بخوش يكتب: النبوغ الشبابي في بلد المغرب

يعتبر كتاب النبوغ المغربي في الأدب العربي للعلامة عبد الله كنون من الكتب الأولى التي أعادت الاعتبار ليس فقط للأديب المغربي، بل للإنسان  والمجتمع المغربي في ظل الهيمنة المشرقية لسنوات ،ولعل هذا النبوغ الذي تحدث عنه عبد الله كنون قد تجاوز في وقتنا الراهن مجال الأدب إلى باقي المجالات ، والملاحظ أن صانعي هذا النبوغ أغلبهم من الشباب ، وهذا الأمر ليس غريبا ولا طارئا بل هو الأصل ، لأن الشباب كما هو معلوم هم عماد كل الأمم في نهوضها الحضاري ورأسمالها في قيادة التغيير والإصلاح ، والشباب يتصفون بسمات التحدي ومواجهة الصعاب ، ورحم الله علال الفاسي الذي كتب قصيدة يمدح فيها الشباب قائلا في مطلعها :

كل صعب على الشباب يهون           هكذا همة الرجال تكون

قدم في الثرى ،وفوق الثريا             همة قدرها هناك مكين

فعلا لا صعب على الشباب المغربي الذي أضحى يسطر اليوم مشاهد التفوق والنجاح في مختلف التظاهرات الخارجية إقليميا وقاريا ودوليا، وفي مختلف المجالات ، بدءا بمسابقات حفظ القرءان وتجويده وترتيله مرورا بالمسابقات العلمية في ميدان الرياضيات والفيزياء والطب والإعلاميات ومسابقات الاختراعات والابتكارات …ناهيك عن نبوغه في المجال الفكري كما هو الحال في مسابقات تحدي القراءة العربي لسنتين متتابعتين، دون أن نغفل الجانب الفني حيث بروز طاقات شبابية في مختلف الفنون ( الموسيقى – المسرح والكوميديا …)، هذا فضلا عن الجانب الرياضي حيث بروز رياضيين شباب في مختلف الأصناف الرياضية الفردية والجماعية ،دون أن ننسى التميز الذي خلقته الجماهير الرياضية الشبابية  في ملاعب كرة القدم،من خلال تطرقها لقضايا المجتمع المغربي ، وكذا قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين، هذا غيض من فيض، وإلا فإنجازات الشباب المغربي عديدة جدا لا يتسع المقام لذكرها .

إن هذا النبوغ الشبابي يبين بجلاء قدرات وإمكانات الشباب المغربي وقدرته على تجاوز كل الصعاب لتحقيق أهدافه وطموحاته بالرغم من كل ما يعانيه من مشاكل في تحصيله الدراسي ووضعه الاجتماعي، ولعل هذا النبوغ يفرض اليوم مزيدا من الاهتمام بالشباب لا باعتباره فئة مستهدفة كما في التصور الكلاسيكي، بل شريكا أساسيا في وضع السياسات التي تعنى به وفاعلا مركزيا في تنزيلها .

ختاما، يحق لنا- نحن المغاربة – الافتخار بشبابنا الذين شرفونا وجعلوا راية بلدنا عالية في الآفاق، فلكم كل التقدير والشكر والامتنان ، ولسان حالي ما قاله فيكم  العلامة علال الفاسي رحمه الله :

                 يا شباب البلاد أحييتمونا                     فلنا فيكم رجاء متين  

                ولنا في الشباب خير الظنون                حققت في الشباب تلك الظنون 

                أخبروا القوم أعلموهم بأنّا                    قد حيينا، وأنّنا سنكون

               قد بعثتم رجاءنا فأديموا                       سيركم، واعملوا، ولا تستكينوا

جمال بخوش/ مسؤول قسم الشباب

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى