الهدى المنهاجي في سورة الحجرات(15) – عبد الحق لمهى

سورة الحجرات بحر من الرسالات القرآنية، ومنها ما جاء في قول الدكتور فريد الأنصاري ـ رحمه الله تعالى ـ: “في أن مسلك الاستدرار للرحمة وطلب الفرج من الرحمان، عند اشتداد الكرب على المستوى الاجتماعي والمعيشي إنما ينفتح بابُه للعبد بتحقيق التراحم وتعميق التواد وبينه وبين المؤمنين. فذلك من أسباب نزول الرحمة الإلهية بالأمة، كما في قوله تعالى:” فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ” وقد ثبت ضمان ذلك في الحديث النبوي الصحيح، من قوله صلى الله عليه وسلم:” الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ تبارَك وتعالى؛ ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السَّماءِ.[1]

فمسلك الرحمة إنما هو الرحمة، وهو معنى عظيم في الدين والدعوة جميعا. فما من دعوة قامت على الرحمة إلا وكتب الله لها النجاح والقبول وبارك فيها، وما أخطأت ذلك دعوةٌ أو جماعة إلا فشلت وخسرت، وهذا مقامٌ إيماني من الحكمة الربانية رفيع، مَنْ فاته فاته خيرٌ عظيم، بل يُخشى عليه أن يكون من الهالكين.”[2]

 

 

******

[1] ـرواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والحاكم، عن ابن عمرو، وصححه الألباني، حديث رقم (3522) في صحيح الجامع.

[2] ـ مجالس القرآن مدارسات في رسالات الهدى المنهاجي للقرآن الكريم من التلقي إلى البلاغ، الجزء الأول، فريد الانصاري، ص 382.، دار السلام، ط 4، 2015م.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى