بعد شهرين من الحرب.. جيش الاحتلال يتكبد خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة بغزة

دشن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” لأول مرة  صفحة على موقعه الإلكتروني تنشر أعداد القتلى والجرحى وحالاتهم بعد أن وجد نفسه مجبرا على تقديم تفاصيل دقيقة عن خسائره البشرية، في الوقت الذي كان يعلن عن قتلاه “فرادى” وبالتقسيط.

وأعلن جيش  الاحتلال الإثنين الماضي عن ارتفاع حصيلة القتلى في صفوفه إلى 75 جنديا منذ بدء العملية البرية، وإلى 401 قتيل منذ بدء الحرب  على غزة عقب “طوفان الأقصى” ، بالإضافة إلى ما يتكبده يوميا من خسائر بشرية واقتصادية هائلة، من خلال انخراطه في القتال برا وبحرا وجوا مع الفصائل الفلسطينية في القطاع.

ومع دخول الحرب شهرها الثالث، بدأ اقتصاد الكيان المحتل يشهد حالة اهتزاز في جميع القطاعات، ويتكبد تكاليف باهظة تبلغ 600 مليون دولار أسبوعيا حسب بنكه المركزي. هذه التكاليف ناجمة عن إغلاق العديد من المدارس، وإجلاء نحو 144 ألف عامل من المناطق القريبة من الحدود مع غزة ولبنان، إضافة إلى استدعاء حوالي 350 ألف جندي احتياطي للخدمة، ما يمثل 8% من القوى العاملة.

هذه الخسائر دعت الكنيست أمس الخميس 14 دجنبر 2023، إلى المصادقة على ميزانية إضافية تقدر ب 25.9 مليار شيكل (سبعة مليارات دولار)  للمساعدة في تغطية تكاليف حرب غزة، مثل تعويضات جنود الاحتياط والإسكان الطارئ للنازحين داخليا، في الوقت الذي سجلت فيه وزارة المالية  شهر نوفمبر الماضي، عجزا في الميزانية بقيمة 22.9 مليار شيكل (ستة مليارات دولار) في أكتوبر، وأرجعت هذا إلى ارتفاع نفقات تمويل الحرب على قطاع غزة.

من جهتها، قالت وسائل إعلام عبرية بينها موقع “واينت“، إن يهود الولايات المتحدة جمعوا رقما قياسيا قدره 1 مليار دولار من التبرعات للكيان المحتل، بما فيها حوالي 600 مليون دولار جمعتها الاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية، وهي زيادة بنسبة 70% مقارنة بثاني أكبر جهد لجمع التبرعات من قبل الجالية اليهودية في الخارج في التاريخ، والذي حدث خلال حرب لبنان الثانية 2006.

وفي سياق متصل، أعلن جيش  الاحتلال، أن أكثر من 10 في المائة من جنوده الذين قتلوا في قطاع غزة قضوا “بنيران صديقة”، بينما قضى آخرون في حوادث، وحسب خبراء عسكريين فإن الاحتلال من خلال هذا الإعلان، يسعى للتغطية على حالة الفشل الميداني التي يعاني منها جيشه وجنوده أمام بسالة المقاومة في مختلف محاور التوغل، من خلال تسويق تسريبات صحفية وإعلانات يصفها مراقبون بالمضللة، بل ومنافية لما يقال عنه أنه يتمتع بكفاءة عالية.

ومما يظهر تخبط جيش الاحتلال بسبب خسائره البشرية والمادية، خلُص مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية إلى أن جيش الاحتلال ألقى 29 ألف قذيفة أرض جو على قطاع غزة، نصفها قنابل غير موجهة وغير دقيقة أو المعروفة باسم “القنابل الغبية”، وعادة ما تكون القنابل غير الموجهة أقل دقة ويمكن أن تشكل تهديدا أكبر على المدنيين، خاصة في منطقة مكتظة بالسكان مثل غزة، والمعدل الذي تستخدم به إسرائيل “القنابل الغبية” قد يساهم في ارتفاع عدد الشهداء بين المدنيين، حسب خبراء عسكريين.

وبعدما فشل جيش الاحتلال في الوصول لقيادة المقاومة في غزة لجأ امس الجمعة للإعلان عن مكافأة مالية كبيرة لأي شخص يقدم معلومات عن عدد من كبار قادة الفصائل الفلسطينية، أو يساهم في تسليمهم لقوات الاحتلال، وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أن قوات الاحتلال وزعت منشورات على أهالي غزة تضمنت مكافأة مالية كبيرة مقابل تزويدها بمعلومات عن كل من يحيى السنوار ومحمد السنوار ورافع سلامة ومحمد الضيف.

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى