بسبب دعم فلسطين.. إجراءات عقابية تطال جامعات أمريكية

تواجه عدد من الجامعات الأمريكية تهديدات بحجب التمويل بسبب الاحتجاجات الداعمة لفلسطين منذ السابع من أكتوبر 2023. واتسعت الاحتجاجات وشملت غالبية الجامعات الأمريكية، ولم تعد تقتصر فقط على التظاهرات وإنما وصلت إلى الاعتصام داخل الجامعات، كما حدث في جامعة كولومبيا في نيويورك.
وشكل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فريق عمل جديد وصفته وسائل إعلام أمريكية بـ”المغمور”، لمكافحة ما أسماه بـ”معاداة السامية”، يستخدم تهديدات التمويل لفرض تغييرات أوسع نطاقا في الحرم الجامعي بعد الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين.
وأشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن المسؤولة المؤقتة السابقة لجامعة كولومبيا كاترينا أرمسترونغ أمضت بعد أربعة أيام من استقالتها تحت ضغط حكومي خلال مفاوضات التمويل الفيدرالي المتوترة، ثلاث ساعات في جلسة استماع أمام محام حكومي في العاصمة الأمريكية واشنطن.
واستجوب المحامي أرمسترونغ حول ما إذا كانت قد بذلت جهدا كافيا لحماية الطلاب اليهود من “معاداة السامية” في جامعة كولومبيا، وفقا للتقرير الذي حمل عنوان “البيروقراطيون المغمورون الذين كلفهم ترامب بتدمير الجامعات الأمريكية”.
واتهمت إدارة ترامب الجامعة بالسماح بانتشار معاداة السامية، وهو اتهام تنفيه كولومبيا بشكل قاطع؛ وإثر هذا الاتهام قامت الإدارة بقطع نحو 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي المخصص للجامعة.
وتخوض جامعة كولومبيا مفاوضات مع الحكومة، لكن الرئيسة المؤقتة كلير شيبمان أعلنت الأربعاء الماضي أن “قرابة 180 من زملائنا العاملين بدوام كامل أو جزئي على مشاريع ممولة من منح فدرالية متأثرة (بالقرار)” سيخسرون وظائفهم.
أعلنت وزارة التعليم الأمريكية، أنها لن تمنح جامعة هارفارد أي تمويل فدرالي جديد إلى حين تلبية الأخيرة مطالب البيت الأبيض، في إشارة لعدم منعها المظاهرات الداعمة لفلسطين. جاء ذلك في رسالة بعثتها وزيرة التعليم ليندا ماكماهون إلى رئاسة جامعة هارفارد.
واختارت جامعة هارفرد مواجهة الإدارة الأمريكية بتحدٍّ، ورفعت دعوى قضائية لوقف تجميد منح بقيمة ملياري دولار. وذلك بعد أن رفضت المؤسسة البحثية العريقة قائمة من المطالب قدمها البيت الأبيض، مؤكدة أن تلك المطالب ستقوّض استقلالها.
وجاء في نص الدعوى المقدمة، أمس الاثنين، أمام المحكمة الفيدرالية في بوسطن، أن ترامب يشن هجومًا واسع النطاق على تمويل الأبحاث المتقدمة في الجامعات الكبرى، في إطار مسعاه لتطهيرها مما وصفه بأنه “معاداة للسامية وانحياز أيديولوجي”.
ورفع طلاب بجامعة تكساس، بداية الشهر الجاري، دعوى قضائية تتهم الجامعة وحاكم ولاية تكساس بتعمد قمع الخطاب المؤيد للفلسطينيين، في الوقت الذي لوحت فيه الإدارة الأميركية بأنها قد تتوقف عن تقديم المنح لجامعة هارفارد.
وأقام 4 طلاب حاليين وسابقين بجامعة تكساس في أوستن دعوى قضائية ضد الجامعة وحاكم الولاية غريغ أبوت، وقالوا إنهم تعرضوا للاعتقال ولإجراءات تأديبية بشكل غير قانوني بسبب تظاهرهم ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وتستخدم الإدارة الأمريكية التخفيضات المالية والتحقيقات في الجامعات، للضغط على إدارات الجامعات لمنع المظاهرات الداعمة لفلسطين.
ويتجنب الطلاب الأجانب في الجامعات الأمريكية، التعبير عن آرائهم بعد الإجراءات العقابية للإدارة الأمريكية تجاه المشاركين منهم في المظاهرات الداعمة لفلسطين.
وأدى إلغاء تأشيرات طلاب أجانب وتوقيف بعضهم بغرض الترحيل في إجراء دخل حيز التنفيذ بعد وصول الرئيس دونالد ترامب للسلطة، إلى تغيير سلوكيات في الجامعات الأمريكية وخاصة عند الطلاب الأجانب.
وكانت إدارة ترامب قد هددت بتجميد التمويل الفدرالي لعدد من الجامعات، من بينها جامعة هارفارد، مستندةً في ذلك إلى احتجاجات طلابية متضامنة مع فلسطين داخل الحرم الجامعي.