتحقير…
 وتابع الدكتور بوعلي منسق الإئتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، أن هذا ليس غريبا أن يكون هذا الهجوم مضبوطا بزمن الاستعداد للدخول المدرسي ومحاولة تبرئة اللوبيات المتحكمة في القرار التربوي والفشل الكبير الذي تعانيه سياسة الدولة في مواجهة حالة الوباء ومحاولة توجيه الأنظار عن الأخطاء التدبيرية للقطاع التي جعلتنا في ذيل الترتيب العالمي…
لذا فتوجيه سهام الهدم للمدرس واعتباره العامل الرئيس لكل مشاكل القطاع، يضيف بوعلي،  هو محطة في مسار تحطيم صور النمذجة الاجتماعية والقدوة التربوية التي شكلها على الدوام رجال التعليم، إلى جانب العلماء والمثقفين والنخبة التنويرية التي ساهمت في بناء اللحمة المجتمعية، والغاية من وراء ذلك الإعلاء من قيم التفاهة والسطحية…. لذا فالهجوم على المعلمين والأساتذة هو هجوم على قيم المجتمع دفاعا عن التفاهة.واستحضر بوعلي في دفاعه عن المدرسة  والمدرس،  ما قاله المهدي المنجرة رحمه الله حين روى عن أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي: اهدم الأسرة، اهدم التعليم.، إسقاط القدوات والمرجعيات.لكي تهدم اﻷسرة: عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها ب”ربة بيت” ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه. ولكي تسقط القدوات عليك ب (العلماء) اطعن فيهم ، شكك فيهم، قلل من شأنهم، حتى لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد. فإذا اختفت (اﻷم الواعية) واختفى (المعلم المخلص) وسقطت (القدوة والمرجعية) فمن يربي النشء على القيم؟.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى