علي بوعبيد: استحالة اللعبة المزدوجة.. حب المغرب والصمت حول غزة

نشر علي بوعبيد، المندوب العام لمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد و نجل قائد من أبرز قادة اليسار المغربي، مقالا باللغة الفرنسية موسوم بـ”استحالة اللعبة المزدوجة: حب المغرب، والصمت حول غزة”.
ورد علي بوعبيد على جاكي كادوش؛ ممثّل من ممثلي طائفة مغربية يهودية محلية، عندما تحدّث في لقاء بالعاصمة الرباط عن تاريخ التعايش بالمغرب، وطموحه إقرار “رأس السنة العبرية” عيدا وطنيا، علما أنها قانونا عيد رسمي خاص بالمغاربة اليهود.
وقال بوعبيد: “بينما يباد شعب بشكل منهجي تحت القنابل، ويجوّع ويترك في ظلّ لا مبالاة تامة، السيد كادوش قدّر أن من المناسب خلال لقاء لأكاديمية الحسن اليوسي، الاحتفاء بفضائل التعايش اليهودي المسلم بالمغرب، وذهب إلى حد طلب تعميم رأس السنة اليهودية عيدا وطنيا. مثل هذه الجرأة كانت ستكون مشروعة من حيث المبدأ، لو لم يكن يرافقها صمت ملحوظ حول المأساة الفلسطينية. وهو صمت يجعل السيد كادوش معاكسا للشعور الوطني والمواقف الملكية التي يدعي الاعتزاز بها”.
وفي ظل “سياسة الإبادة الإسرائيلية” تتعمّق “المفارقة”: “الصوت نفسه الذي يمجّد الحماية التي منحها محمد الخامس لليهود المغاربة من حكومة فيشي (التابعة للنازيين)، يصير أبكم أمام الجرائم المعاصرة”، ثم تساءل نجل عبد الرحيم بوعبيد: “كيف يمكن التمسّك بقيم التسامح في المغرب وفي الوقت نفسه الصمت على خرقها الصارخ في فلسطين؟”.
ويرى بوعبيد أن “هذا الخطاب المزدوج صار عاريا، ويظهر في الصمت المطبق لممثلي اليهود المغاربة بإسرائيل وخارجها”، وهو ما يقدّر أنه لا تنفيه حركية جاكي كادوش الذي عاد مؤخرا من زيارة إسرائيل، دون أن يستلهم من الضمير الممزق ليهودٍ كتبوا “ليس باسمي”.
وهو ما دفع علي بوعبيد إلى دعوة المخاطَب من الموقف إلى “الخلود إلى الصمت” بدل الاستمرار في الخطاب المزدوج: “التعايش بالمغرب”، أما “هناك”؛ فـ”تقدم الدعم التكتيكي، للسياسة الإسرائيلية (…) سياسة الإبادة الجماعية”.
وطالب بوعبيد في ختام المقال بتنديد المغاربة ذوي الديانة اليهودية بما يقترف باسم دينهم من طرف “إسرائيل”، والمطالبة مع باقي الشعب المغربي بـ”الوقف الفوري لهذه المأساة، حيث يوجد على المحك ما هو أكبر بكثير من مصير شعب: الكرامة الإنسانية في العالم، بعيدا عن كل انتماء عقدي. علما بأن هذه الصفحة التاريخية ستدرس لأطفالنا بوصفها إحدى كبرى المآسي في القرن الحادي والعشرين”.