بمناسبة تخليد الذكرى 19.. الهلالي والكبيري يحكيان ذكريات وسياق تأسيس منظمة التجديد الطلابي

تفاعل كل من الأستاذ محمد الهلالي؛ أول رئيس لمنظمة التجديد الطلابي، والأستاذ محمد الكبيري من مؤسسي منظمة التجديدي الطلابي ومن قيادات القطاع الطلابي لحركة التوحيد والإصلاح سابقا مع الذكرى 19 لتأسيس منظمة التجديد الطلابي، وننقل لكم مقالين للأستاذين يحكيان ظروف وسياق ومراحل تأسيس منظمة التجديد الطلابي.
19 سنة من التجديد الطلابي.. الذكرى والسياق – امحمد الهلالي
قبل 19 سنة من اليوم تم تتويج ثلاث سنوات من التحضير الفكري والثقافي والمعرفي والسياسي والتنظيمي من أجل تقديم جواب عن سؤال عقدين من أزمة الحركة الطلابية المغربية، وعن أي دور للطلاب في الخروج من أزمة الجامعة والأزمة التعليمية عامة، وذلك بإعلان تأسيس منظمة جديدة تحمل أفقا مغايرا لنضالات الحركة الطلابية المغربية وتعيد الطلاب إلى قلب الشأن العام الطلابي والمجتمعي بالمغرب.
لقد تزامن هذا الإعلان مع أحداث مفصلية في الحركة الطلابية المغربية ومع تحولات تاريخية في المغرب المعاصر.
فعلى المستوى الطلابي جاء الإعلان عن ميلاد منظمة التجديد الطلابي بعد انتهاء محاولتين لإيجاد حل لأزمة الحركة الطلابية إلى الفشل، المحاولة الأولى جرت بين مكونات اليسار التي التي خاضت حوارا فصائليا كان يرمي إلى بعث الروح في اليسار الطلابي ليتناغم مع ترتيبات انتقال امتداداته الحزبية إلى السلطة فيما عُرف بالتناوب التوافقي، وترافقت أيضا مع تعثر آخر مبادرة لليسار من أجل استعادة زمام المبادرة وإعادة هيكلة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب على خلفية وقف تمدد الإسلاميين في الوسط الطلابي.
أما المحاولة الثانية فكانت بين الإسلاميين الذين بدؤوا حوارا لتطويق احتكاك وقع بين بعض المنتسبين إليهم في بعض المواقع كمراكش والبيضاء، وبهدف منع خروج التنافس بين الفصيلين عن ضوابطه الشرعية والأخلاقية، ومحاولة إيجاد مخرج لأسباب الخلاف المتعلق بتداعيات الانتقال من الهيكلة المحلية إلى الهياكل الوطنية للمنظمة الطلابية وما نجم عن ذلك من صراع وتراشق متبادل على خلفيات التباين في القضايا العقدية والسياسية.تفاعل كل من الأستاذ محمد الهلالي؛ أول رئيس لمنظمة التجديد الطلابي، والأستاذ محمد الكبيري من مؤسسي منظمة التجديدي الطلابي ومن قيادات القطاع ا
فشل المبادرة اليسارية جاء لأسباب سياسية في المقام الأول، ولأسباب متعلقة بالفشل في إيجاد مخرج لسؤال التمثيلية فيما بينهم من جهة، وتمثيلية القوى الفاعلة على الأرض ممثلة في الإسلاميين من جهة أخرى داخل المنظمة.
أما فشل المبادرة بين الإسلاميين فكان لها أكثر من عنوان، لعل الظاهر فيها هو عدم التوصل إلى حل توافقي لإشكال علاقة السياسي بالنقابي وسؤال السلطة والحرية في المنظمة الطلابية، وعلاقة الأجهزة المنتخبة بالفصائل الطلابية، وهل المنظمة الطلابية ترقى إلى سلطة ينبغي أخذ الإذن منها قبل أي مبادرة فصائلية أم أنها مجرد إطار تمثيلي لا يصادر باقي التعبيرات وحقها في الفعل الحر والمستقل، وهو ما كان يسبب خلافات ليس بين أجهزة التعاضديات والفصائل غير المعترف بها أو بالفصائل المشاركة فيها، بل حتى مع فصائل لها وجود مماثل داخل هذه الأجهزة، مما كان يؤدي إلى نسف الأنشطة ومنع التظاهرات بالطرق العنيفة أحيانا، فضلا عن سؤال الأساس القانوني لهيكلة الأجهزة الوطنية للمنظمة الطلابية التي دخلت في فراغ قانوني منذ فشل مؤتمرها الأخير.
على وقع هذه الأسئلة وأسئلة أهم من قبيل أي موقع للطلاب في مغرب ما بعد الحسن الثاني، وسؤال الإصلاح الجامعي، وأي تصور لموقع الجامعة في المشروع المجتمعي المغربي، انطلق مسار التفكير في أفق آخر لحركة الطلاب المغاربة بعيدا عن الأصنام، فكانت البداية من التساؤل عن أي وعاء تنظيمي، وأي مدخل نضالي لتنزيل مشروع “الجامعة أولا” الذي طرح في مقابل مشروع “الهيكلة أولا”.
الإجابة غير التقليدية عن هذا السؤال المدخلي كان يستوجب أن نبحث عن أجوبة من خارج الصندوق وبعيدا عن الجاهز، وفي تمايز عن مختلف العروض الطلابية المستهلكة والقراءات الممجدة للذات والمستبطنة لنظرية المؤامرة.
وهنا لم يكن الأمر يقتصر عن البحث على جواب تنظيمي محض لسؤال عجز الأطراف عن التوصل إلى حل لهياكل المنظمة الموجودة في حالة فراغ أو تلك المفتقدة إلى الشرعية القانونية والمشروعية السياسية معا، بل كان السؤال هو عن أي أطروحة قادرة على استئناف الوعي الطلابي بالذات ومتغيرات المحيط الجامعي بتفاعلاته الثقافية والفكرية والمعرفية والسياسية. لقد كان النقاش حول مستقبل المشروع الإصلاحي ومعالم المنظومة القيمية والتربوية لمغرب الغد، وكذا عن نوعية النخب القادرة على قيادة الإصلاح، لاسيما بعد انتقال قوى المعارضة إلى الحكم، وما سينجم عن ذلك من فراغ إذا لم يتم تدارك الأمر. وكيف يمكن نهج المواكبة النقدية على المستوى الفكري والثقافي للإعلانات الجذابة التي تم إطلاقها في مفتتح العهد الجديد من قبيل المفهوم الجديد للسلطة وحريات التعبير، ومن ثم فإن سؤال أي أطروحة للفعل الطلابي وأي موقع للحركة الطلابية بين الحراك المجتمعي الحقوقي والنقابي والنسوي والمدني في زمن التناوب التوافقي كان هو السؤال المدخلي الذي أطر نقاشات عريضة خاضها الجيل المؤسس لمنظمة التجديد الطلابي، وأعد لها عُدّة معرفية وفكرية وأخلاقية ترجمتها الأرضية التأسيسية والأوراق المصاحبة والمبادئ الأربعة من حوار وعلم وتجديد ونهضة.
هذه الأسئلة هي التي كانت محدد في بلورة المنظمة بحسبانها عرضا جديدا لأفق الحركة الطلابية الفاعلة والرائدة انطلاقا من بديهية تسلم بأن إعادة تأسيس الوعي الطلابي يستوجب مدخلا أرحب من المدخل النقابي “الخبزي” لوحده، خصوصا بعدما لاحت بعض المؤشرات الإيجابية في قضايا المطالب الديمقراطية وقضايا الحريات في زمن الإفراج عن المعتقلين وعودة المنفيين ورفع الحصار عن المحاصرين وبدأ مسلسل المصالحة وغير ذلك.
كما أن استعادة الحركة الطلابية للمبادرة وحجز موقعها الطبيعي في صدارة الكفاح الشعبي من أجل مغرب أفضل كان يتطلب مدخلا آخر هو مدخل التنشئة السياسية والعمل المدني وفك عزلة الجامعة لمعانقة قضايا الشأن العام.
في هذا السياق تم طرح التجديد الطلابي كأطروحة جديدة وفكرة غير تقليدية ومشروع تجديدي ينحاز إلى المشروع الإصلاحي والاختيار الديمقراطي ثم أخيرا كأفق واعد لنضالات الطلاب التي لا يمكن حل الأساسي منها داخل أسوار الجامعة، بل يتطلب الأمر النضال في الشارع وفي اتجاه المؤسسات، فكان ذلك هو المحرك الذي جعل الطلاب يضربون موعدا لطرح قضية الزيادة في المنحة كلما حل يوم 10 دجنبر أمام البرلمان، ورفع ملف مطلبي وطني إلى جميع المؤسسات المعنية، وإصدار تقرير رصدي بالانتهاكات كل سنة، فضلا عن التظاهرات الثقافية الوطنية التي تستدعى لها كوكبة من العلماء والمثقفين والقادة لمناقشة جميع قضايا الراهن المغربي.
بطبيعة الحال لم يكن الطريق لتنزيل هذا المشروع مفروشا بالورود، بل واجهته تحديات جمة أقواها كان معارضة داخلية وأشرسها الرفض الخارجي المزدوج من المشاريع المنافسة والمناوئة معا، حيث توسل “البرنامج المرحلي” بكل الطرق لمنعها بما فيها العنف الممنهج الذي وصل إلى حد اغتيال أحد قادة المنظمة المحليين الشهيد عبد الرحيم حسناوي. لكن قوة الفكرة وقدرتها التنافسية جعلتها تشق طريقها بهدوء حيث شهدت الجامعة يوم 8 مارس 2003 الإعلان الرسمي عن ميلاد المنظمة بعد يوم واحد من اتخاذ قرار بالأغلبية في المجلس الوطني للقطاع الطلابي لحركة التوحيد الإصلاح الذي انعقد بمقر جمعية الأفق بمكناس، وكان ذلك بمثابة إعلان عن مسار جديد ومرحلة جديدة في مسار ومسيرة الحركة الطلابية المغربية. مرحلة لم تكتفي بتأطير نضالات الطلاب داخل أسوار الجامعة بل امتدت إلى إطلاق دينامية ثقافية وفكرية ونضالية تعدت الأسوار الجامعية إلى مختلف مجالات الفعل السياسي والاجتماعي، وأطلقت مبادرات استطاعت أن تجتذب إليها أبرز المفكرين والمثقفين من جميع التوجهات، حيث تحولت بعض أعمالها إلى مواعيد ينتظرها الجميع من قبيل المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي والمنتدى الفكري وأكاديمية أطر الغد والمعتكفات العلمية والجامعات الشتوية والصيفية التي تحولت إلى مشاتل لإنتاج الأفكار ومدارسة الأطروحات وإصدار الدراسات، وتحول قادة هذه المشاريع إلى قادة في مجالات سياسية وشبيبية ومدنية واجتماعية ومهنية، هم الآن يقودون الفعل من مواقع مختلفة في السياسة كما في المجتمع المدني والإعلام، وخلف من بعدهم خلف حملوا المشعل بأمانة واستأنفوا المسار بإبداع.
وأملنا أن ثمارهم فيما ينفع البلاد والعباد وأن نلتقي بهم أجمعين في جنات عدن على سرر متقابلين.
آمين والحمد لله رب العالمين
 19 سنة على تأسيس المنظمة – محمد الكبيري
حلت الذكرى 19 على تأسيس منظمة التجديد الطلابي (8 مارس 2022)
مزيدا من العطاء لمنظمتنا العتيدة … إليكم بعض ذكريات التأسيس.
– صاحب فكرة منظمة مدنية الأخ العزيز امحمد الهلالي
– اتخذ قرار تأسيس إطار طلابي جديد في الجمع العام الوطني للقطاع الطلابي لحركة التوحيد و الإصلاح لسنة 2002 و أشرف على الجلسة العامة للمؤتمر التي تم فيها التصويت على القرار المشرف الطلابي المرحوم عبد الله بها.
– الجمع العام فوض للمجلس الوطني اتخاذ قرار شكل الإطار الطلابي الجديد.تفاعل كل من الأستاذ محمد الهلالي؛ أول رئيس لمنظمة التجديد الطلابي، والأستاذ محمد الكبيري من مؤسسي منظمة التجديدي الطلابي ومن قيادات القطاع ا
– في 01 مارس 2003 تم عقد المجلس الوطني للقطاع الطلابي لحركة التوحيد و الإصلاح بمكناس و تم التصويت على شكل الإطار الطلابي و هو منظمة مدنية تعمل أساسا في الوسط الطلابي ب 17 صوتا مقابل امتناع خمسة.
– 02 مارس 2003 انطلاق المنتدى الوطني للحوار و الإبداع الطلابي بمكناس في دورته السادسة: دورة البناء و التأسيس. كنت المشرف العام على هذه الدورة.
– 08 مارس 2003 الجمع العام التأسيسي للمنظمة بحضور ممثل السلطة و رئيس الحركة ذ الحمداوي و كانت رئاسة الجمع تتكون من امحمد الهلالي و رشيد الفلولي و محمد الكبيري.
– خلال الحفل الختامي من نفس اليوم تم الإعلان عن اللجنة التنفيذية للمنظمة و كانت تضم: امحد الهلالي رئيسا و رشيد الفلولي نائبا ثم باقي الأعضاء هم : مصطفى الخلفي- خالد رحموني- محمد الكبيري-علي السهول- توفيق كادي- عبد الصمد الإدريسي- مصطفى الفرجاني- عبد الهادي الحرشاوي- كمال العماري
– ماي 2004 ذهبت إلى مكتب الفريق البرلماني لتسلم وصل المؤقت للمنظمة .

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى